الأمم المتحدة تختتم عقدين من الدعم للعراق وجوتيريش يثمّن جهودها في تعزيز الشفافية الانتخابية

بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات العراقية السادسة، تتابعت البيانات السياسية التي أظهرت ترحيبًا بنجاح العملية الديمقراطية، مع رسائل متباينة بين القوى السياسية. في الوقت نفسه، أبدت جميع الأطراف استعدادها للدخول في مفاوضات سريعة لتشكيل الحكومة المقبلة، وهو ما يتوقع المراقبون أن يكون مقتضبًا في ظل الرغبة العاجلة لإنهاء هذا الملف.

 

وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الشعب العراقي على نجاح الانتخابات البرلمانية السادسة التي أُجريت في أجواء هادئة ومنظمة، مشيدًا بجهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في ضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.

إشادة أممية بسير الانتخابات

 

وفي بيان رسمي صادر عن مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أعرب جوتيريش عن ترحيبه بـ"السير الهادئ والمنظم للانتخابات العراقية بشكل عام"، معتبرًا أن ذلك يعكس التزام الشعب العراقي بمسار ديمقراطي مستقر، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

 

وأضاف الأمين العام أن نجاح هذه الانتخابات "يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية وإرادة الناخبين"، مؤكداً ثقته بأن القوى السياسية العراقية ستحافظ على روح السلام والاحترام المتبادل خلال مرحلة إعلان النتائج وتشكيل الحكومة الجديدة.

 

دعوة إلى حوار مسؤول وتشكيل سريع للحكومة

 

وشدد جوتيريش على أهمية أن تتم عملية تشكيل الحكومة المقبلة بصورة سلمية وضمن إطار زمني مناسب، وبما يعكس إرادة الشعب العراقي وتطلعاته نحو الاستقرار والتنمية المستدامة.

 

كما دعا جميع الأطراف السياسية إلى إعلاء المصلحة الوطنية، والابتعاد عن التصعيد أو الخلافات التي قد تعطل المسار الديمقراطي، مؤكداً أن الحوار البنّاء هو السبيل لضمان انتقال سياسي سلس يخدم مصالح جميع فئات المجتمع العراقي.

 

الأمم المتحدة تجدد التزامها بدعم العراق

 

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة تأكيده على التزام المنظمة الدولية بدعم العراق في مسيرته الديمقراطية، ومواصلة التعاون مع مؤسساته المنتخبة لتعزيز الحكم الرشيد، وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق تطلعات العراقيين في مستقبل آمن ومزدهر.

 

وأشار جوتيريش إلى أن الأمم المتحدة "ستظل شريكاً أساسياً للعراق في ترسيخ الديمقراطية، ومكافحة الفساد، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

 

وفي ختام بيانه، أعرب الأمين العام عن تقديره الكبير لجهود بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، التي شاركت على مدى أكثر من عشرين عاماً في دعم العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية والاستقلالية داخل المؤسسات العراقية.

 

وأشار إلى أن اختتام ولاية يونامي الانتخابية يمثل "نقطة تحول في مسار التعاون الدولي – العراقي"، مؤكداً أن ما تحقق خلال السنوات الماضية من تطوير إداري وتقني للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات "يشكّل إرثاً مؤسسياً مستداماً يدعم المسار الديمقراطي للعراق".