أطفال دور اﻹيواء.. التشريد مصيرهم والشارع في انتظارهم

السبت، 08 أبريل 2017 11:17 ص
أطفال دور اﻹيواء.. التشريد مصيرهم والشارع في انتظارهم
اطفال دور الايواء
كتبت- سها الباز

على وجوههم ارتسمت ملامح الشقاء رغم حداثة سنهم، وخلا منها نضرة النعيم ليحل مكانها شحوبا في بشرتهم يحكي مأساة سنوات عجاف حلت بهم.

عمر حسن، الذي لم يكمل عامه الـ20، قال بصوت هادئ ﻻ يخلو من عزة النفس: «إحنا 8 من المؤسسة اﻹيوائية لليتامى باﻹسماعيلية ومشكلتنا هي مشكلة كل الشباب اللي بيمر بنفس ظروفنا في كل دور رعاية اﻷيتام، قدامنا شهور قليلة ونترك المؤسسة وﻻ مأوي لنا سوى الشارع».

وأضاف: «كنا بالمؤسسة نذهب للعمل فأنا شغال في مصنع للجبن أنا وصديقي ونرجع للنوم في المؤسسة»، ثم يصمت برهة ويعود قائلا: «الدنيا بقت صعبة والأسعار نار طيب أتأجر بإيه وناكل بإيه ونواجه الحياة إزاي وﻻ أهل يساعدوا وﻻ قريب نلجأ إليه، إحنا ملناش إلا ربنا».

FB_IMG_1491637948895

وتساءل «عمر»: «هو إحنا مش من حقنا نطالب بوظيفة عشان لما نوصل للسن اللي نخرج فيه من المؤسسة بلاقي حاجة نواجه بها متطلبات الحياة؟، متابعا: «أنا خايف على إخواتي الصغار من اﻷيتام أتمنى أن يكون هناك شئ يحميهم من صراعات الحياة لما يسيبوا الدار عشان ميكونوش فريسة لمن ﻻ يرحمهم في الدنيا، أنا عملت عمليتين في المستشفى من 7 شهور وأنتظر الثالثة في قدمي بعد الحادثه التي تعرضت لها وأنا في طريقي للعمل»، وهنا تنهمر دموعه كالسيل الجارف ويعجز عن الكلام.

وقال «حسام»: معظمنا يدرس ويشتغل وبيرجع إلى المؤسسة عشان النوم في وسط إخواته لكن اللى شاغل بالنا احنا الثمانية هنروح فين ولمين بعد ما نخرج من الدار، وهنا يعود «عمر» للحديث بقوله: عايزين الدولة تنظر لنا بعين الاعتبار لتلك المشكلة ﻷن تداعياتها خطيرة على المجتمع وشباب في مثل هذه الظروف قنبلة موقوته.

وتابع أحدهم رافضا ذكر اسمه: «كل ما حاجة تتنشر عنا في الصحافه بيحصلنا مشاكل من مديرية التضامن ومن أسابيع المؤسسة كان فيها نقص في المواد الغذائية ومكناش لاقيين حاجة للصغيرين، وعضو بمجلس النواب جاب بعض المواد الغذائية وقابلته وكيلة التضامن وقالت في أكل وكل حاجه تمام وعندهم اللي يكفيهم.. كان نفسي أقولها ساعتها إن اﻷطفال بقالهم أسبوع بياكلوا طقة واحدة وساعات مفيش.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة