سيبيه يا فوزية..

الخميس، 09 فبراير 2017 10:27 ص
سيبيه يا فوزية..
هبه العدوي تكتب

سيبيه يمسكها يا فوزية.. هكذا كانت الجملة الشهيرة لفؤاد المهندس رحمه الله، في المسرحية الرائعة «سك علي بناتك».


لن تكون المقالة لكي تعطي فوزية يدها لفتحي ليمسكها، ولكن لكي ترفع يدها عنه، ولو قليل القليل يا سيدتي الجميلة.

لكي تعطيه هواءً، يجعله قادرًا على الرجوع إليك متجددًا، فيتجدد هواء حبكما من جديد، كل الناس يصيبها الملل من التكرار، بعض من هواء التجديد لن يضير بصفة عامة.

«فككوا» من الالتصاق الحميمي لبرهة من الوقت، أجازة قصيرة لن تضر، بل أعِدك أنها ستعطيكم قدرة على الرجوع بشوق ومحبة، أعلم أنكِ تمقتين بشدة كهفهم اللعين، وتلك الحالة من التأمل الصامت العميق مع جهاز التليفزيون دون تركيز، تصاحبه سيطرة تامة على الريموت، مع تلك النظرة المليئة باللامبالاة التي تكرهينها.
وآهٍ لو كان هناك أمر ما طارئ، يستدعي أن تجعليه يركز معكِ خلالها! وقتها قد تسمعين أصوات إنسان الغاب الأول عريض الصوت، «شلولخ» الحدة، دون أن تفهمين أن كل هذا راجع، لأنه هكذا يشعر أنكِ تُخرجيه رغمًا عن أنفه من أعمق حالة استرخاء «فتحاوية» أصيلة.

فلتتركِ إذن فتحي يدخل كهفه بإرادتك الحرة يا فوزية، مع وعد وتسليم منكِ بعدم جدوى ملاحقتك الأمنية.

سيبيه يدخل كهفه دون أن يراكِ خلفه، بنظراتك المتعجبة الممتلئة بالإحساس، بأن هذا الكائن الغريب البوهيمي ليس هو من أحببته يومًا وتزوجتيه، أتركيه ولكِ الأجر، أعدك سيدتي، سيبيه يدخل كهفه بطريقته.

هناك من يحب الجلوس في المنزل، وآخر يحب الخروج مع أصدقائه، هم مثله كائنات من نفس الفصيلة التي خلقها الله، يفهمون الصمت المستمر الذي لا يقطعه سوى كركرة الشيشة، أو بعض أصوات الدومينو والطاولة، يصعب علينا فهم الصمت المستمر ليوم كامل قد يكون.

سيبيه يخرج يلعب ماتش الكرة لو كانت تلك هوايته، أو يمارس غيرها من هواياته المفضلة، وعندما يقول لكِ:ما تروحي شوية عند مامتك وتاخدي العيال معاكي يا فزفوزتي، طيب أنا نازل أقعد على القهوة، طالما إنك مش قادرة تروحي يا حبيبتي.

سيبيه يا فوزية ينزل أو سيبيه يقعد في بيتكم وأنتِ انزلي، قابلي أصدقائك أنتِ أيضا، مارسي هوايتك، ابحثِ عن ذاتك التي أهملتيها تمامًا في زحمة الحياة، ومشاغلكِ التي لا تنتهي.
سيبيه لكن أرجوكِ مش على نكد، ولا بعد الهمز واللمز والنظرات المتشككة في ماهية خروجته، وإن كانت حقيقية مع أصدقائه أم يُحتمل أن يكون بها عدد من السيئات (أو ربما السيدات).

سيبيه يخرج مبسوط، أو سيبيه يقعد مبسوط، عشان علميًا المخ يبني على آخر تجربة مع الشخص، بمعنى آخر مشهد لكِ معه سيظل في ذاكرته، اجعليه وجهًا لك مبتسمًا، بدلًا من نظرتك تلك التي يدرك معناها جيدًا: ليلتك مش فايتة يا فتحي، انزل براحتك.. هو يدركها جيدًا (تلك النظرة) ويعلم مآلاتها ومن ثَم مآلاته.

سيبيه يُسبسِب شعيراته، هذا إن كان مازال هناك منها بعضها، سيبيه يلبس أشيك ما عنده، لن تفرحي به وهو إنسان الغاب، وكرشه يمتد أمامه فلا يقوى على النظر عبره إلا بمعجزة، سيبيه لأن ثقتك فيه هي أساس علاقتكم، وهي التي بها يعلو بناء مؤسسة زواجكم، سيبيه لأنه دونها سيقتل الشك علاقتكم ولو بعد حين.

سيبيه لكي يتنفس حرية، تجعله يستطيع أن يفكر هل فعلًا يحبك أم لا؟
فأنفاسه الثقيلة كلما رآكِ والمتمثلة في: «الأوف» «ويا دي» النكد والتكشيرة اللي عاملة «مية وإحداشر» وبوزه اللي على طول أدامه.

قد يكون سببها الرئيسي هو خنقته في حياته معكِ وشعوره بثِقَل مسئولياته داخل بيتكم، بعض من الحرية قد يكون مفيدًا جدًا في زيادة قدرته على التحمل.

لا أقول لكِ سيبيه دون اهتمام، ولكن اجعلي جزء من اهتمامك هو أن تتركيه يشعر- ولو لبعض من الوقت- أنه ليس محل اهتمامك.

هي نقطة اتزان.. بين تركه وخنقه، بين حبه وتقييده بهذا الحب، وكما يقول منير في أغنيته الشهيرة «يونس»: وإنتي تقولي لي أحبك.. تحب إيه فيا؟ وده حب إيه ده اللي من غير أي حرية..
أرجوكي سيبيه شوية يا فوزية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق