في ذكرى ميلادها.. زوزو الحكيم وناجي إبراهيم: رجل عشق ولم يملأ عينها

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 05:00 م
في ذكرى ميلادها.. زوزو الحكيم وناجي إبراهيم: رجل عشق ولم يملأ عينها
زوزو حمدي الحكيم
زينب وهبه

تظل الصورة الذهنية لزوزو الحكيم في عقل المشاهد المصري «سكينة» رغم توالى العصور والأزمنة، غير أنهم لا يعلمون أن من أشعلت نيران الحب في شاعر، أشعل لهيب العاشقين فيما بعد برائعته «الأطلال».

انبهر الشاعر إبراهيم ناجي، بجمالها الهادئ، غير أن جعلت به جروحا غائرة، فجسدها بكلمات قصيدته الشهيرة التي تغنت بها «كوكب الشرق» أم كلثوم، قائلا: «يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحا من خيال فهوى».

ولدت زوزو حمدي الحكيم في 8 نوفمبر عام 1912 بمحافظة المنوفية، تمتعت بموهبة فنية فذة، لاحظها فيها والديها، لذا سمحا لها بأن تدرس الفن رغم كل العادات والتقاليد، وعلى الرغم من زواجها مبكرا إلا أنها أصرت أن تكمل.

كان الزواج الأول لزوزو في سن السادسة عشر، وطلب والدها من زوجها أن يعطيها الفرصة لإكمال تعليمها، ولكنه لم ينفذ، الأمر الذي جعل ساحرة ناجي تهرب إلى القاهرة، حيث يسكن خالها وبالفعل أكملت تعليمها وحصلت على البكالوريوس ولكنها انفصلت عن زوجها.

حصلت في عام 1930 على الشهادة العليا من معهد المعلمات، ولمحت زوزو بعد إنهاء دراستها إعلان في جريدة الأهرام عن إنشاء معهد التمثيل الأول، وبدأت الدراسة فيه وفي عام 1934 تخرجت من المعهد العالي للتمثيل.

لم يتوقف طموحها إلى هذا الحد بل تقدمت للعمل بالفرقة القومية، التي كان يرأسها في هذا الوقت خليل مطران، وشاركت في عدد كبير من المسرحيات مع الفنانة المبدعة فاطمة رشدي، وفضلت زوزو مشاركتها العمل عن باقي الفرق المسرحية واصفة فاطمة رشدي بأنها تراث.

ومن أبرز المسرحيات التي قدمتها: «النسر الصغير، اليتيمة، مروحة الليدي وندر مير، الملك لير، الدفاع، ومسرحية الستات ميعرفوش يكدبوا»، ولم تكن لها أدوارا مميزة في المسرح فقط، بل تميزت في السينما ومن أشهر أفلامها: «ريا وسكينة وشاركتها في البطولة نجمة إبراهيم،  وفيلم قاهر الظلام، والمومياء وبيت الطالبات وصراع الأبطال وليلى بنت الفقراء، وأفواه وأرانب بطولة فاتن حمامة».

وعن أدوارها في الإذاعة والتلفزيون قامت بدور الأم على أكمل وجده في مسلسل «العسل المر»، كذلك العمل الدرامي في مسلسلات: «مذكرات زوج، محمد رسول الله».

 

جعلت منها ملامحها القوية متألقة في أدوار المرأة قوية الشكيمة، إلا في الحقيقة والواقع وبشهادة من حولها كانت مرهفة المشاعر، وصاحبة ذوق أدبي تحضر الصالونات الثقافية، والأمسيات الشعبية، تجيد إلقاء الشعر وكثيرة القراءة، وكان من أكثر أصدقائها الأديب زكي مبارك.

 

ارتبط إبراهيم ناجي بزوزو حكيم، ارتباطا وثيقا، فكان يذهب إلى المسرح التي كانت تعمل به بشكل دوري، لمتابعة أعمالها، وتردد عليها كثيراً حتى كثرت اللقاءات بينهما، حيث كان طبيبا يعالج والدتها، وعندما وصل حبه لها ذروته بدأ يكتب شعر على «روشتات» العلاج، وكتب «الأطلال» التي تغنت بها، وشهد الكاتب الصحفي مصطفى أمين على قصة حب شاعر الأطلال لزوزو، وكان يقول أن زوزو ملهمة شاعر الأطلال.

ورغم كل هذا تركت زوزو الحكيم ناجي، وتزوجت من موظف كبير، يدعى حسين عسكر ابن عائلة ذات مال، وقالت إنه صاحب القلب الوحيد الذي أخلصت له وأخلص لها، وعاشت معه أسعد وأجمل أيامها، ووصفت درجة وشدة الحب له أنها أرادت أن تبتعد عن الناس جميعاً، ومكتفية به وكادت تعتزل التمثيل لتتفرغ له بعد أن امتلك روحها وقلبها وعقلها برجولته وشهامته وقوة شخصيته وقوة ثقته في نفسه، لكنه توفى قبل أن تتخذ القرار ووصل لدرجة أنه كان يقرأ قصائد ناجي لها ولا يغار لأنه يعرف رأيها فيه أنه هزيل وضئيل ونحيل ولا يملأ عين امرأة، ولا يثير غيرة رجل مع أنه كان شاعر غير عادي وروحه شفافة لكنه ماضي وانتهى.

وبعد عمر حافل بالطموح والموهبة والثقافة توفيت زوزو حمدي الحكيم في عام 2003 عن عمر يناهز 90 عاما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة