أرجوك لا تتضايق.. خطاب بخط يد زوجة ناصر: جمال حبي أنا

الأحد، 14 يناير 2018 01:00 ص
أرجوك لا تتضايق.. خطاب بخط يد زوجة ناصر: جمال حبي أنا
جمال عبد الناصر وزوجتة

خطاب-لتحية1

 

1- تأخير الخطابات سببه البريد
 

عزيزتى تحية

قبلاتى وأشواقى التى لا يمكن التعبير عنها لك ولهدى ومنى.. وصلنى جوابك ولا داعى للانشغال فإن كل شىء يدعو للاطمئنان.. وأى تأخير فى الخطابات يكون بواسطة البريد فإن الجوابات خاضعة للرقابة وربما تتعطل.. وأكرر أنه لا داعى مطلقا للانشغال..
 
أما أنا فمبسوط جدا ولا ينقصنى إلا أنت والأولاد.
 
وإنبابى موجود معى وتلازمه اللخمة المعهودة والنسيان.
 
عبدالحكيم بخير وأرجو أن تبلغى ذلك لعائلته..
 
وأخيرا لك تحياتى.
 
29 مايو 1948 جمال عبدالناصر

 

 

خطاب-لتحية2


2-أعطى ليثى وشوقى جنيه

عزيزتى تحية

قبلاتى وأشواقى وحبى الذى لا يمكن أن أعبر عنه أرسلها لك راجيا من الله أن يحفظك مع الأنجال فى أحسن حال.
 
أرجو أن تعتنى جدا بحضرة الوالد من كل ناحية وأن تكرميه أزيد الاكرام.. وقد أرسلت لك عن طريق حمدى أفندى خمس وعشرين جنيه.. واذا حضر شوقى أو ليثى فأرجو أن تعطيهم كل واحد جنيه.. واعملى على أن يبقى الوالد أكثر مدة ولاحظى صحته وأكله.. وأنا لا أحتاج الى الفلوس هنا ولا أحتاج الى شىء.
 
عبدالحكيم أفندى فى أحسن حال وكذلك ثروت أفندى.
 
 وأخيرا قبلاتى لك ولهدى ومنى وسلامى للجميع.
 
جمال
4 يونيو
 

 

 

خطاب-لتحية3
 

 

3- البريد على وشك القيام
 

عزيزتى تحية
 
أهديك سلامى وأشواقى وقبلاتى الزائده.. أكتب لك الآن بسرعة لأن البريد على وشك القيام.. وأرجو عدم الانشغال اذا تأخرت المكاتبات بعض الوقت..
 
سلامى وقبلاتى لهدى ومنى وأرجو أن يكونوا بخير.. وان شاء الله نجتمع قريبا فى أحسن الأحوال.
 
جمال
7/6/1948
عنوانى هو 
العريش رقم 3
اليوزباشى جمال عبد الناصر
 

 

 

خطابات-تحية1-21)


أرجوك لا تتضايق 

عزيزى جمال

سلامى وقبلاتى الحارة لك.. أرجو أن تكون فى غاية الصحة والهناء.
 
وصلنى جوابك بعد حضور والدك العزيز بقليل.. وقد فرح بهدى ومنى جدا وقال الاثنين أحلى من بعض.
 
نحن بخير والحمد لله وهدى بتسأل عليك كثير.. وكل يوم تقول أنا حاكتب لبابا أقول له هدى دح ومنى كخ.
 
لم أحضر خادمة للآن وكنت أود أن لا أخبرك حتى لا تتضايق.. لكن دى مش مهمة عندى الآن فكل راحتى هى أن أكون مطمئنة عليك وأن أراك قريبا.
 
ختاما لك قبلاتى الزائدة وقبلات هدى ومنى.
 
تحية
 
 
 
 

 

تحية كاظم: جمال حبى أنا
 
 
أتكلم الآن عن ذكريات من حياتى مع جمال عبد الناصر.. 
 
كيف عرفنى وتزوجنى؟
 
كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته، التى كانت صديقة لوالدتى، ويقابل شقيقى الثانى، وأحيانا كان يرانى ويسلم علىّ. فعندما أراد أن يتزوج أرسل عمه وزوجته ليخطبانى، وكان وقتها برتبة يوزباشى، فقال أخى - وكان بعد وفاة أبى يعد نفسه ولى أمرى - إن شقيقتى التى تكبرنى لم تتزوج بعد.
 
وكان هذا رأى جمال أيضا، وقال : إنه لا يريد أن  يتزوج الآن إلا بعد زواج شقيقتى.. إن شاء الله يتم  الزواج، وبعد حوالى سنة تزوجت شقيقتى.
 
بعدها لم يوافق أخى على زواجى.. لقد  كانت تقاليد العائلة فى نظرى أن لى الحق فى رفض من لا أريده، ولكن ليس لى الحق فى أن أتزوج من أريده، وكنت فى قرارة نفسى أريد أن أتزوج  اليوزباشى جمال عبد الناصر.
 
بعد شهور قليلة توفيت والدتى، فأصبحت أعيش مع أخى وحيدة إذ كان أخى الثانى فى الخارج.
 
كان أخى يتولى إدارة ما تركه أبى الذى كان على جانب  من الثراء، وكان أخى مثقفا إذ كان من خريجى كلية التجارة، أى يحمل بكالوريوس، ويشتغل فى التجارة والأعمال  المالية والصفقات فى البورصة، وكان شديدا فى البيت.. 
 
محافظا لأقصى حد، لكنه فى الخارج كانت له حياته الخاصة. 
 
مكثت مع أخى بضعة شهور، وأنا وحيدة تزورنى شقيقاتى من وقت لآخر، وفى يوم زارتنا شقيقتى. 
 
وقالت: إن عم اليوزباشى جمال عبدالناصر وزوجته زاروها وسألوا عنى، وقالوا لها: إن جمال يريد الزواج من تحية، وطلبوا أن تبلغ أخى.. فرحب أخى وقال : إننا أصدقاء قدماء وأكثر من أقارب، وحدد ميعادا لمقابلتهم، وكان يوم 14 يناير سنة 1944.
 
قابلت جمال مع أخى، وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع، وطبعا كان الحديث بعد أن جلست فى الصالون فترة وخرجت. 
 
وفى يوم 21 يناير سنة 1944 أقام أخى حفلة عشاء.. دعونا أقاربى، وحضر والده وطبعا عمه وزوجته، وألبسنى الدبلة، وقال لى إنه كتب التاريخ يوم 14 يناير.. وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتى، ثم أضاف أنه عندما زارنا لم يحضر لرؤيتى هل أعجبه أم لا - كما كانت العادة فى ذلك الوقت - هذا ما فهمته من كلامه معى.
 
قال له أخى: إن عقد القران يكون يوم الزفاف بعد إعداد المسكن، وإنه يحضر مرة فى الأسبوع بحضور شقيقتى أكبرنا أو بحضوره هو، وطبعا كان وجود أخى فى البيت قليل فكانت شقيقتى تحضر قبل وصوله.
 
وقبل جمال كل ما أملاه عليه أخى، وقد أبدى رغبة فى الخروج  معى طبعا بصحبة شقيقتى وزوجها فلم يمانع أخى.
 
لاحظت أنه لا يحب الخروج لنذهب لمكان مجرد قاعدة، أو نتمشى فى مكان، بل كان يفضل السينما وأحيانا المسرح.. 
وكان الريحانى، وكنت لم أر إلا القليل فكل شىء كان بالنسبة لى جديد.. أى لا يضيع وقتا هباء بدون عمل شىء، وكل الخروج كان بالتاكسى، والمكان الذى نذهب إليه السينما أو المسرح يكون بنوار أو لوج ، وكنا نتناول العشاء فى بيتنا بعد رجوعنا.
 
بعد خمسة أشهر ونصف تم زفافى لليوزباشى جمال عبد الناصر.. وكان يوم 29 يونيه سنة 1944.
 
أقام لى أخى حفلة زفاف.. بعد عقد القران مباشرة، خرجت مع جمال للذهاب للمصور « أرمان»، وكان حجز ميعاد من قبل، وكانت أول مرة أخرج معه بدون شقيقتى وزوجها. ملأنا عربة بأكاليل الورد لتظهر فى الصورة، وقد نشرت الصورة بعد رحيله فى السجل بالصور لجمال عبدالناصر الذى قدمه الأهرام.
 
رجعنا البيت لنقضى السهرة، وفى الساعة الواحدة صباحا انصرف المدعوون وانتهى حفل الزفاف، وكنا جالسين فى الصالون - هو وأنا - فدخل شقيقى ونظر فى ساعته، وقال : الساعة الآن الواحدة فلتبقوا ساعة أخرى أى حتى الساعة الثانية، ولم يكن يوجد أحد حتى أقاربى روحوا، وكان بادى عليه التأثر فقال له جمال: سنبقى معك حتى تقول لنا روحوا.
 
وفى الساعة الثانية صباحا قام أخى وبكى، وسلم علىّ وقبلنى وقال : فلتذهبا.. أما أنا فانحدرت من عيناى دمعة صغيرة تأثر لها جمال. وأذكر فى مرة وكنا جالسين على السفرة وقت الغداء وكل أولادنا  موجودين، وجاءت ذكرى أخى فقال الرئيس لأولاده وهو يضحك : الوحيد فى العالم الذى أملى على شروط وقبلتها هو عبد الحميد كاظم..  وضحكنا كلنا.
 
إلى منزل الزوجية لم أكن رأيت المسكن من قبل ولا الفرش أو الجهاز كما يسمونه، وكان فى الدور الثالث.
صعدنا السلالم حتى الدور الثانى ثم حملنى حتى الدور الثالث.. مسكننا ، وكان طابقا بأكمله، وله ثلاثة أبواب.. باب على اليمين وباب على اليسار وباب على الصالة. الأول يوصل لحجرة السفرة ، والثانى لحجرة الجلوس، والثالث.. وهو باب الصالة فى الوسط. وجدنا البيت كله مضاءً..
 
مكون من خمس غرف. أمسك جمال بيدى وأدخلنى كل حجرات المنزل لأتفرج عليه، وقد عجبنى كل شىء وأنا فى غاية السعادة.
صرفت فى تأسيس المنزل مما ورثته من أبى.. وكان لا يقارن بثراء أخى.
 
بدأت حياتى بسعادة مع زوجى الحبيب، وكنا نعيش ببساطة بمرتب جمال، وتركت أخى وثراءه ولم أفتقد أى شىء حتى التليفون.. لم أشعر  أن شيئاً ناقصاً ونسيته.
 
أول مرة خرجت كان بعد ثلاثة أيام من زواجنا.. ذهبنا للمصور أرمان لنرى بروفة الصور، وكانوا اثنين قال لى جمال: اختارى التى تعجبك.. واخترت الصورة التى هى معلقة فى صالون فى منشية البكرى مع صور أولادنا الآن.

 

عقد-الزواج
 
الزفاف
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة