30 مليار جنيه للطعام فى رمضان.. والمصريون ليسوا «شعب أكِّيل»!

الأحد، 02 يوليو 2017 11:00 ص
30 مليار جنيه للطعام فى رمضان.. والمصريون ليسوا «شعب أكِّيل»!
عادل السنهورى يكتب:

بمناسبة التقارير والإحصاءات المصرية التى صدرت مؤخرا عقب انتهاء شهر رمضان الكريم، عن حجم إنفاق المصريين على الطعام، فعلى الرغم من الأرقام المفزعة لمعدل ونسب الإنفاق، فمصر لا تأتى فى مقدمة الدول الأكثر إنفاقا على الطعام فى العالم، أى «الدول الأكيلة»
 
وهذا ربما يبدو مفاجئا للكثيرين الذين ينظرون إلى الشعب المصرى على أنه شعب لا هم له سوى الأكل، ولا شأن له بأية أمور سوى الإنفاق على متعته الخاصة فى الطعام، وهذا ليس صحيحا، رغم الأرقام الصادرة التى سوف استعرضها عليك عزيزى القارئ، فحسب تقارير وإحصائيات ودراسات دولية متخصصة فإن الدول الإفريقية والآسيوية والأمريكية اللاتينية، وهى الدول التى تقع أغلبها تحت خط الاستواء أكثر الدول إنفاقا على الطعام فى العالم، وذكرت تقارير نشرت منذ عام تقريبا، أن حجم إنفاق الدول على الطعام يتجاوز ربع دخل الأسرة فى المتوسط على مستوى العالم، وأشارت التقارير إلى أن أكثر دول العالم إنفاقا على الطعام هى الكاميرون حيث تصل نسبة إنفاق دخل الأسرة فيها من إجمالى دخلها السنوى إلى 46.9 فى المئة.
 
أما فى الدول العربية فقد بلغ حجم إنفاق الأسرة الجزائرية على الطعام الأعلى خلال عام 2015، ووصل إلى أكثر من 43 فى المئة من دخلها السنوى، وهى نسبة قريبة مما تنفقه الأسرة المصرية على الطعام، ولا تبعد كثيرا عما تنفقه الأسرتان المغربية والأردنية.
 
أما أوروبا فمتوسط إنفاق الأسرة على الطعام فى دول أوروبا الغربية يتراوح بين 12 إلى 13 فى المئة، بينما لا يتجاوز إنفاق الأسرة الأمريكية على الطعام من إجمالى دخلها السنوى حاجز الـ7 فى المئة، حيث أن متوسط دخل الأسرة الأميركية أعلى بكثير من متوسط دخل الأسرة فى كثير من دول العالم الثالث، ويفوق العديد من دخل الأسر فى دول أوروبا.
 
نأتى إلى مصر الآن، فمع حلول شهر رمضان يصبح حديث الاستعداد للشهر بالطعام هو الحديث الأهم ولا حديث يعلو فوق صوت الأكل فى رمضان داخل كل بيت فى مصر، وتخصيص ميزانية خاصة هى الكبرى بالتأكيد بين ميزانيات الأسرة عن بقية شهور السنة، رغم أنه شهر للصوم والعبادة، إلا أن العادات الاستهلاكية وهوس شراء السلع الغذائية ما زال هو سيد الموقف، والحكومة بدورها تعلن رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وحديث الترشيد والانضباط، اتخاذ كل الإجراءات لمواجهه الاحتياجات المتزايدة والإقبال على السلع وتشديد الرقابة على الأسواق.
 
فرغم الأوضاع الاقتصادية فطعام المصريين فى شهر رمضان هو بمثابة خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه، ولا جديد فى العادات الشرائية، إذن، للمصريين فى شهر الصوم رغم الأصوات المحفزة والداعية إلى الترشيد فى الإنفاق والاستهلاك، وكل الجهود الدعوية وبرامج التوعية التى تزدحم بها البرامج الإذاعية والتليفزيونية للتأثير فى سلوكيات المصريين خلال الشهر الكريم، لا تجد لها سبيلا فى عقول أو نفوس.
 
تعالوا إذن نتعرف كم ينفق المصريون على الطعام، خاصة فى رمضان؟
 
يشير خبراء التغذية والمراكز المتخصصة إلى أن المصريين فى شهر الصوم، ينفقون 30 مليار جنيه على الطعام بواقع مليار جنيه يوميًا، أى ما يوازى 15 بالمائة من إنفاق المصريين السنوى على الغذاء، وكما تشير الدراسات المتخصصة، فالأسر المصرية تنفق 200 مليار جنيه سنويا على الطعام فقط، أى حوالى 45 بالمائة من إجمالى إنفاقها السنوى، منها فقط ما يقارب 15 بالمائة فى شهر رمضان الذى تتحول فيه محال ومتاجر السلع الغذائية إلى ساحات معارك كبرى لاقتناص أكبر قدر من الأغذية.
 
ووفقا لتقرير لغرفة الصناعات الغذائية فإن معدلات استهلاك السلع الغذائية خلال رمضان يرتفع بنسبة 70 بالمائة عن بقية شهور السنة ويرتفع استهلاك منتجات اللحوم والدواجن بنسبة 50 بالمائة.
 
بل المدهش أنه فى خلال الأسبوع الأول وحده فى رمضان يتناول المصريون حوالى 2.7 مليار رغيف خبز و10 آلاف طن من الفول و40 مليون دجاجة.
 
كل هذا الإنفاق رغم الأزمة الاقتصادية وتراجع الدخل القومى، وارتفاع الأسعار والغلاء، وأيضا رغم دعوات الدعاة من المشايخ والأئمة طوال الوقت بأن رمضان «يا اخوانَّا» هو شهر للعبادة والصوم. وللأسف فحوالى 60 بالمائة من طعام الموائد المصرية خلال رمضان يكون مصيره الإلقاء فى القمامة وترتفع هذه النسبة إلى 75 بالمائة فى المناسبات والولائم. ورغم ذلك الشعب المصرى ليس شعبا «أكيل»!

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة