5 مفاهيم خاطئة عن الأخلاق

الخميس، 11 مايو 2017 04:51 م
5 مفاهيم خاطئة عن الأخلاق
د. هبه العدوي تكتب:

وما الأخلاق؟

الأخلاق هي المعايير «الثابتة.. المطلقة»، التي نقيس عليها صواب الفعل من خطأه، إنما المتغير هو فهمنا ومن ثَم تطبيقنا لها.

ولأن فهمنا عنها متغير، كانت هناك مفاهيم مغلوطة عن الأخلاق.. أدت لإنجراف «مفهوم الأخلاق» كمفهوم كبير إلى إحدى التطرفين  من وجهة نظري البحثية.

تطرف الإفراط.. أو تطرف التفريط

يقف البعض متسائلا.. وما حاجة المجتمع للأخلاق؟

1- حاجة من يريد أن لا يضل سعيه وهو يحسب نفسه يُحسِن صُنعه.. إذا نظرت لها من منظور ديني.

2- حاجة من يريد أن يسعد في الدنيا لأن الأخلاق = هي أساس الوجود الإنساني.. هي أساس الحكمة.. التي بها ترتقي الإنسانية جمعاء.. والتي عليها نُظِمت المجتمعات في بلاد العالم المتقدمة.. إذا نظرت لها من منظور الإنسانية.

3- حاجة من يريد تنظيم وطنه ويُجمّع مجتمعه على أرضية مشتركة بين كل الرؤى المختلفة الموجودة الآن في مصرنا وفي العالم ليكون الوطن أكثر قوة.. إذا نظرت لها من المنظور الوطني.


عزيزي القاريء

أيا كان منظور رؤيتك لواقع الحياة.. فالأخلاق حتمية الوجود كمعايير يقيس عليها كل مواطن فعله، صوابه من خطأه.

 

 ما هي إذن الـ 5 مفاهيم المغلوطة؟؟

1- الأخلاق هي حالة من اليوتوبيا والمثالية الشديدة:

(فلان ده أخلاق )

وكأن الإنسان صارت فيه كل الأخلاق.. يستحيل علميا.. إذا كان كذلك صار ملاكا.. الإنسان ولأنه من بني آدم  فهو خطّاء

تتسائل.. وأين إذا تقع الأخلاق من الإنسان الخطّاء؟

الأخلاق هي المعيار الذي يرده عن خطئه البشري.. هو يقرّه على نفسه إذا اخطأ فيبادر بالإعتذار أو يتحمل «عواقب» سلوكه الذي اختاره فكان الخطأ.

يرد عليٌ بعض المتطرفين يمينا.. يتسائلون الآن أكاد أسمعهم.. ولماذا يخطيء من أساسه!!.. طالما صار خلف أجداده في نفس دوائرهم.. طالما لم يشذ عن القاعدة التي توارثها.. طالما لم يجرب أي جديد..

(على قديمه زي ما بيقولوا)-

طالما يسير بجانب الحيط.. بل.. أوقاتا داخلها

الحقيقة أن هذا الإنسان بالفعل لم يخطيء.. ولكنه لم يحيا

دخل الدنيا وخرج منها ولم يفعل شيئا.. لم يكن ذاته.. لم يتعرف على تميزه الخاص وتفرده الإنساني، وأَنّي له ذلك وهو عاش ومات سجين قضبان أنشأها له غيره.

وبالطبع ليس بديل ذلك هو المجون.. ولكن بعض من الجنون الخاص بإستخدامك «لعقلك الإبتكاري» عزيزي القاريء

 

2- الأخلاق خنقة:

الأخلاق مش طوق ضيق.. بل علامات طريق.. والطريق واسع جدا.. والصوت اللي بيدلك على العلامة هو جهاز إنذارك الداخلي اللي هو «صوت ضميرك الحر».  


ولك كامل حرية الاختيار، أن تستمع لإنذارك الداخلي بإنحرافك عن طريق السعادة المستقيم تصاعديا لأعلى.. أو لا تستمع إنها إرادتك الحرة عزيزي القاريء أن تستمع فتستمتع بحياة طيبة أو لا تستمع فتبدأ رحلتك في تجربة..

لكن إياك خلالها والِكبْر.. حتى لا يُفقدك تَكبُّرَك، طريق سعادتك إلى الأبد..

هي إذن متسع واسع لطريق شديد الإتساع ورغما عن إتساعه أنت مُخيّر.. لك كامل الحرية

 

3- الأخلاق.. لها شكل:

خدعوك فقالوا الأخلاق لها مظهر أيا كان.. وإنها متعلقة بمظهر «الوداعة والكيوتنس».. وبالإنسان اللي دايما بيقول  «طيب.. حاضر.. نعم» أو «صوته مبيخرجش منه ولد /بنت، مؤدب/ة».. كما يدّعون.


عزيزي القاريء.. لا علاقة للأخلاق بمظاهر الوداعة.. عدم النقاش والتعبير عن الرأي هو أمر غير صحي تماما.. هو دليل علي غياب الضمير الحر، فنعم هناك جدال محمود يهدف للبحث عن الحقيقة.. وهناك جدال مذموم يهدف لتأجيج الصراع إنتصارا للنفس

 

لكن تظل المناقشات هي السبيل الوحيد الصحي للبحث عن طريق الحقيقة

فلا علاقة للأخلاق بمدي طاعتك لمن هم أعلم منك (علماء)**

العلماء الحقيقيون يحبون من يناقشهم

من يطرح من الأسئلة ما ينسف قواعدهم، بشرط أن تدّعم نقاشك دوما بهالتين من الإحترام والمعرفة بلماذا تخالف هذا العالم في رأيه بالمنطق والحجة، لا علاقة للأخلاق بمدي جلوسك تستمع في صمت لشيخ من الشيوخ.. وعقلك يتكتم سؤاله الدائر فيه عن أحد الجمل التي يناقشها الشيخ

فكما قلنا العالم هو من يتسع صدره للسؤال.. ويزداد فرحة بمن إنبهر عقله ففاضت منه أسئلته، باحثة عن معاني الحقيقة..

بالطبع دون مقاطعة تقطع عنك أنت نفسك رحلة تعلمك

ولا علاقة للأخلاق بمدي أن تسمع كلام «والديك» دون ان تفهم لماذا تفعل ما ينصحونك به

ولكن لها علاقة بإحترام تجربتهم.. والتأدب معهم.. وعدم التأفف في وجوههم.. وسؤالهم برحمة وإجابتهم بتلطف

 

4- الأخلاق وصاية مجتمعية:

الأخلاق لا تندرج أبدا تحت سقف الوصاية أو الإجبار بأي صورة، بل هي إنضباط للحرية الشخصية، يمارسها الشخص على نفسه.. دون تدخل مجتمعه إلا بما يندرج تحت القانون المجتمعي المتفق عليه..

لا أخلاق سنجدها، إذا ما طبقت كوصاية مجتمعية.. فالأخلاق دون حرية لا وجود لها تحت أي بند

 

والمجتمعات المتحررة، تنظم نفسها تلقائيا على القانون الأخلاقي

ذلك أنه هو أرضية المجتمع ولغته المشتركة

هو أزليّ تماما كقانون الجاذبية الأرضية، إذا ما ألقيت بحجر من نافذة سقط لأسفل طالما كنت تقف علي الأرض

تماما كالقانون الأخلاقي، إذا ما قررت أن تَخرقه.. فتحمّل إذا ألم عواقبه

 

عزيزي القاريء هل أسمعك تعترض؟

إذن لماذا لا تجرب أن تعطي ابنك لعابر سبيل أو أي إنسان «لا تعرفه» يسير في الطريق؟

لماذا تعطي أموالك للبنك ليستثمرها لك.. ولا تعطيها لعبد الحفيظ الدهشان اللي ساكن في العمارة اللي في آخر شارعكم؟

هل تفعل ذلك؟

لا يمكن.. أبدا..

ذلك أنك «لا تثق» به..

الثقة هي أساس البناء الأخلاقي.. «الثقة أخلاق».. إذا لم تكن تعرف ذلك، فهو خطؤك.. لأنك لم تسعي بحثا.. 

تعرّف معي في مقالاتي القادمة عن معاني أخلاق الإنسانية المختلفة..

 

5- الأخلاق ديه بتحد من الإبداع:

عزيزي القاريء.. إذا كنت توافقني أن الإبداع هو إرتقاء لأعلى صعودا بالروح وإرتقاء للإنسانية

إرتقاء لاحساسك بي وإحساسي بك.. بالآخر.. بكل الآخر في هذا العالم.. مهما بعدت المسافات وإختلفت اللغات والديانات


فالحقيقة أن هذا العالم لابد له من أرض يقف عليها..أرضا من الإنسانية


وأسألك.. أخاطب عقلك.. أجبني من فضلك.. ماهي الإنسانية؟؟

أري الأنسانية هي أخلاق الإنسان

هي فطرته السليمة وتوجهه ذو الضمير الحي تجاه اخلاق تتوحد عليها شعوب العالم دون أن تدري لها معني مترجم في حروف.. تختلف تلك الحروف في المعاني ومنطوق اللغة لكن لغة الأخلاق يتفق عليها الجميع لأنها تفيد الجميع.. 

الأخلاق كالموسيقي.. لغة عالمية.. فكيف تقتل الإبداع هي؟؟

بل بالعكس الأخلاق كمعايير للكرة الأرضية تحرر النفس وتجعلها تتصل بالروح باعمق نقطة بداخلها.. وعندما تتصل نفسك بروحك تأكد أنه، أو أن فيض العبقرية الإبداعية في مختلف المجالات..

شاركتك رأيي في رحلتي البحثية عزيزي القاريء.. ماذا عن رأيك؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة