بيان الطفل العربى لجعل التعليم الإلزامى يبدأ من سن الثالثة

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 09:09 ص
بيان الطفل العربى لجعل التعليم الإلزامى يبدأ من سن الثالثة
سهير أحمد السكرى

أبى! لماذا تركتنى بدون لغة أكتب بها وأعبر بها عن نفسى بطلاقة وسهولة لأفكر وأتخيل وأبدع مثل أغلب أطفال العالم؟
 
أبى! لماذا لم تدرك أنك عندما ألحقتنى بالمدرسة وأنا عمرى ست سنوات لم تعدَنى الإعداد اللازم لأواجه الكتب المكتوبة بلغة لم أسمع بها فى حياتى: لا منك ولا من والدتى ولا من أى شخص زارنا على الإطلاق فى حين أن الكل يقول إنها لغة القراءة والكتابة!
 
أبى كيف أغفلت أن اللغة العامية التى أضعت كل الفترة منذ ولادتى وحتى السادسة أتعلمها هى لغة لن تساعدنى فى الدراسة على الإطلاق، علما بأن تلك الفترة هى الفترة الأساسية التى يستوعب فيها جميع أطفال العالم اللغة التى تعدهم الإعداد اللازم للبدء فى مرحلة الدراسة الطويلة!
 
أبى كيف لم تدرك أنك سجنتنى وحبست عقلى فى لغة عامية لا يزيد عدد مفرداتها عن ثلاثة آلاف كلمة بينما لغتنا الفصحى بها أكثر من خمسين ألف كلمة متداولة وأن أغلب أطفال العالم حصيلتهم اللغوية قبل دخول المدرسة تتراوح ما بين 16 و25 ألف كلمة هذا بالاضافة إلى أن اللغة التى تعلموها فى البيت هى نفس اللغة التى تكتب بها كتبهم المدرسية!
 
ألا ترى أننى مظلوم وأن الفجوة بينى وبين أطفال العالم فجوة صعبة التخطى  وأن المنافسة بينى وبينهم شبه مستحيلة منذ البداية! هذا علما بأننا جميعا خلقنا عباقرة مجهزين بمخ به نفس عدد الخلايا والتلافيف المرنة المتعطشة والمهيأة لتعلم اللغة ولأى عدد منها.. إذا استمع لها بانتظام واطراد منذ الولادة. 
 
ألا تعلم يا أبى أنه من بعد سن السادسة تنتهى فترة الاستيعاب الفطرى للغة، وأن مخ كل طفل يبدأ فى الاستعداد لتلقى شتى العلوم والفنون وليس لدى المخ وقت يضيعه فى تعلم اللغة آنذاك!
 
أما أنا فما أضيع الوقت الذى مر بى من دون أن أعلم واستوعب. 
 
يا أبتاه أتوسل إليك أن تحث كل أب وأم وكل مسئوول فى يده سلطة ما على إنقاذ كل طفل يولد من المصير الذى كتب على بدون ذنب ولا جناية!
 
وأنا أفتتح الْيَوْمَ من هذا المنبر وفِى كل جريدة من جرائد أصدقاء الطفل، افتتح حملة الاكتتاب على البيان التالى: 
 
بيان الأطفال الناطقين باللغة العربية لجعل التعليم الإلزامى يبدأ من سن الثالثة
 
نحن الأطفال العرب: 
 
إذ نعانى من مرض ازدواجية اللغة العربية ومن شعورنا بالضياع بين اللغة العامية واللغة العربية الفصحى، 
 
وإذ نعانى من اللغة العامية التى لا نتكلم إلا بها، والتى يعانى ذكاؤنا منها بسبب محدوديتها المحصورة فى ثلاثة آلاف كلمة، 
 
كما نعانى من عدم إتقاننا اللغة الفصحى التى لا نكتب ولا نقرأ إلا بها رغم احتوائها على أكثر من خمسين ألف كلمة متداولة، 
 
وإذ نأسف لتردى مستوى اللغة العربية فى أغلب وسائل الإعلام وجميع الموءسسات، 
 
وإذ نعلم علم اليقين أن مخ الطفل يكون مهيئا لاستيعاب اللغة فى الفترة التى تبدأ من الولادة وتنتهى فى سن السادسة، 
 
كما نعلم علم اليقين أن بدون لغة لا يمكن التفكير
 
وبدون لغة لا يمكن الخيال وبدون لغة لا يمكن الإبداع وبدون لغة الأم لا يمكن إتقان أى لغة اجنبية إتقانا تاما!
 
١- نطالب بجعل التعليم الإلزامى يبدأ من سن الثالثة وليس من سن السادسة؛
 
٢- ونطالب أيضا، للاستفادة من تراثنا العربى، ومن التجربة الناجحة فى الماضى، بتحفيظ آيات مختارة من القرآن لجميع الأطفال أيا كانت ديانتهم على يد محفظين بطريقة التجويد المصرى لأن به إيقاعا موسيقيا يساعد الجزء الأيمن من المخ على الحفظ بسهولة، وذلك بشرط ألا يسمح لأى محفظ على الإطلاق أن يفسرالآيات المختارة لأن الغرض من ذلك هو تعلم اللغة العربية فقط لا غير؛
 
٣- كما  نطالب بتعليم الطفل سواء كان غنيا أو فقيرا فى هذه الفترة الحرجة لغة أجنبية أو لغتين لتهيئة الطفل للانفتاح على العالم الخارجي؛
 
٤- ونؤكد على ضرورة تحفيظ أبيات مختارة من ألفية ابن مالك الموضوعة فى أغنيات وبألحان سهلة وذلك لإتقان قواعد اللغة العربية ؛
 
٥- وندعو جميع المسئوولين إلى القيام بكل ما فى وسعهم لتحقيق ذلك؛
 
٦- كما ندعو جميع أفراد الشعوب العربية إلى تبنى هذا النداء بوضعه على كل جهة فى ترويستها لجمع التوقيعات باسمها وإبلاغ الجريدة التى تختارها للإعلان عن عدد التوقيعات التى حصلت عليها. 
 
إن الشعوب لا تنهض إلا بقدرة أطفالها. 
 
سهير أحمد السكَّرى
 
متخصصة فى علم اللغويات
 
جامعة جورج تاون، الولايات المتّحدة الأمريكية
 
لها عدة كُتب منها:  الطريقة السكَّريّة لمحو الأمية فى شهر واحد وسلسلة كُتُب لتعلُّم اللغات بالأغانى وإعداد وإنتاج ألفية ابن مالك بالأغانى كما أن لها مقالات عديدة منها «كيف نجعل الطفل العربى أكثر ذكاءً» نُشرت فى جريدة الأهرام سنة 1977، وأخيرا، أحاديث تليفزيونية كثيرة فاقت الخمسة ملايين مشاهدة على القناة الثقافية فى مصر فى مجال تنمية ذكاء الأطفال من الولادة وحتى سن الحادية عشرة القاهرة فى 23 يوليو 2017.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق