«الأمة الجزائري» يهاجم رئيس الوزراء الفرنسى بسبب «بوتفليقة »
الخميس، 21 أبريل 2016 06:03 م
اعتبر مجلس الأمة الجزائري استغلال صورة رئيس البلاد عبدالعزيز بوتفليقة "زلة خطيرة تتجاوز ضوابط الأخلاق والأعراف الدبلوماسية والسياسية"، مشيدا بالغضب الكبير الذي أبداه الشعب الجزائري الذي ''لا يقبل إطلاقا خدش رموز دولته ومؤسساته''.
وشدد مجلس الامة -في بيان اليوم الخميس- على أن الحملة الممنهجة الموجهة ضد الجزائر تأكدت مرة أخرى بعد التصرف الذى قام به رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس "بعد أن حظي بشرف استقباله من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة" وهو ما يعتبر "زلة خطيرة تنبئ بنوايا مبيتة وتحيل على نزعة خالية من روح المسؤولية فضلا عن كونها تتجاوز ضوابط الأخلاق والأعراف الدبلوماسية والسياسية"، على حد ما جاء بالبيان.
وقال البيان إن "تصرف فالس يأتي ليضاف إلى تواطؤ واضح لقناة تلفزيونية فرنسية مدعومة من وزارة الخارجية من خلال توفيرها منبر تنفث منه سموم حاقدة على الجزائر ومواقفها الثابتة".
و نبه المجلس إلى أن الممارسات المتتالية الصادرة عن أوساط فرنسية مختلفة تحمل في مغزاها معنى حملة ممنهجة تصب في اتجاه معاكس للرصيد الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة على صعيد بناء علاقات جزائرية فرنسية متميزة وبآفاق إستراتيجية قائمة على مبدأ المصالح المشتركة وفي إطار الثقة والاحترام المتبادل، حسب ما ذكر البيان الصادر عنه.
وذكر بيان مجلس الأمة الجزائري أن "تلك الممارسات المرفوضة التي بدأتها صحيفة فرنسية بتجاوزها الصارخ لأدبيات مهنة الصحافة والإعلام من خلال تعمدها أسلوب المراوغة والتغليط عندما تناولت على صفحاتها ما يسمى بـ"وثائق بنما" فلم تتورع عن الإساءة لمؤسسات الدولة ورموزها، لم تكن حالة معزولة".
وتابع البيان بالقول "وبالنظر إلى كل ما أعقب ذلك، لا يمكن إلا أن تعد هذه الممارسات سقطة فاضحة تندرج في سياق حملة بإيقاعات متناغمة هدفها الإساءة للجزائر وشعبها من خلال المساس برموزها"، لافتا "إلى أن هذه الوقائع الموصوفة بالتتابع والتزامن تحدث في وقت تتعالى فيه أصوات داخل البرلمان الفرنسي دأبت على لهجة العداء المعلن للجزائر إذ تتحين هذه الأصوات الفرص لتكالبها على الجزائر بوقاحة، وهذه المرة من باب المطالبة بتعويض الأقدام السوداء ومحاولة تمرير قانون يتيح -حسب زعمهم - للحركى إصلاح الضرر الذي لحق بهم"، (الحركيون هم الجزائريون الذين قاتلوا فى صفوف القوات الفرنسية إبان احتلالها للجزائر)، على حد ما جاء بالبيان.
واستطرد البيان بالقول "أمام كل هذا فإن مكتب مجلس الأمة يعتبر الهبة الواسعة التي تطبع الساحة الوطنية اليوم متصدية بقوة لهذه الحملة من صميم معدن الشعب الجزائري الذي لايقبل إطلاقا خدش رموز دولته ومؤسساته"، مضيفا أن ردة فعله أظهرت تعلقه برئيس الجمهورية وعرفانه له وللإنجازات التي تحققت ومازالت تتحقق تحت قيادته الحكيمة.
كما أشار بيان المجلس إلى ما وصفه بـ"انخراط أعضاء المجلس منذ الوهلة الأولى في التصدي لهذه الحملة بالتنديد والاستنكار عبر مختلف المنابر وفي كل الفعاليات السياسية والاجتماعية على امتداد ربوع الجزائر يعد بمثابة الواجب الوطني الذي يملي على الجزائريات والجزائريين التفطن لكل أشكال المكر وإحباط كل الدسائس الرامية لزعزعة الجزائر بقصد إضعاف موقفها".
و في هذا الإطار، دعا مجلس الأمة الشعب الجزائري إلى التلاحم الوطني والاستمرار في تمسكهم بالدولة ومؤسساتها، محذرا في نفس الوقت من "مغبة تمادي جهات وأوساط فرنسية في أسلوب الابتزاز والمساومات التي من شأنها أن تفضي إلى تعطيل مسار العلاقات بين البلدين وتؤدي إلى تأزمها".
كان مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا قد نشر -عقب عودته من زيارته للجزائر- على حسابه الخاص على "تويتر" صورة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بدا فيها متعبا ومرهقا للغاية بسبب مرضه، وأرفق فالس الصورة بهذه الكلمات "مبادلات اقتصادية وإنسانية وأمنية: العلاقات الفرنسية الجزائرية قوية وتاريخية واستراتيجية".