العمدة وضحاياه على مائدة القمار

الثلاثاء، 01 مايو 2018 12:00 م
العمدة وضحاياه على مائدة القمار
آمال فكار تكتب :

من يلعب القمار لا يستطيع الإقلاع عن إدمانه غير مفلس ولا أدرى فى أول سنة كنت أكسب كثيرا

أحيانا تمر علىَّ جرائم كثيرة تتدمر فيها الأسرة بأكملها والجانب الأكبر الأطفال، يتأثرون بما يحدث للأسرة، أو عندما يسقط الزوج فى فخ رغباته، كما حدث فى تلك الجريمة التى نعرضها، وترويها مهندسة من أسرة عريقة، تزوجت من ابن ذوات من سكان جاردن سيتى

نعرض أقوالها فى أحد أقسام الشرطة عندما جلست تعرض قصتها بكل أسى وحزن ودموعها تسبق الكلمات٫ وسنوات عشر  مضت من حياتها بما كانت تتمتع به من دفء أسرى، تمر أمامها فى لحظات٫ فقد تزوجت منذ عشرة سنوات، قالت لرئيس المباحث:

«من ينتزع الشكوك التى أشعر بها فى قلبى ونفسى؟ فقد ضاع كل شىء منى، الأمان والاستقرار، كدت أصل إلى الجنون.
تنهدت ثم ألقت نظرة حسرة إلى إصبع يسراها المقيد بدبلة الزواج، خلعتها باكية، وأكملت:
أريد القبض على زوجى فهو مشكلتى الخاصة التى لا يشاركنى فيها إنسان، كاد يدمر بيتى، أرجوك أنقذ ما تبقى لى أنا وأولادى الصغار فهو يحطم البيت، أقبضوا عليه.
سألها رئيس المباحث: لماذا نقبض عليه؟
فى صوت عال طلبت تحرير محضر بكل أقوالها واتهاماتها وطلبت استعجال الشرطة فى القبض على زوجها، وهو مع العمدة على مائدة القمار، بعد استئذان النيابة انتقلت قوة لضبط الزوج بعد ان اعدو كمينا تحت عمارة فى جاردن سيتى تراقب الشقة المضاءة وعندما تأكدوا أن كل شىء جاهز، اقتحموا الشقة رقم 5 بالدور السابع المكونة من 5 غرف و2 ريسبشن وهى فى الحقيقة شقة الزوجية التى أصرت الزوجة على ضبط زوجها بداخلها، شاهدوا مائدة مستطيلة تجلس عليها مجموعة من الرجال مختلفى الأزياء، وأمام كل منهم نقود كثيرة هنا وهناك وعليها رجل يدعى العمدة هو الذى يدير مائدة القمار، ومعه زوج صاحبة البلاغ وعثروا على مبايعة من الزوج للشقة التى تدار بها مائدة القمار.. تم القبض على الجميع وتم التحقيق معهم فى مديرية أمن القاهرة، والتحقيق معهم فى جريمة مخلة بالشرف والآداب العامة ( لعبة القمار ) جاءت اعترافات الزوج الذى لم يبلغ الأربعين من عمره وصاحب محلات تجارية وهو مليونير، يقول:
 فقدت كل أموالى ومدخراتى، حتى سيارتى البى إم دبليو، ضاعت منى على هذه المائدة ولم أستطع التوقف عن لعب القمار ليلة واحدة فقد خسرت أثاث بيتى والذى لا تعلمه زوجتى أننى بعت كل الأجهزة المنزلية والتحف النادرة التى ورثتها عن والدى، كنت أعيش مع زوجتى وأولادى الاربعة الصغار واشرف على تجارتى وأمارس الفروسية والسباحة فى أكبر نوادى القاهرة، ومنذ عامين تعرفت على أحد اكبر تجار الجملة يطلقون عليه لقب ( العمدة ) عندما التقيته جذبتنى شخصيته فهو يتمتع بموهبة الإقناع والجميع يسمعون كلامه، ويلتفون حوله وعرفته من خلال جلساته حول مائدة القمار كل ليلة يمرحون ويتناولون المشروبات واللعب ولا أدرى كيف أحببت هذه اللعبة؟
من يلعب القمار لا يستطيع الإقلاع عن إدمانه غير مفلس، ولا أدرى فى أول سنة كنت أكسب كثيرا، وأفوز، وفرحتى لا تقدر ولكن ليلة فى ليلة تغير الحال، الخسارة كانت من نصيبى وأصر العمدة، أن يكون اللعب فى شقتى فهى ذات مساحة كبيرة وفى حى راق وتكررت اللقاءات والخسارات ولم أستطع الابتعاد ابدا عن هذه اللعبة برغم ان زوجتى تركت البيت وتمردت على بعد ان حاولت بكل ما تستطيع ان تبعدنى عن لعب القمار ولا العبه فى البيت ولكن لم أستطع فقد أصبحت مدمنا لهذه اللعبة خسرت بيتى وأموالى واحترامى فى عيون أطفالى وبعد المدارس الأجنبية والحياة الناعمة والرفاهية فقد فقدت كل شىء بعد أن عشقت مائدة القمار وصاحبها العمدة، فقد دمرت نفسى وبيتى بعد أن اعجبت بالعمدة وشخصيته عشقت لعبة القمار، وقال قبل أن ينتهى التحقيق معه اطلب طلاق زوجتى منى فأنا رجل (ميت) فعليها أن تبدأ حياة جديدة محترمة مع أطفالى الأربعة ولن أطلب منها انتظارى حتى أخرج من السجن.
 وأغلق محضر التحقيق بتحويل جميع المتهمين بلعب القمار إلى النيابة لتوقيع الاتهام عليهم وإحالتهم إلى المحكمة بتهمة مزاولة لعبة القمار.. وبذلك سقط العمدة وضحاياه من فوق مائدة القمار.. وخرجت الزوجة باكية على دمار بيتها وحياتها والسبب القمار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق