زيارة الرئيس الى فيتنام..كيف نستفيد من " الدوى موى"

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 05:40 م
زيارة الرئيس الى فيتنام..كيف نستفيد من " الدوى موى"
عادل السنهورى يكتب:

 

 

 

 منذ بداية  العلاقات الدبلوماسية مع فيتنام عام 63  لم يزر أى رئيس مصرى تلك الجمهورية الاشتراكية التى تقع في جنوب شرقي آسيا على خليج تونكين وبحر الصين في أقصى شرق شبه جزيرة الهند الصينية،  ومن هنا تأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى المهمة للعاصمة الفيتنامية هانوى كأول زيارة لرئيس مصرى إلى فيتنام،

ربما يتساءل البعض ولماذا فيتنام..الدولة التى بالكاد يعرف عدد من المصريين موقعها على الخريطة ومعلوماتهم عنها تتوقف عند الحرب الفيتنامية. أما بعد ذلك فقصة نضال كبيرة لاعادة الدولة سياسيا واقتصاديا، تحولت بعدها الدولة التى عانت ويلات حرب مدمرة استمرت 10 أعوام تقريبا من 65 وحتى 1974 راح ضحيتها حوالى 2 مليون شخص وتمزقت الدولة و خرجت منهكة من الحرب، الى نمر اقتصادى حقيقى بخطة اصلاح شامل للدولة عام 86  رغم التوجه الاشتراكى وأطلق عليها خطة الدوى موى.

وفى أقل من 15 عاما بدات عملية الاصلاح تؤتى ثمارها، فالدولة التى كانت تعانى من معدلات فقر  بنسبة 66%  استطاعت تخفيض تلك المعدلات الى 11% فقط وانخفضت معدلات التضخم وتحسنت مستويات المعيشة وارتفع دخل الفرد سنويا من 100 دولار الى 2000 دولار سنويا وحققت الاكتفاء الذاتى من الأرز ثم بدأت فى تصديره وأصبحت واحدة من بين خمس دول فى العالم مصدرة للملابس الجاهزة  وجذبت استثمارات خارجية تجاوزت 40 مليار دولار وتحقق معدل نمو بنسبة 7%  وتجذب 8 ملايين سائح سنويا.

تجربة فيتنام  فى الاصلاح والنمو تستحق بالفعل التأمل- كما قال الرئيس السيسى فى لقاءه مع الرئيس الفيتنامى- بل هى تجربة تستحق الاستفادة والتعلم منها  ولدى مصر رصيد سياسى كبير فى العلاقة مع فيتنام والعلاقة التاريخية المميزة التى جمعت بين الزعيمين هوشى منه وجمال عبد الناصر ودعم مصر لفيتنام من أجل التحرير والاستقلال.

اذن هى زيارة مهمة لدعم العلاقات والاطلاع على تجربة النمو الفيتنامية.. فالمسألة هنا لا تتوقف على التوجه الاقتصادى للدولة أو الشكل السياسى لها، سواء كان اشتراكى أو رأسمالى، وانما الفيصل فى التخطيط السليم والادارة الجيدة وتحديد الأهداف ووضع الاستراتيجيات للاصلاح الاقتصادى والسياسى.

تجربة فيتنام الاقتصادية الناجحة، واحدة من قصص النجاح الآسيوى على مدى السنوات الـ 40 الماضية التى تلت التجربة اليابانية الرائدة مع بداية 1960، والتى بدأت بكوريا الجنوبية، ثم تايوان والصين وماليزيا وإندونيسيا وهونج كونج، ثم الموجة الثالثة التى ضمت كلا من تايلاند والفلبين والهند. غير أن تجربة فيتنام فى التقدم الاقتصادى تظل متميزة لسببين رئيسيين، أولهما: الحرب التى شنتها الولايات المتحدة على تلك الدولة، وثانيهما: أن هناك الكثير من العوامل المشتركة والمتشابهة بين تجربة فيتنام ومصر، أولها: أن عدد السكان فى البلدين يكاد يكون متساويا ـ مصر 93 مليون نسمة وفيتنام 92 مليونا، غير أن مساحة فيتنام ثلث مساحة مصر فقط تقريبا أو 331 مليون كيلو متر مربع، فى حين أن مساحة مصر تزيد على المليون كيلو متر مربع.


وكما خاضت فيتنام حروبا كثيرة ضد قوات استعمارية مثل فرنسا والولايات المتحدة ودخلت فى نزاع مسلح مع جارتها القوية الصين، فإن مصر أيضا خاضت حروبا ضد القوى الاستعمارية التى لا تريد لها التقدم، ثم عدة حروب مع إسرائيل على خلفية الصراع العربى الإسرائيلي، وهو الأمر الذى استنزف موارد اقتصادية وبشرية كان يمكن أن تُستغل فى تحقيق تقدم اقتصادى يقود مصر إلى مصاف الدول المتقدمة منذ فترة طويلة، الفارق فى التجربتين المصرية والفيتنامية، أن الأولى تعثرت وتأخرت فى الاصلاح فيما واصلت الثانية طريق الإصلاح والنجاح الاقتصادى منذ عام 86 وبقيادة الحزب الشيوعى الحاكم
وهو ما يجعلنا نسأل..لماذا نجحت تجربة فيتنام وتعثرت تجربة مصر طوال العقود الأربعة الماضية.. الاجابة بالتأكيد فى هانوى التى وضعت أسس واضحة للاصلاح ركزت على التعليم ووضع السياسات الاقتصادية المرنة وتحسين بيئة العمل وحشد الشعب لانجاز  التنمية.. وهى ما تعمل عليه مصر حاليا ونرجو أن تنجح فى سنوات أقل.


 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق