مثنى وثلاث ورباع من حق الزوجة

الخميس، 02 نوفمبر 2017 01:00 ص
مثنى وثلاث ورباع من حق الزوجة
صورة أرشيفية
رامى سعيد

عرفت الجاهلية قبل الإسلام أنواع شتى من النكاح بعضها أخذ طابعًا شرعيا، يُدفع فيه المهر وتعقد فيه الخطبة وأقر الإسلام بعض أشكاله فيما بعد، فيما كانت هناك أشكال أخرى من أجل الوطء فقط كالاستبضاع، والاستمتاع، والمخاذنة، والبغاء.


المخاذنة.. التعدد للزوجة

1
 


من بين أنواع النكاح المثيرة للانتباه هي تعدد الأزواج للزوجة التي يرجع أصلها إلى عادات الجاهلية وتعاملها مع الإناث، فقد كان العرب كما هو معلوم بالضرورة يبغضون إنجاب الإناث وكانوا يدفنوهن إحياء، لذا نزل قوله تعالى "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ".

ويقول الدكتور عبد السلام الترمانينى في دراسته " الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام "دراسة مقارنة": المخاذنة: لغة المصاحبة، والخذن هو الصديق والصاحب، وفى الجاهلية كانت تطلق على معاشرة رهط من الرجال لامرأة واحدة، فإذا وضعت أرسلت إليهم فلا يستطيع أحد منهم أن يمتنع، فإذا اجتمعوا لديها قالت لهم: لقد عرفتم الذي كان من أمري وقد ولدت فهو ابنك يافلان، وتسمى من أحبت باسمة، ويدعونها " المقسمة ".

وقيل إن هذا إنما يكون كان المولد ذكرًا، أما إذا كان أنثى فلا تفعل ذلك لما عرف من كراهيتهم للبنات، وخوفًا عليها من الوأد " أي دفنها حية".

تعدد المرأة للأخوات

2



ويوضح الدكتور عبد السلام الترمانينى نقلا عن سترابون، هذا النوع من النكاح كان يجري عند العرب في الجاهلية بين الإخوة يشتركون في المال، والمرأة، فلهم زوجة واحدة، فإذا أراد أحدهم الاتصال بها وضع عصاه على باب الخيمة، لتكون علامة على أن أحدهم بداخلها، وأما في الليل فتكون من نصيب الأخ الأكبر، كما أن المعنى اللغوي للخذن قد ورد في القرآن الكريم "محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان".

فيما كان الزواج من عده أزواج كان مألوفًا عند بعض الجماعات البدائية ويعرف باسمPolyandrie   وقد يكون بين رجال ليسوا إخوة، فإذا كان بين إخوة فالأخ الأكبر يعتبر هو الزوج، أما الإخوة الآخرون فهم شركاء معه في الزوجة، لذلك كان الولد ينسب إليه، أما الإخوة فهم أعمامه، وعادة زواج الإخوة من امرأة واحدة كانت مألوفة عند جماعات قبلية كثيرة نقل أخبارها الرحالون ومن هذه الجماعات قبائل التركستان، وسيبريا وجبال همالايا وجنوب الهند وسيلان، وبورما والفلبين والتبت، كذلك كانت مألوفة عند كثير من قبائل أفريقيا، أوستراليا وغابات البرازيل، وفي بلاد اليونان كان الأزواج يقبلون أن يشترك معهم في زوجاتهم غيرهم وخاصة أخواتهم

التعدد عامل اقتصادى

3
 

 

ويشير الدكتور عبد السلام الترمانيني إلى أن اﻟﻤﺨادنة كانت نكاحا متعدد الأزواج وكانت تجري عند القبائل التي تقتل البنات لقلة مواردها، فيقل بذلك عدد الإناث ويكثر عدد الذكور فتكون المرأة زوجا لعدد منهم، ولفت عبد السلام إلى أن العامل في نشوء هذا النكاح هو عامل اقتصادي، ويدلل على ذلك بأن أحد الأزواج إذا ما أيسر اشترى زوجة واستقل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق