حكاية على قارعة الطريق.. «محاسن وآمال وأم سيد» نساء حصدن لقب: ست بـ100 راجل (صور)

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 06:10 م
حكاية على قارعة الطريق.. «محاسن وآمال وأم سيد» نساء حصدن لقب: ست بـ100 راجل (صور)
المرأة المصرية من السعى للقمة العيش للأسطورة
نرمين ميشيل

بدأت رحلتها مع الثواني الأولى لبزوغ الشعاع الأول لضوء الفجر.. نهضت مبكرا من سريرها، تجهز المنزل، وتحضر طعام الإفطار قبل الانطلاق في جولتها التي تبدأ مع ظهور الشمس، وتنتهي قرب اختفاء القمر، من إحدى القرى غير الممهدة إلى المدينة كل يوم.
 
اقتربت بكل لطف من إحدى الأسرة، وانحنت عليه لتوقظ أطفالها بكل لطف.. 4 فتيات صغيرات، إحداهن لم تبلغ الحلم، والثلاثة الأخريات في مراحل تعليمية مختلفة، ثم عادت من جديدة إلى حجرتها لتوقظ زوجها القعيد، الذي أصابه «الشلل»، ولم يعد يقوى على العمل، والإنفاق على سيدته وبناته من جديد.
 
كانت قصة محاسن أحمد، سيدة العقد الخامس، بدأ قبل بضعة سنوات، فعلى الرغم من ضيق الحال، إلا أنهم كانوا أسرة سعيدة، يعمل زوجها ليل نهار حتى يتمكن من استكمال تعليم فتياته، وتلبية رغبات زوجته.
 
وفي إحدى الليالي السوداء، تعرض زوجها إلى حادث مريع، أفقده القدرة على الحركة، وهو ما جعلها ترتدي حلة العمل بدل منه، حتى تتمكن من إعالتها وبناتها، واستكمال تعليمهم. خرجت سيدة العقد الخامس، من منزلها، إلى إحدى أسواق الجملة لتشتري بعض المنتجات التي يمكن بيعها، والكسب منها مبالغ تمكنها من إعالة زوجها وفتياتها الصغار.
 
تروي «محاسن» قصتها قائلة: «تزوجت وأنا في عندي 18 عاما.. كنت سعيد وكان زوجي لا يتأخر عني وعن طفلتي التي أنجبتها بعد أقل من عام من زواجي، إلا أن القدر لعب دوره، وصيب زوجي بالشلل بعد نحو 4 أو 5 أعوام من زواجي».
 
«لم أفكر كثيرا، وبدأت خوض غمار المنافسة على لقمة العيش، حتى أتمكن من إعالة أسرتي الصغيرة.. واستكمال حلم تعليم أطفالي حتى يحصلون على شهادات كبيرة تمكنهم من العمل ورفع رأسهم بين الناس.. فأطفالي حاليا منهم من أنهى تعليمه الجامعي، ومنهم من لا زال يستكمل تعليمه».. تضيف سيدة العقد الخامس.
 
لم تكن «محاسن»، هي السيدة الوحيدة التي يمكن أن يقال عنها «ست بـ100 راجل»، إنما هي واحدة من النساء التي تحدثت معهم «صوت الأمة»، خلال جولتها للبحث عن السيدات التي خضن غمار المنافسة على لقمة العيش، وقوفا بجوار أزواجهم ضد تحديات الحياة الصعبة.

41943304_10156584583073397_8057407824671539200_n

فعلى الجانب الأخر، وعلى الرغم من أنها تعيش في العاصمة وليست إحدى القرى المجاورة، تقبلت آمال جاد الله، سيدة العقد الثالث، خبر وفاة زوجها بكل صبر وسلوان، حتى تتمكن من إمداد أطفالها بالسكينة، وحتى لا يشعرون بغضب الحياة وقسوتها.
 
ففي اليوم التالي لوفاة زوج «آمال»، نهضت سيدة العقد الثالث من السرير، وارتدت ملابس زوجها، بائع «أسطوانات الغاز»- أنابيب- حتى تتمكن من إعالة أطفالها، وتربيتهم واستكمال تعليمهم. لم ترغب «آمال»، في أن تحرج أطفالها بأن يقوم أحد الأهل والأقارب، بإعالتهم، أو أن تتزوج من جديد- على حد وصفها.
رحلة مشقة السيدة صاحبة العقد الثالث لم تنتهي بسهولة، فقد كانت خطواتها الأولى صعبة إلى الغاية، خاصة وأن بيع «أسطوانات الغاز»، مهنة ذكورية من الدرجة الأولى، خاصة وأنها تعتمد على رفع أسطوانات الغاز- الشيل- إلا أنها لم تتأخر حتى تتمكن من تلبية احتياجات أطفالها.
 
 
«كنت أعاني من كثرة الضغوط إلا أنني فضلت أن أرعى أطفالي بنفسي، وألا يصرف أحد غيري وغير أبوهم عليهم، وعلى الرغم من صغر سني، وتقدم العديد للزواج مني إلا أنني رفضت حتى أرعى أطفالي بنفسي».. تضيف الزوجة.
 

42121343_10156584581653397_7410346043474182144_n

وفي القصة الثالثة.. تمسكت «أم سيد»، صاحبة العقد الخامس، بمقشتها بجوار إحدى الطرقات، ولم تخجل من كونها تربي أطفالها من تنظيف الطرقات، بعد فترة ظلت بها في المنزل لا تعمل، إلا أنها فضلت أيضا العمل حتى لا يحتاج أطفالها، إلى أعالت أحد.
 
Capture
 
«أحزن عندما أرى أحد الشباب جالس على المقهى دون عمل، فالعمل متاح، إلا أن البعض لا يرغب في إضاعة فترة الراحة والرغد، وإعالة الأهالي، الراحة في العمل أكثر من الراحة في الجلوس على المقاهي، والفرحة في نظرة أطفالي أحلى فرحة في حياتي».. تضيف سيدة العقد الخامس.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق