حرية «الاستهبال والاستعباط»

الأحد، 25 يونيو 2017 08:34 م
 حرية «الاستهبال والاستعباط»
صبرى الديب

لا أدرى إلى متى سيستمر صمت مجلس النواب والمؤسسات الدينية والاجتماعية في مصر، على كثير من الظواهر السلبيه واللا أخلفية، التي طرأت على المجتمع بعد 25 يناير 2011، تحت مسمى «حرية الاعتقاد» وغيرها من شعارات «الاستهبال والاستعباط» التي اتخذها آلاف الشباب زريعة للانفلات الديني والأخلاقي والانقلاب على كل قيم ومعتقدات المجتمع.

 

فعلى الرغم من إسدال الستار على ظاهرة «عبدة الشيطان» في مصر منذ 20 عاما تقريبا، بعد إغلاق القضية الأشهر التي طالت 90 شابا وفتاة من أبناء الطبقات الراقية عام 1997، إلا أن الظاهرة بدأت في العودة من جديد في الخفاء، وتحديدا وسط أبناء الطبقة الراقية في القاهرة والمحافظات، فى غيبة تامة من الجميع، حيث بدأ عشرات الشباب في الظهور، بأشكال وملابس غريبة، والتجمع داخل حفلات لموسيقي الميتال، وهم يرتدون ملابس سوداء تحمل «النجمة الخماسية» التي يقدسونها.

 

ورغم من أن كل الشواهد تؤكد أن فكرة «عبادة الشيطان» مجرد «أوهام» وتقليد أعمى، يقوم بها مجموعة من الشباب المنحرف من أبناء الطبقات المرفهة الذين لا رقابه عليهم، إلا أن المعلومات تؤكد أنهم في تزايد مستمر منذ يناير 2011، وأن تجمعاتهم غالبا ما تكون داخل عدد من الفيلات النائية بمنطقة المريوطية بالهرم، وطريق مصر إسكندرية الصحراوي، حيث يتجمعون في شكل مجموعات ترتدي ثياب سوداء، وإكسسوارات غريبة، يتم بيعها «علنا» في محلات متخصص بالمهندسين، حيث يبدأون في ترديد صرخات مدوية على أنغام موسيقى مرتجلة، يعقبها حركات هستيرية عنيفة يتناطحون خلالها برؤوسهم في حركة يطلقون عليها «البنجرة» ثم يقوم كل شاب وفتاة بالانزواء بمفرديهما وجرح كل منهما الآخر بأسنانه، وتبادل مص دم الآخر بعنف، ويقومون وآثار الدم على أيديهم وأفواههم وينخرطون مرة أخرى مع المجموعة في عملية «البنجرة».

 

ثم يجلس الجميع على الأرض، وسط خضوع كامل للغناء بكلمات بالإنجليزية تسب الإسلام والمسيحية والكتب السماوية، وتفتخر بأن الشيطان الوحيد الذي عصا الله ولم يستطع عقابه، وأنه كفيل أن يعطيهم المال والجاه.

 

كما أنهم يحقرون كل الأديان ورجال الدين، ويمارسون كل أنواع الفواحش، ويتعاطون كل أنواع المخدرات، وتمتد طقوسهم إلى حد «نبش القبور» وتقبيل الأشياء المنفرة والنجسة بصورة شرهة، لدرجة أنهم يقبلون الملابس الداخلية لبعضهم البعض بطريقة مقززة، ويذبحون  القطط ويشربون ويلطخون وجوههم وأجسادهم بدمائها، ويشعلون النيران وسط حلقة مستديرة في وسطها نجمة خماسية، وعدد من الشموع السوداء من مضاعفات الرقم 6، ويقومون بشرب الخمر بشكل هيستيرى، ثم يخلعون جميعا شباب وفتيات الجزء الأعلى من ملابسهم، ويرتلون عبارات مع الكاهن تسمى «المفاتيح السبعة» يعتقدون أنهم من خلالها يستحضرون الشيطان أو أحد معاونيه.

 

ويعتبر هؤلاء الشباب كتاب «الشيطان» تأليف الأمريكي اليهودي «أنطوني ليفي» كتابهم الديني الأول، ويعتبرون «القداس الأسود» أهم طقوسهم، حيث يبدأون  بالصلاة الصغرى وترتيل المفاتيح السبعة، ثم «رقصة الخلاص» مع تناول المخدرات والخمور والتعري، ثم يقف الكاهن في منتصف الدائرة ويضع نجاسات آدمية ودماء و جثث و تماثيل لحيوانات، وتتقدم فتاه يقع عليها الاختيار لاستكمال الطقس، حيث تتم جملة من الممارسات الشاذة مع طلاسم الكاهن، ويتبعه الجميع بترديد ترانيم للشيطان.

 

للأسف هذه واحدة من السلوكيات الشاذة التي طرأت على مجتمعنا تحت شعار «الحرية، وحرية الاعتقاد» بعد ثورة يناير، وهي لا تحوي في مجملها سوى «استهبال واستعباط» من عدد من الشباب المنحل، تحتاج إلى مواجهة دينية واجتماعية وتشريعية رادعة تقضي عليها وبشكل سريع، قبل أن تنتشر وتستقطب فئات أكبر من المراهقين، وتصيب المجتمع بأمراض وكوارث اجتماعية ودينية وأخلاقية قد يصعب الخلاص منها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة