هل تحدد القاهرة مصير الرئيس الإيرانى الثانى عشر؟

الثلاثاء، 21 مارس 2017 04:00 م
هل تحدد القاهرة مصير الرئيس الإيرانى الثانى عشر؟

ومع ذلك ورغم كل نقاط القوة، لا يبدو أن الأمر سيكون مريحا هذه المرة لرئيس يتقدم للترشح لولاية ثانية، ويستقر فى الأعوام الأربعة المقبلة فى شارع باستور فى قلب العاصمة الإيرانية طهران.
 
أبرز منافسى روحانى من التيار المحافظ أو المتشدد، غلام رضا، وسعيد جاليلى، لكن الأقرب لاقتناص ورقة الترشح هما إبراهيم رئيسى، رئيس الحضرة الرضوية المرضى عنه فى الحرس الثورى، والذى لم يحسم موقفه بعد، ومحمد باقر قاليباف عمدة طهران، المقرب من أحمدى نجاد.
 
روحانى، هو الرئيس الأقل فرصة للتجديد، وقد يكون الرئيس الأول الذى يفشل فى مد فترته الرئاسية لأسباب عديدة.
 
لكن الملفت للنظر أن المرشح الذى ينتظر اجتماع المتشددين عليه إبراهيم رئيسى، قد يكون الحصان الأسود الثانى فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بعد الرئيس الأسبق أحمدى نجاد، ابن الريف، والبعيد عن الأوساط السياسية فى المدن الرئيسية.
 
ومن سخرية الأقدار فى الانتخابات الرئاسية، أن مزاج الريف الانتخابى، إذا ما اختلف مع مزاج المدن، تكون الغلبة دائما وأبدا له محدودا فى فترته الأولى، واعتقد أنصاره أن الاتفاق النووى مع الدول الغربية، سيكون ميزة مع ترشحه.
 
لكن الميزة انقلبت إلى نقطة ضعف، خاصة عندما اتفق النقيضان على كراهية الاتفاق النووى، وهما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتيار المتشدد الذى رأى الاتفاق تراجعا لقوة الجمهورية الإسلامية، وهزيمة لفكر تصدير الثورة.
 
صحيح أن الاتفاق جعل إيران مفتوحة على العالم، لكنه أيضا جعل الإيرانيين أكثر تهورا نحو المنتجات الغربية، ما أدى لارتفاع كبير فى حجم الواردات، وإقبال غير منظم على العملة الصعبة، فدفع «التومان» أو الريال الإيرانى للتدهور السريع، نتيجة فاتورة الشره الاستهلاكى.
 
وهو ما حمله المتشددون ووضعوه فوق رأس روحانى وفريقه من الإصلاحيين.
 
كان رد فعل روحانى، إزاء تحميله مسئولية تبعات الاتفاق النووى، أن أصبح يميل هو الآخر نحو التشدد، وهو ما ظهر جليا فى تصرفاته، وخطاباته، وتعليقاته، على التصريحات الترامبية، فى محاولة لقطع الطريق على المتشددين، والمزايدة عليهم.
 
لكن الجدير بالملاحظة، تصريحات على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى حول العلاقات مع مصر، والذى جدد فيها رغبة طهران فى تحسين العلاقات مع القاهرة.
 
فى هذا التوقيت بالذات، وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لا يمكن أن يمر التصريح مرور الكرام، بل يحمل فى طياته رسالة شديدة الأهمية، ليست إلى القاهرة فحسب، كما يبدو ظاهرا، لكن فى حقيقة الأمر هى رسالة إلى الداخل الإيرانى الذى تمثل القاهرة بالنسبة له مساحة كبيرة فى وعيه وعقيدته.
 
ليس فقط بسبب مكانة آل البيت فى قلوب الشعب المصرى وهو أمر يجله ويحترمه الإيرانيون جدا، ولكن لأن التحالف الاستراتيجى بين طهران ودمشق، لا يكتمل دون علاقة جدية مع القاهرة، حتى ولو بدرجة أقل كثيرا مما هو حاصل مع دمشق.
 
تصريحات لاريجانى، تقول إن هناك ترحيبا كبيرا بالموقف المصرى من الأزمة السورية، وتعتبره إيران، إضافة لموقفها الثابت من دمشق، خاصة أن النوايا تتجه لإقناع القاهرة بالانضمام للمحور الإيرانى الروسى.
 
ومن منطلق المصلحة البحتة، فإن التواجد الإيرانى فى حوض البحر المتوسط لن تكتمل أركانه من دون مستوى فى العلاقات مع القاهرة، تجعل منها نقطة انطلاق نحو جنوب المتوسط.
 
الأهم من كل هذا وذاك، أن مضيق هرمز، إذا ما ارتبط بعلاقة لوجستية بقناة السويس، «ناهيك عن باب المندب وميناء الحديدية اليمني» سيكون بمقدور المسيطر عليها، التحكم فى المسار التجارى الأهم فى العالم بصفة عامة، وتجارة الذهب الأسود، بصفة خاصة.
 
قد لا يقبل المنطق، الربط بين القاهرة والانتخابات الرئاسية الإيرانية، لكن منذ متى والعلاقات بين طهران والقاهرة تخضع لمنطق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة