«القصلة».. عقد زواج في بادية سيناء (صور)
السبت، 24 ديسمبر 2016 03:57 م
لكل مجتمع من المجتمعات خصوصية تختلف عن بعضها البعض، فالمجتمع البدوي، يتميز بوجود خصوصية له عن باقي المجتمعات، فهو مجتمع منغلق على نفسه، يصعب كشف أسراره لمن هو منتمي لغير هذا المجتمع.
ولكل مجتمع من المجتمعات عادات وتقاليد في شتى مناحي الحياة، تختلف عن العادات والتقاليد بالمجتمعات الأخرى، والزواج عند البدو مختلف كليًا عن باقي المجتمعات خاصة الحضرية، فهو يتم عن طريق «القصلة»، التي هي بمثابة وثيقة زواج غير مكتوبة يقر بها الجميع ولا يستطيع أحد إنكارها.
ويؤكد حسن سلامة، الباحث في التراث السيناوي، أن القصلة هي عهد غير مكتوب بين الشاب ووالد العروس التي يريد الزواج منها، حيث يُحضر الشاب عود من الشجر الأخضر، يطلق عليه البدو «قصلة» ويسلمه ليد والد الفتاة، ويقول هذه قصلة بنتك وأريد الزواج منها، ويقرأون الفاتحة على هذه القصلة، وتصبح الفتاة بعد ذلك مخطوبة لهذا الشاب إلى أن يأخذها إلى بيته بعد فترة أو حسب ما يتفقون عليه.
ويضيف «سلامة»، أن الزواج لدى البدو غير مكتوب، ويكون بالكلمة فقط، حيث يقول والد العروس «زوجتك يا فلان بنتي»، ويرد العريس «قبلتها زوجة لي على كتاب الله وسنة رسوله»، بعد ذلك تصبح زوجته إلى أن يأخذها إلى منزل الزوجية بعد تجهيزه ويطلق عليه اسم «البرزة» وهو عبارة عن عشة توضع بالقرب من بيت الشعر الذي يسكن فيه أهله، وهو بهذا يستقل عن الأسرة ولكن ليس بعيدا عنهم، وبنائها غير مكلف فهي إما مصنوعة من البلاستيك أو أكياس من الخيش، وتجهيزها بغطاء من صوف الضأن وخدة بسيطة محشوة، إما صوف أو أوراق أشجار.
ويؤكد «سلامة»، أن البدو يفضلون الزواج في سن مبكرة جدًا من 14 إلى 18 عامًا، ويفضلون زواج الأقارب، خاصة بنات العم، وأقارب الدرجة الأولى، وغالبًا ما تكون المهور بسيطة.
وحول أفراح البدو، يقول «سلامة»، إنها تستمر عدة أيام يتم خلالها نحر الذبائح والغناء وإقامة حفلات السمر، ويسمى عند البدو «السامر» وفيه تنشد الأغاني ويتبارى الشعراء بتقديم الكلام الموزون والشعر البدوي المقفَى.