ثقافة الرسوم المتحركة.. كيف أثرت إعلانات «مهيب» على سلوكيات الشعب المصري؟

الخميس، 18 أكتوبر 2018 12:00 م
ثقافة الرسوم المتحركة.. كيف أثرت إعلانات «مهيب» على سلوكيات الشعب المصري؟
حسام مهيب رائد الرسوم المتحركة
كتبت منة خالد

 

الإبداع.. لازمة كل فنان ينجح في خلق ثقافة جديدة على جمهور عريض أو التأثير بهم من خلال لمسات بسيطة غير مُتكلفة، وفن الرسومات المتحركة من الفنون التي أثرت على العالم في بدايات القرن الماضي، حين أنتج وينسر مكاي «نيمو الصغير»، وهو فيلمه الأول للرسوم المتحركة، الذي لاقى نجاح كبير ومن بعده فيلم «الديناصور غيرتي».

 

أما «ماكي» فقد نجح في إنتاج أفلام عالية الجودة بشخصيات تميزت بمرونة في الحركة وسمات سلوكية واضحة، هذه اللمسات أسهمت في ابتداع الأساليب التقنية، ومؤثرات الإقناع الحسي التي قامت عليها معايير الجودة التشخيصية لأفلام الرسوم المتحركة. وأصبحت أعماله ذات تأثير على إنتاج أفلام الرسوم المتحركة لأنها اشتهرت بانسياب حركتها، ومستوى رسوماتها ذات الجودة العالية، والحس المرهف بالكتلة، إضافة إلى السمات الذاتية الفريدة للشخصيات في هذه الأفلام.

 

وبعد سنوات، أضاف فنان الرسوم المتحركة جون راندولف بريي لمساته الخاصة التي ساعدت على إنجاز وسرعة إنجاز أفلام الرسوم المتحركة، وإنخفاض تكاليف انتاجها.. من هنا بدأت ثقافة الرسوم المتحركة تتخذ شكلاً واسعًا، وانضم «بريي» فيما بعد إلى فنان الرسوم المتحركة الأمريكي آيرل هيرد مخترع أسلوب لوحات السيلولوز، ليوحدا مجهوديهما معًا في مجال الإنتاج. حتى أحدث اتحادهما طفرة كبيرة في المجالات التقنية للرسوم المتحركة.


من نيويورك مصنع الرسوم المتحركة.. إلى عاصمة الشرق


لم يشهد لعالم العربي ثقافة الرسوم المتحركة كأعمال إبداعية يمكن أن تؤثر على قطاع كبير من الجمهور خاصةً الأطفال، إلا من خلال حسام مهيب، وهو اسم قلما تراه أو يمر على مسامعك، رغم ما له من أعمال كان لها نصيب الشُهرة أكثر من اسمه.. وهذا الفنان المصري المُتفرد، ورائد فن الرسوم المتحركة في منتصف القرن الماضي، كان مولع بالرسم الذي استمد منه فكرة أن يمتهن مهنة من نفس موهبته غير رسم اللوحات وبيعها، إذ أن هذه الفكرة قد تكون بلا مستقبل وقتها.

 

وعلى الرغم من أن اسم «مهيب»ا لم يلقَ الشهرة الواسعة، لكنه بالتأكيد لفت أعيُننا إلى العديد من الأعمال التي باتت في ذاكرتنا وهي أعمالاً فريدة لم تتكرر، كان يمتلك موهبة الرسم بشدة ولكنه واجه رفض الأهل في أن يكون رسامًا، في سبيل أن يولي كافة اهتمامه إلى الدراسة حيثُ تفوق في مرحلة الثانوية والتحق بكلية الحقوق بناء على رغبتهم.


الصدفة تجمع ثلاث عباقرة .. جمعتهم كلية الحقوق وفرقهم الفن
 

كان صلاح جاهين وبليغ حمدي زميلى مهيب في الدراسة، وكان لهما الفضل في تشجيعه على إتباع شغفه، إذ كانا يملكان قدرًا من الحرية أكثر من حسام، أحب أخوه الأصغر على مهيب هواية الرسم بعد مرحلة الثانوية، فوافق الأب على التحاقه بكلية الفنون الجميلة، تجرأ حسام بعد تفكير دام لسنوات عمله كمحامي أن يجرب الرسم مرة اخرى ولكن في تجربة مع أخيه. بدأ مهيب ينفصل عن زملاء الدراسة ليبدأ مع اخيه في مجال الرسوم المتحركة.. فكان "علي" يقوم بالرسم و"مهيب" يقوم بالتصوير، وكانت هذه من أوائل التجارب في الرسوم المتحركة في مصر، حتى نجحت تجربتهم بها، ودعمتهم هيئة الإذاعة والتليفزيون. ولم يعانوا من تسويق أعمالهم حيث تربعوا على عرش الإعلانات المصرية لسنوات طويلة، قدموا خلالها الكثير من الإعلانات بطرق ورسوم مبتكرة، مثل إعلان لمسحوق الغسيل وإعلان للجبنة المُعلبة.


ستوديو «مهيب» الأشهر في الستينات والثمانينات
 

كان ستوديو مهيب الأكثر شهرة طوال فترة الستينيات وحتى الثمانينيات، رغم أنه كان وقت عصيب ومليء بالحروب، نجح مهيب في عمل مقدمات أكثر من فيلم مثل الثلاثة يحبونها، والسمان والخريف، وأخطر رجل في العالم والنمر الأسود.

 

قدم ستوديو "مهيب" أول فيلم رسوم متحركة بأيدي مصرية، كان ذلك في 1960، وتضمن الفيلم "سقوط الملك فاروق"، وكان فيلم رسوم متحركة قصير، وقدما أيضًا فيلم "الخط الأبيض" بطولة نيللي، وكان اول فيلم يتم فيه تداخل رسومات الكارتون المتحركة مع السينما الحية، ارتبط اسمي الأخوان حسام وعلي لسنوات، حتى وفاة مهيب 1996.

 

كيف أثّرت إعلانات ستوديو مهيب في ثقافة وسلوكيات الشعب المصري ؟
 

كان لأسلوب إعلانات مهيب الهادفة والتوظيف المحترف للرسوم المتحركة في توضيح وتوصيل فكرة الإعلان تأثيرًا كبيرًا في ثقافة وسلوكيات المجتمع المصري، بل وامتد للدول العربية المحيطة، ولم يكن هذا التأثير فقط في نفس توقيت هذه الإعلانات -من الستينيات وحتى الثمانينيات- بل إمتد التأثير حتى يومنا هذا، فقد تحولت بعض إعلانات الأخوين مهيب إلى جمل يتدوالها العامة في مواقف مختلفة وإلى إفيهات وقفشات.

وتعدى هذا التأثير لإعلانات ستوديو مهيب حدود العامة، فأصبحت عناوين لمقالات ومقدمات برامج في الإعلام. وعلى سبيل المثال تناولت وسائل إعلام عديدة تمسك الشعب المصري بتسمية الجبن المطبوخ بمصطلح "المثلثات" اقتباسًا من إعلانات مهيب.

 

 

اعلانات مهيب زمان 

 

 

 

تعليقات (1)
شكرا جزبلا صوت الامة
بواسطة: Manar hossam moheeb
بتاريخ: الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 09:28 م

جزيل الشكر من اسرة الفنان حسام مهيب ، 'منار حسام مهيب' و 'عمرو حسام مهيب' ، و من ابن الفنان على مهيب الوحيد ، 'احمد على مهيب' على اهتمام جريدتكم الموقرة بتاريخ مهيب .فقد تعرضن هذا للتاريخ لحملات من التشويه لفترات طويله للاسف ، و لا زالت المحاولات مستمرة ، و بفضل الصحف المحترمة و الصحفين المجتهدين امثال حضرتكم استطعنا ان نعرف الجيل الجديد بتاريخنا كما روده الرواد حسام مهيب و على مهيب بأنفسهم ، و كما رواه تلاميذ ستديو مهيب .الف شكر مرة ثانيه .منار حسام مهيب.

اضف تعليق