السوشيال ميديا والخلط ما بين الفتوة والبلطجي

الأربعاء، 29 مارس 2017 11:04 ص
السوشيال ميديا والخلط ما بين الفتوة والبلطجي
أحمد إسماعيل يكتب

دائما هناك تأثيرمتبادل ما بين الفنون ووسائل الإعلام وبين المجتمعات أي البشر الذين يعيشون في تلك المجتمعات التي تتأثر سلبًا وإيجابًا، وللأسف من خلال وسائل الإعلام الجديد وفي القلب منها صفحات «الفيسبوك»، التي أصبحت سلاحًا خطيرًا يشرعه البعض في وجه المجتمع. 
 
والمتابع للفضاء الإليكتروني في الفترة الأخيرة يجد تركيزا واضحًا على قضيتين، الأولى مغتصب فتاة البامبرز، وسما المصري والبرنامج الذي ستقدمه، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الخواء والفراغ الفكري وانصراف الناس إلى التفاهات.
 
نعم لهم أن يتعجبون من أن تتحول الراقصة سما المصري إلى ناصحة أو واعظة بعد عملها كراقصة وتقديمها لكليبات عارية، ولكن هناك من القضايا ما هو أهم، وكان يجب أن يشغل تفكير الناس.
 
ترى ما السبب في انصراف الناس عن قضايا الوطن المهمة مثل تدني معدلات الإنتاج والبحث عن المكسب السريع وغيرها من قضايا مهمة؟
 
البعض وأنا منهم يوجهون أصابع الاتهام إلى السينما وغيرها من الفنون وإلى الإعلام الذى أصبح وسيلة من وسائل تغييب الوعي وأنهم من الأسباب الرئيسية في تدني المستوى الفكري للشعب.
 
وأتذكر الآن حواراً دار منذ سنوات بينى وبين بلطجي من ميت عقبة يدعى أبو سارة بعد قيام ثورة 25 يناير، عن انتشار البلطجة في الشارع فكان تعليقه صادما جدا لى عندما اتهمني أنني وغيري من إعلاميين السبب في ذلك فقلت ليه كيف، فراح يعدد لي ما يتناوله الاعلام من نماذج وأن السينما هي السبب حيث وجه اتهامه إلى فيلم إبراهيم الأبيض وأفلام محمد رمضان، وكيف أنهم صنعوا جيل جديد من البلطجية من خلال تصدير شخصية البطل الذي ينتصر على الكل ويحقق أحلامه وطموحاته من خلال البلطجة وقهر الناس، حتى أصبح حلم كل شاب فقير أو ضعيف أن يزيد من قوته ليصبح تاجر مخدرات أو بلطجي.
 
ويومها قال لي إنه بالرغم من انه يمارس المهنة «البلطجة» منذ عشرات السنوات إلا أنه أصبح الآن يخاف من هؤلاء الصغار الذين لا يخافون أو يهابون من أحد ويقلدون كل حركات الأفلام، ما يجعلهم يؤذون أنفسهم وفي بعض الأحيان يقتلون من يقف أمامهم على عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث كان البلطجي يتبع المنطق والعقل ولو وجد نفسه يتصدر في مشكله صاحبها ليس على حق ينسحب فورا، حيث إن مفهوم البلطجة كان في الماضي هو من ينصر المظلوم والضعيف ولكن الآن أصبح دور الفن والإعلام هو تصدير كل ما هو سيء في المصريين، وتركيز الأضواء عليه، لذلك يجب على الإعلام والمسؤولين ايجاد حل لما يحدث من هرتلة إعلامية وفنية لا يهم منتجها غير المكسب السريع على حساب الوطن، وهل دور صحافة الحوادث  فقط هو التركيز على الاخبار التي تثير الناس وتجعل من المصريين متهمين بارتكاب أبشع الجرائم أمام الوطن العربي كله!.
 
وفي دول الخليج وعدة دول أخرى تقتصر صحافة الحوادث على نشر أخبار السرقة والقتل وعدم تشويه صورة أهل البلد، ولهذا يجب أن تتدخل الدولة ومؤسسة الرئاسة لوضع حد لما يحدث من فوضى إعلامية، وحتى الآن لم تخرج التشريعات الصحفية التي تضع حدًا لما يحدث.
 
وبعد انتشار السوشيال ميديا أصبح كل مواطن يمتلك حساب عليها صحفيًا ينشر ويتحدث بما يحلو له، ولهذا يجب تصحيح أفكار الناس والعمل على رقيهم أدبيًا وفكريًا ليرقى المجتمع المصري ويعود لما كان عليه حيث نرى في الأفلام القديمه كيف كان يتعامل المحب مع حبيبته بطريقة راقية، وكيف كان الفتوة يقف مع أهل الحارة الغلابة، ويجب أن يكون للأسرة المصرية دور كبير في تعليم أولادهم المفاهيم الصحيحة وزرع القيم الدينية في نفوسهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق