هي ليست مرحلة أعيشها بمفردي.. بل نعيشها جميعا في أغلب ظني

الخميس، 15 فبراير 2018 11:58 ص
هي ليست مرحلة أعيشها بمفردي.. بل نعيشها جميعا في أغلب ظني
هبه العدوي تكتب:

مرحلة يمر بها هذا الجيل الذي يطلقون عليه (الجيل الذهبي) هذا الذي عاصر فترة استقرار كبيرة وفترة الثورتين 25 يناير و30 يونيو في فترة شبابه.
جيل مهرجان القراءة للجميع ومجلات ميكي جيب وسوبر ميكي ومجلداته. جيل كتب الجيب رجل المستحيل، ملف المستقبل، زهور، نوسة لوزة تختخ عاطف محب، فلاش. جيل عمرو دياب وغيره من مغنين الثمانينيات والتسعينات.
 
 
(2)
هذا الجيل الذي بحث عن فضولي وأحب عبقرينو أو عم دهب أو ربما بطوط أو سوسو ولولو وتوتو.
 
تشبعنا بعشق الوطن وعشق الدين وعشق الحياة بكل مفرداتها. أفاقنا من نومنا في طفولتنا على صوت ماما عفاف الهلاوي في سينما الأطفال وماما نجوي وبقلظها وماما سامية وحواديت أندرسون للأطفال. تلك التي إمتلأت عن آخرها بالأحلام.
 
هذا الجيل الذي تتراوح سنون عمره الآن بين الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات ويبدو أنه على وشك الإقتراب من مرحلة النضج الأربعيني في أغلب كتلته مفارقًا لثلاثيناته.
 
 
(3)
هذا الجيل بدأ يتسرب الشيب إلى فوديه.
 
كلما نظرت لنفسي في مرآتي وأنا أخفي شعيراتي البيضاء خلف صبغة قد تذهب عني لشهور تلك النظرة التي ألقيها على مرآتي فتنبئني أنني أكبر. قد أهرب لوهلة من الفكرة ولكن تفاجئني نظرة لهذا المغني الذي سنه يماثل سني وهذا الممثل وهذا الإذاعي وهذه الممثلة والصديقة. ماهذا أنكبر فعلا؟ . الشعيرات البيضاء قد داهمت الجميع. وتلك دلالة أننا نكبر.
 
 
(4)
وما الضير في سنون العمر التي تجري؟
 
هكذا تخاطبني ذاتي المتفائلة تحدثني أنها سنة الحياة وأنني سأظل شباب طالما ظل قلبي دافئًا بالحب لله وفي الله.
تنازعها ذاتي المتشبثة بمظهرٍ إعتادته بلمعة خدين قد يذهبا! . بشعر حتما ولا بدّ سيشتعل أبيضًا كالقطن في تمام نضوجه.
أتركهما وأجري لأذهب في رحلة سعيي فمنذ متي وأنا أعبأ بسني!
 
 
(5)
يمر يوم من وراءه آخر. تتحدث نساء كثر عن رغبتهن في عمليات التجميل. تلك التي تمنع الحاجبين من أن يقطبا فيُظهِرَا -إن أصاب المرأة العجز-سنها الحقيقي.
 
أذهب لبيتي وأبدأ في ملاحظة النساء والممثلات والمغنيات. تلك قد قامت بعملية للتجميل وتلك أيضا. ولكني لن أفعل مثلهما. لن أُجْري عملية تجميل أصبح بعدها بلا إنفعال وتعبير لوجهي. لن أكون باردة كالثلج مهما كان في ذلك جمال شكلي!
حتى الآن لا تقلقني مسألة التجاعيد.ولكني وقبل أن تداهمني- لو كان لي من العمر أطوله -فإني قررت أني أحبها وسأظل بها لن أغيرها سأصلحها بمزيدٍ من الحب. فهذا الدواء السحري هو حقيقة ما يتغافل عنه كل أطباء التجميل.
 
والحقيقة أن كلما كنا أكثر محبة لذاتنا ولله وللناس، كلما قلت (تجاعيد الروح) وصرنا مهما بلغنا من العمر أرذله، شبابا.
ولكن مشرط هذا الجراح وحقنه قد تفتح فتحًا ويملئه بالباتوكس أو الفيللر ولكنه أبدا لا يقوي أن يفتح قلبك وعقلك للحب.
والذي بدايته حب نفسك.
 
 
(6)
حب نفسك كما هي.
 
1-إحضن نفسك وتقبلها. إكتب قائمة بمميزاتك وبكل ما أنجزته في حياتك. ستحتاجها دوما إقرأها كثيرا.
2-(لسه دايما الأماني ممكنة. على صوتك بالغنا)
هكذا كان صوت محمد منير دعك من سخافات السوشيال الميديا التي تحدثك إننا ها يدوبك بقي يالا حسن الختام. بالتأكيد جميعنا يتمني حسن الختام ولكن إعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وإعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.
3-طالما كنت حيا، طالما كنت قادرا على تحقيق أحلامك. إبدأ فورا في كتابة لستة جديدة باحلامك الجديدة في كل مجالات حياتك وعلاقاتك.
4-لا تنتظر من الآخرين ممن هم حولك أن يمدوا لك أيديهم، كن مبادرا مد أنت يدك لهم بالتغيير وإصبر عليهم إن بلغت شغفك للحياة من جديد وهم مازالوا يقبعون خلف مرايا ركودهم المعتمة.
5-تشعر أن الموت يحيط بك. الأب أو الأم أو كلاهما قد يكونا توفاهما الله. أو قد يكون لا ولكن طنط فلانة صديقة ماما الأنتيم وأونكل فلان الله يرحمه وصديقك أيضا قد وافته المنية. وما القلق في ذلك؟ مقابلة الله عزوجل بالتأكيد ستكون أروع يوم في أعمارنا القصيرة مهما طالت. إن كان ما زال مدخلك على الله هو الخوف، فآن الاوان الآن أن تبدأ في التعرف على صفات جماله وجلاله.
هو يحبك ومجيئك للدنيا من أجل المحبة فلما لا تحبه بنفس مقدار محبته لك؟
راجع ما تقرؤه وما تسمعه.
6-إسمع موسيقي أو تعلم آلة موسيقية. الموسيقي تجدد الروح وتنعش الحياة. موسيقي تعطيك دافع وإيجابية. الموسيقي لغة تصل مباشرة للقلب فتحرك ما مات فيه أو دُفِن من مشاعر إيجابية ودافئة معها سترتد لك روحك من جديد.
7-إبدا في وضع خطة لصدقتك الجارية بعد إنتقالك لدار الحق في ميعاد لا يعلمه سوي الله. قد تكون مالا، علما، اولادا. أو كل ما سبق معا. هذا أمر سيريحك صدقني.
8-مارس الرياضة. لا بدَّ أن تمارس الرياضة يوميا ولو لنصف ساعة مشي لا أكثر. يمكنك أن تمارسيها داخل المنزل عزيزتي لو لم تستطيعي أن تخرجي يوميا. الجيم أصبح ضرورة أو لعب كرة القدم أو التنس أو الجري أو غيره من الرياضات لكي تحافظ على نشاط جسدك وحيويتك وتقلل فرص الإصابة بأمراض السكر والضغط والكوليسترول وغيرهما.
9-أكلت كثيرا وتمتعت بأشهي المأكولات طوال حياتك. استمر لا ضير في ذلك ولكن ماذا عن ان تكون بضع لقيمات تتذوق فقط الطعم بدلا من أن يكونوا وجبة كاملة؟ . هذا سيريح أجهزتك وفي نفس الوقت سيريح شهوة متعتك للطعام وممارسة الرياضة بإنتظام ستجعل وزنك لا يزداد.آن أوان أن يكون الأكل الصحي هو عادتك الأساسية وماعداه هو استثناء. آن أوان الإقلاع عن التدخين وعن السكريات المفرطة والنشويات البيضاء.
10-إبدأ في كسر كل الأصنام التي كانت تعيقك فكريا عن التقدم. لا تعطي أذنك للناس. لا تضع في عقلك سوي الأفكار الإيجابية. لا تلبس سوي أجود ما لديك وأشيكه من أجل نفسك. لا تخرج في مكان لا تحبه. لا تجلس مع ناس تضعف من قوتك الداخلية. خذ نيتك في بداية رحلة سعادتك دنيا وآخرة ولا تلتفت أبدا عن طريقك الذي قررته مهما كان. فقط قيم وعدل من خطة التنفيذ.
مع إصرارك ستلمس من جديد عمق سعادة روحك.
 
 
(7)
جيلنا لم يكن أبدا جيل استسلام أو إنهزام. مهما كانت الإحباطات. جلينا كان جيل المعافرة والمرونة ومازال.
جيلنا سيترك بصمته في تاريخ وطنه بإذن الله.
 
بصمته التي تدل على أنه كان هناك جيلا من الشباب، أدرك جمال الحياة ولم يقتل الشيب روحه أبدا فظل شبابا إلى الأبد.
لا داعي إذًا للبوتوكس أو للفيللر لمن أدركت روحه شغفها للحياة. أليس كذلك؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة