كيف حول الإخوان قواعدهم إلى "إنسان آلي" لا يفكر؟.. البيعة كلمة السر وهؤلاء فضحوها

10 أركان، تلك التي حددها حسن البنا، مؤسس الجماعة، كشرط للانضمام للإخوان، حيث يقول العضو قبل انتقاله للجماعة "أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديًا مخلصًا فى جماعة الإخوان ، وعلى أن أسمع وأطيع فى العسر واليسر والمنشط والمكره إلا فى معصية الله، وعلى أثرة علىّ، وعلى ألا أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدى ومالى ودمى فى سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا والله على ما أقول وكيل"، "فمَن نكث فإنما ينكُث على نفسه ومَن أوفى بما عاهد عليه اللهَ فسيؤتيه أجرًا عظيمًا".

تتضمن هذه البيعة كوارث عديدة، حيث أنها تضمن للقيادات عقل مغيب تمام يسمع ويطيع للقرارات والأوامر التي تصدر عن التنظيم وقياداته الكبرى، دون نقاش أو تفكير، وتجعل قيادات الجماعة في مصاف الرسل والأنبياء فهم بالنسبة لقواعدهم لا يخطئون، وإن أخطئوا فلا يجب مناقشتهم على الخطأ.

الفترة الأخيرة شهدت انقلاب من قبل بعض قواعد الإخوان على تلك البيعة، خاصة في ظل عدم وجود قيادة واحدة للجماعة ما بين مجموعة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، وجبهة محمد كمال عضو مكتب إرشاد الجماعة الذي أعلنت وزارة الداخلية مقتله، ففي وقت سابق فتح عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق وعضو مكتب شورى الإخوان،  ملف البيعة داخل الإخوان من جديد، كاشفا أن البيعة داخل الإخوان ينظر لها كبيعة للإسلام وليس بيعة لقيادات الجماعة، معتبرا أن هذا خطأ كبير يضر بالتنظيم، وأكد أنها لا تمت للشرع بصلة.

وخرج اليوم، عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ليهاجم حسن البنا، مؤسس الجماعة، حيث فضح بنود البيعة داخل الإخوان، مؤكدا أن من بين بنود البيعة الإخوانية خطأ لم يجد البنا له شرع في الإسلام.

وقال عاصم عبد الماجد، في تدوينات له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":" كلام الشيخ البنا عن الثقة وهو الركن العاشر في بيعة الإخوان خطأ ولا يجوز تقليده فيه ولا العمل به مطلقا".

وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن البنا لم يجد من الشرع ما يحتج به على هذا الركن الخطير فاحتج بآية سورة النساء التي هي خاصة بالرسول فقط لا يشاركه فيها حتى أبو بكر وعمر بن الخطاب.

وتابع عاصم عبد الماجد :"لا زلت أعجب أن كبار علماء الإخوان كالقرضاوي مثلا لم يستدرك مثل هذا الخطأ الظاهر، وأظن أن مأساة الإخوان الأخيرة سببها الأساس هذا الركن الخطير".

وحول كوارث البيعة داخل الإخوان، قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن الإخوان كتنظيم عليه مآخذ كثيرة، والمنتمي له والمرتبط به يتحول في النهاية إلي إنسان ميكانيكي أو روبوت يسمع ما يقال له وما يصدر إليه، ويردده وينفذه دون تفكير  بسبب هذا الركن (الثقه) الذي يبدأ من المرشد إلي مكتب الإرشاد نزولا إلي مسؤولي الأسر في الأحياء.

وأضاف المنشاوي في تصريح لـ"صوت الأمة"، أن هذا يترتب عليه عدم المناقشة والمراجعة في قراراته قد تكون مصيرية يسلم فيها الإنسان فكره ونفسه وقناعاته لغيره بحجة الثقة في القيادة مع أن الصحابة راجعوا الرسول في كثير من القضايا الاجتهادية بخلاف الوحي وأيضا بحجة أن القيادة والأخوة يعرفون أكثر مما يؤدي إلي قرارات كارثية وتصرفات مشؤمة أدت إلي مصائب للجميع.

وتابع الخبير في شئون الجماعة الإسلامية:" ليتهم يتعظون أو يراجعوا أنفسهم لكنهم يهربون للأمام ويبحثون عن شماعة خارجية يعلقون عليها أخطاءهم ولا يسمحون بالنقد الذاتي أو المراجعة ومن تجرأ أو يتجرأ يتم اغتياله معنويا بالدعايات وبالشائعات ثم يتم إبعاده وفصله بحجة أنه نقض البيعة التي من أسسها الثقة والأمثلة كثيرة".

وتعليقا على تصريحات عاصم عبد الماجد، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي :"هل اكتشف عبد الماجد هذه الأخطاء الآن فقط؟ ولماذا سكت عنها عندما كان حليفًا للجماعة ويحشد خلفها تحت راية الجهاد المقدس؟ وهل جرائم الإخوان من قتل وتخريب وتدمير للجيوش والدول العربية هانت وتضاءلت ليبرز عبد الماجد خطأ في البيعة لم يستدركه القرضاوي؟؟".

وأضاف النجار لـ"صوت الأمة"، أن هذه التساؤلات وغيرها تكشف الإجابة عنها وهو أن الأمر لا يعدو تصفية حسابات بين جماعات ومنافسات على السبوبة بعد تراجع أسهم الإخوان وانكشاف ضعفهم وتواضع أدائهم مما يدفع الآخرين للظهور كما لو أن الإخوان هم وحدهم الضعفاء ولديهم الخلل حتى لا يعم السقوط الجميع فلا يسقط بسقوط الإخوان عبد الماجد ومن معه، كما أنه يقلل من الجرائم التي ارتكبها هو مع الإخوان طوال السنوات الماضية بإظهار أن المشكلة ليست في ذلك إنما في المنهج مقدما نفسه كمن يمتلك المنهج الأصوب ليحل هو وجماعته مكان الإخوان في المشهد.