جون ماكين.. ثعلب الحرب والسياسة في الشرق الأوسط

الإثنين، 18 ديسمبر 2017 04:00 م
جون ماكين.. ثعلب الحرب والسياسة في الشرق الأوسط
السناتور الأمريكي - جون ماكين
كتب- محمد الشرقاوي

يغيب السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين، عن التصويت على مشروع قانون الضرائب، وذلك بسبب خضوعه للعلاج من سرطان الدماغ بعد أن أكد مكتبه عودته إلى منزله في ولاية أريزونا بعد أن خضع لعلاج طبي.

قال مكتب ماكين الأحد الماضي، إن السناتور الجمهوري الذي يخضع للعلاج من سرطان الدماغ، سيكون خارج واشنطن حتى يناير.

في الرابع عشر من يوليو الماضي، خضع عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، المولود في الـ 29 أغسطس 1936، لعملية جراحية في المخ لإزالة جلطة دموية أصيب بها فوق عينه اليسرى.

جون ماكين، النائب الأكثر ظهورًا على الساحة الأمريكية، ويوصف بأنه "بطل حرب" و"ثعلب سياسة" و"صريح الكلام"، غير أن نصيبه في ذاكرة الشرق الأوسط، كان كبيرًا، فهو أقوى المؤيدين للحرب على العراق وزيادة قوات الجيش الأمريكي في بغداد.

فعند اندلاع اضطرابات "الربيع العربي" في عام 2011، طالب ماكين الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي، ودعا الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف مؤيد للديمقراطية في المنطقة العربية رغم مخاطر استحواذ الإسلاميين المتطرفين على السلطة في دول المنطقة.

ماكين، البالغ من العمر 81 عامًا قضى منها خمس سنوات كأسير حرب في فيتنام، كان من أقوى المؤيدين للتدخل العسكري الغربي في ليبيا، وزار في أبريل بعد أحداث فبراير 2011 القوات المعارضة للقذافي في بنغازي، وقال إن هذه القوات "هم أبطالي" على حد تعبيره.

ماكين ابن أدميرال بحري كبير، تخرج عام 1958 من الأكاديمية البحرية الأمريكية ليبدأ مسيرة عمل لنحو 22 عامًا كطيار في البحرية، خدم في حرب فيتنام ونجا من الموت بأعجوبة عام 1967 عندما أصاب صاروخ خزان وقود طائرته وهو يستعد للإقلاع من حاملة الطائرات "فوريستال" في مهمة قصف في فيتنام، وادى الحريق الى مصرع 135 من القوات الأمريكية.

وبعد ثلاثة اشهر اسقطت طائرته فوق شمال فيتنام، وأسره الفيتناميون وظل سجينًا لديهم لخمس سنوات حتى عام 1973، يقول إنه تعرض فيها للضرب الذي تركه يعاني من محدودية الحركة في أحد ذراعيه.

وواصل ماكين المتقاعد عن الخدمة في الجيش الأمريكي 1981، في تلك الفترة هجماته على سياسات إدارة اوباما، ففي سبتمبر 2012، هاجم الإدارة الأمريكية بسبب موقفها من استهداف السفارة الأمريكية في بنغازي والذي أدى لمقتل السفير الأمريكي.

وعن سوريا، دعا إلى تدخل القوات الأمريكية عسكريًا ضد بشار الأسد، ودعم الميليشيات المعارضة له، وبالفعل زار في مايو 2013، معسكرات للقوات المعارضة في سوريا ودعا إلى تزويدها بالأسلحة الثقيلة ولإقامة منطقة حظر طيران تشمل كافة الأراضي السورية.

وكان ماكين من مؤيدي احتجاجات "الميدان" التي اندلعت في العاصمة الأوكرانية كييف ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، وزار بالفعل ساحة الاستقلال في العاصمة الأوكرانية في ديسمبر 2013.

الجدل الذي يثيره ماكين، ليس فقط في دعم للإرهاب في الشرق الأوسط، بل كان لإدارة دونالد ترامب نصيب، فقد هاجم الرئيس الأمريكي الحالي، قائلًا: "إن الرئيس دونالد ترامب انتهازي وبلا مبادئ".

وقال ماكين في مجلة الأسكوير الأمريكية: "للآسف لا اعتقد أن الرئيس ترامب لديه مبادئ أو معتقدات، وأظن أنه شخص يستغل المواقف، ولا أتفق مع الطريقة التي يدير بها البيت الأبيض".

وكان السيناتور الجمهوري وهو رئيس لجنة التسليح في مجلس الشيوخ، أحد الأسباب الرئيسية التي أسقطت مشروع ترامب لإلغاء برنامج "أوباما كير"، إذ قطع إجازته المرضية الصيف الماضي وعاد لواشنطن ليصوت ضد المشروع في الكونجرس الذي قدمه الجمهوريون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق