العبور الآمن

السبت، 12 مايو 2018 02:46 م
العبور الآمن
شيرين سيف الدين تكتب:

شاهدت فيديو مؤخرا لرشاشات مياه عند إشارات مرور المشاة في الصين تعمل كعقاب لمحاولة المواطن عبور الطريق  عندما تكون إشارته حمراء ، ومنعه من العبور أثناء سير السيارات ، هي فكرة بسيطة تجبر محبي التجاوزات على التراجع ، وتساعد في ضبط حركة المرور للسائقين والمشاة.

إن إشارات مرور المشاة لا تقل أهمية أبدا عن إشارات مرور السيارات إن لم تكن الأهم ، وأيضا كباري وأنفاق المشاة خاصة على الطرق السريعة .
مشهد يومي ومتكرر لمواطنين يعبرون الطرق حيث لا بديل لهم في أكثر الشوارع من العبور بشكل عشوائي غير منظم ، و عابرو الطريق في الحقيقة أنواع ، فمنهم ( المتردد)  وهو مربك لسائقي السيارات وللطريق ، ومنهم  (الانتحاري)  الذي يلقي بنفسه فجأة باعتبار أن السائق عليه التوقف في أية لحظة دون أية اعتبارات لأمن الطريق ، ومنهم ( المتعقل ) الذي ينتظر حتى يخلو الطريق من السيارات القريبة ويصبح آمنا للعبور ، وهو قد أمر يستغرق الكثير من الوقت.
المواطن مسكين سواء كان سائقا أو مترجلا ، فهو مضطر للتعامل بشكل ارتجالي غير منظم ، فعلى الجانب الآخر  نجد سائق السيارة يحتاج أن يصبح كالنحلة بست عيون كي يستطيع مراقبة جميع الجهات من سيارات مخترقة يمينا ويسارا ، إلى سيارات تتوقف أمامه فجأة لأسباب لا يعلمها إلا الله وسائق السيارة المتوقفة ، ومراقبة المطبات والحفر والبالوعات ، والأهم مراقبة البشر وعابري الطريق المترجلين للحفاظ على سلامتهم .

نتحرك من منازلنا وأهم دعواتنا أن يكفينا الله شرور الطريق ، فلا أدري لماذا لا توجد لدينا إشارات مرور للمشاة تحفظ للمواطن حقه في عبور الطريق بأمان ، بشرط ألا يحق له تخطيها  ، إذ أن عبور الطريق بشكل مفاجئ قد يفقده حياته ، كما يتسبب في ضياع مستقبل السائق وربما سجنه وشعوره الأبدي بالذنب لقتل إنسان دون أن يكون خطأه من الأساس، وقد تكون مشكلته الوحيده أنه فوجئ بمواطن من النوع الانتحاري كمن نراهم كثيرا على المحاور السريعة أو الدائري يتسلقون الأسوار ثم يقررون عبور الطريق فجأة وأحيانا أيضا في الظلام مع إنعدام الإنارة ! فكيف لسائق السيارة تفاديه ؟ خاصة وأن بعض هذه الطرق مسموح عليها بسرعات تصل  ٨٠ و١٠٠ أو حتى ٦٠ ، وكثيرا أيضا ما يكون خطأ السائق الذي يسير بسرعة كبيرة لا تمكنه من تفادي عابر الطريق المسكين الذي لم يجد بديلا سوى عبور الطريق دون تنظيم.
نحتاج حقا إلى كباري مشاة عديدة على الطرق السريعة بسلالم كهربائية للتسهيل على المواطن عبور الطريق بأمان ويسر ، بشرط أن يمنع منعا باتا عبوره للطرق  ، كما نحتاج لإشارات مرورية للمشاه في الطرق العادية تنظم مواعيد عبورهم لضمان سلامتهم ، ومن يتخطاها عليه مخالفة فورية إن أمكن ، وليست له حقوق عند سائقي السيارات حال حدوث حادث لا قدر الله ، والعكس صحيح تغلظ العقوبة على سائق السيارة حال تخطيه لحقوق المشاة .

إن تغيير منظومة المرور بشكل عادل يضمن سلامة وأمن جميع المواطنين بمختلف فئاتهم ، تعد مطلبا أساسيا وعادلا وهو مطبق في أغلب دول العالم .. فهل من مجيب ؟

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق