الشيخ أحمد ترك محذرا من الانتحار: الضغوط هى العدو الأول للإنسان
الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 12:49 م
منال القاضي
وجة الشيخ أحمد ترك، عضو اللجنة الدينة بمجلس الشورى وإمام وخطيب الأوقاف، رسالة تحذير للشباب من الانتحار.
وقال الشيخ أحمد ترك: "قررت التعامل مع ظاهرة الانتحار بآلية مختلفة عن المنشور فى السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، فنحن لسنا بصدد الحكم على شخص أنهى حياته والله أعلم بظروفه وأحواله.. وليس مطلوباً منا ذلك! بل المطلوب هو محاولة القضاء على هذه الظاهرة، بمعالجة أسبابها، لعلنا ننقذ نفساً من الموت.. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وتابع عضو اللجنة الدينة بمجلس الشورى: بما أن ظاهرة الانتحار من الظواهر التى لها جوانب متعددة ومعقدة، منها الاكتئاب، وايضاً تحريض الجماعات الإرهابية على الانتحار بأسم الشهادة فى سبيل الله، لتحقيق مآرب سياسية.
موجة الاكتئاب زى موجة البحر
وقال الشيخ أحمد ترك: لازم ترفع راسك أو تخفضها لحد ما تعدى.. وهتعدى حتماً وربنا هيكتب لك السلامة والنجاة واللطف..إنما لو أخذت الموجة بوجهك ومشاعرك وسيطرت عليك؟.. للأسف هتحصل كارثة.. وهتعدى برضه بس بخسائر ممكن تصل لدرجة الانتحار.. المهم نتعلم كيف نخرج من حالة الاكتئاب؟.. وإليك الآتى:
وتابع: التفكير الإيجابى وجلب المشاعر الإيجابية، وكذلك طرد الأفكار والمشاعر السلبية، اجلب الأمل بقراءة قصص عظماء كانوا فى شدة ومهالك وتجاوزوها.. وهذا نهج القرأن فى عرض تجارب السابقين.. أطل فى السجود واسجد واقترب وفضفض مع الله بالدعاء.. قال تعالى: " حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110). سورة يوسف".
واستكمل: وعندما تشعر بالضغوط لا تخف من الضياع.. ولا تخف من الهلاك.. ولا تخف على المستقبل.. ولا تخف على فوات حظ من حظوظ الدنيا.. عليك فقط بالصبر والصلاة والدعاء والأخذ بالأسباب.. وحافظ على صفاء قلبك ودينك حتى عند الشدة.. وارض بما قسمه الله لك واعلم أن الله لا يضيع أهله.. ولك فى الأنبياء قدوة.. فسيدنا يوسف بدأت قصته بقذفه فى بئر ليموت.. وانتهت بكونه عزيز مصر يقوم على إطعام الناس فى كل مكان.. وسيدنا موسى عليه السلام.. بدأت قصته برضيع على لوح خشب فى النهر.. احتمالات غرقه أشد من احتمالات نجاته.. ووصلت إلى أنه كلم الله فوق جبل طور سيناء.. وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم.. بدأت قصته بيتيم تتهرب المرضعات عن إرضاعه زهداً فيه.. لعدم وجود أب يجزيهن أجر الرضاعة.. وانتهت حياته فى الدنيا وهو رحمة الله للعالمين.. هكذا يجرى قانون الله.. ليس على الأنبياء فقط إنما علينا جميعاً.
واستطرد: ممارسة الأشياء المحبوبة والهوايات، مثل ممارسة الرياضة أو الاستماع إلى شيء محبوب، وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: "والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، رواه مسلم.. فلا تجعل اكتئابك يوجهك إلى الكره والضغينة.. فى ناس بتكره نفسها.. وفي ناس بتكره شغلها.. وفي ناس بتكره دراستها.. وفي ناس بتكره وطنها لمجرد إنه تعرض لمشكلة..
تصور أنا نفسى جالى الإحساس دا بعد محنة ظلم كبيرة تعرضت لها وطردته.. قلت لنفسى إزاى حد يبهدلنى كدا وأنا بحب بلدى.. وليه بلدى مدافعتش عنى.. لقيت ضميرى بيقولى البلد اللى تعرضت لمؤامرات تكفى لتدمير الكرة الأرضيّة ذنبها إيه بأعمال شخص قرر إنه يشتغل لنفسه فى صورة إنه بيشتغل لبلده.. أنت مش فلاح وعارف الأرض الزراعية اللى فيها أجمل وأعظم الثمار.. بتحتوى أحيانا على تعابين وفئران؟..
وتظل قيمة الأرض كما هى فى قلب صاحبها حتى ولو لدغ من التعبان.. وحتماً تبقى الأرض وتزول الثعابين.. كذلك قيمة وطنك كما هى حتى ولو توجعت فيه.. لأن الأصل هو الحفاظ على الوطن ومكافحة الفئران فيه.. الكره دا ممكن يكبر وتلاقى نفسك فى مساحة خطيرة ممكن توصلك للانتحار أو على الأقل تتدهور حالتك.
ووجه ترك، نصيحة للشباب قائلا: حب نفسك وأقبل على الحياة أكثر، وتمسك بها، وأوعى تتعامل مع نفسك إنك مجرم تستحق العقاب.. وتتطور مشاعرك إنك أنت اللى تعاقب نفسك.. وبالتالى تفكر فى الانتحار.. أنت لست مجرماً والحياة ليست جلاداً.. إنما الابتلاءات دى كلها خير.. ورسالة من الله.. أرجوك أفهما كويس.. عندما يبتليك الله ربما تقول لنفسك لماذا يارب تقدر علىّ الهلاك والحرمان.. والله يقول لك أنا الغنى الحميد.. غنى عن عذابك وحرمانك ومشقتك.. بل غنى عن العالمين جميعاً.. إنما ابتليك أيها المؤمن لأنجيك من نفسك.. لأن النفس أمارة بالسوء ولولا الابتلاء ما رجعت إلى ربها.