ندوة "الهوية الخليجية" بالكويت تناقش تعزيز القيم الاجتماعية والوحدة الوطنية
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016 03:36 ص
أكدت أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، الدكتورة فاطمة الصايغ، أن "التحديات الحضارية من أهم التحديات التي تواجه دول الخليج العربي وتهدد كينونته الحضارية والثقافية"، مشيرة إلى أن دول الخليج العربي باتت شاهدًا ونموذجًا للتغير الحضاري والديموجرافي في العالم المعاصر.
جاء ذلك في كلمتها الاثنين خلال ندوة "تعزيز الهوية الوطنية الخليجية"، والتي نظمها المجلس الوطني للثقافة والآداب الكويتي بالتعاون مع الأمانة العامة لدول التعاون الخليجي في إطار الاحتفال باختيار الكويت "عاصمة للثقافة الإسلامية 2016"، وافتتحها وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، وتستمر غد الأربعاء.
وقالت الصايغ، إن من أهم العوامل التي أدت إلى تلك التغيرات هي الطفرة المادية في دول الخليج العربي التي أدت إلى تدفق "ملايين البشر" من جنسيات مختلفة إلى هذه الدول حيث جلبوا معهم ثقافاتهم وهوياتهم ولغاتهم"، مبينة أن "دول مثل الإمارات وقطر مثلا أصبح المواطنين فيها أقلية".
وأضافت أن هذا الأمر دفع بجمعيات النفع العام والمؤسسات الثقافية الإماراتية المختلفة إلى دق ناقوس الخطر منذ بدايات المشكلة، مشيرة إلى أن الإمارات أعلنت عام 2008 بعام (الهوية الوطنية الإماراتية) "في محاولات لإعادة الانتماء الوطني والحضاري في الإمارات" التي يجتمع داخلها حوالي 200 جنسية يمثلون ثقافات وحضارات مختلفة.
ومن جانبه دعا الدكتور في علم الاجتماع من السعودية، خالد الشريدة، دول الخليج العربي إلى معالجة موضوع التركيبة السكانية التي تعرضت إلى "خلخلة قوية" عن طريق المزيد من التخطيط الاقتصادي والثقافي والأمني المحكم.
وأشار الشريدة، إلى حاجة دول الخليج للعمل معا على تغيير أي وضع مختل "بهدوء وتعقل لتحقيق المزيد من العدالة وتعزيز الثقة والتعاون وتقسيم مسئولية الإصلاح ما بين دول الخليج العربي".
واعتبر أن اتحاد دول الخليج العربي له عدة إيجابيات منها إحداث تطور نوعي وإبراز مستويات جديدة في بناء المؤسسات وتشريع القوانين والأنظمة وتبني السياسات الواحدة.
وفي سياق متصل، تناول الدكتور في كلية الشريعة بجامعة الكويت، محمد الشريف، موضوع (التعددية الفكرية والحوار في المجتمع المسلم) ، مؤكدًا أن القرآن الكريم يقر بالاختلاف بين الناس "سنة ربانية جبلوا عليها" وأن الدين الإسلامي "حاول بشتى الوسائل الانطلاق في حواره مع الآخر من أرضية مشتركة يتفقان عليها" إضافة إلى دعوته لتجنب استثارة مشاعر العداء لدى الآخر.
وبين شريف، أن الدين الإسلامي حث أيضًا على الحوار العقلي والعلمي والمجادلة بالتي هي أحسن والتعاون في المتفق عليه.