«جمعة».. طفل عمره 3 سنوات سرق «أردوغان» بصره وقتل أسرته

الأحد، 20 يناير 2019 04:00 م
«جمعة».. طفل عمره 3 سنوات سرق «أردوغان» بصره وقتل أسرته
الطفل السوري جمعة حسين

 
حمل حسين عبد القادر طفله «جمعة» ذي الثلاث سنوات، وهو يخطو خارج منزله مسرعًا، ونظرات الهلع ترسم قسمات وجهه، لقد أعتاد الطفل أن يحمله الأب مهدهدًا ومداعبًا بوجه مشرق مبتسم، لكن هذه المرة أحاط ذراع الأب خصره كالذبيحة المعلقة، وكانت نظراته الشاردة تبحث مرتعبة عن خطر مجهول قادم لا يعلم من أين سوف يأتي.
 
 
بدأت أصوات القصف تخترق أسماع الطفل فتزلزل قلبه، ويتزلزل معه أرض مدينة «عفرين»، ليعرف «جمعة» للمرة الأولى إحساس أن يدنو منه الموت، وهو لم ستنفذ قط رصيده من البراءة واللعب، ثلاث سنوات لاتكفي أن يترك أثرًا في الحياة، لكن القدر قرر أن يخلق له أثر يكون شاهدًا على جريمة إنسانية تضاف إلى الأرشيف الدموي للمختل العثمان«"رجب طيب أردوغان». 
 
 
 
 
غطت المقاتلات التركية سماء مدينة «عفرين» في مارس 2018، الخوف كان هو الشعور الأوحد في قلوب المدنيين السوريين، حالة من الارتباك، الجميع يركض للنجاة بحياته وحياة أحبابه، تاركًا كل شئ خلفه، وكان الحظ حليف عائلة الطفل جمعة حين وجدت حافلة جاهزة للإنطلاق خارج دائرة القصف التركي، كانت الثواني تمر ثقيلة وكأنها دهر من الزمن، الأمل الوحيد كان الهرب من صواريخ الطائرات التركية، ومع كل دوي إنفجار تنخلع قلوب الهاربين من جحيم الأتراك. 
 
1112-300x221
 
 
الأصوات تقترب والأنفاس تحتبس والعيون زائغة، لكن هذه المرة نزلت قذيفة في منتصف الحافلة لتقسمها إلى نصفين، بعد أن حددت طائرة بدون طيارة هدفها، لتنتزع أرواح أسرة «جمعة» إلا والدته، وتنتزع معها أيضًا نور البصر من الطفل الذي لم يرى منذ ولادته سوى الدمار والقتل واستباحة الأرواح.
 
بعد نجاة «جمعة» من القصف هو ووالدته، انتقل طفل عفرين مع مَن تبقى من عائلته حيا في القصف إلى مدينة حلب بعد رحلة طويلة، وهم يسكنون الآن في حي الشيخ مقصود في ظروف صعبة.
 
 
والدة جمعة تساءلت عن ذنب طفلها، وذنب بقية أفراد الأسرة الذين قُتلوا في قصف الحافلة الصغيرة التي كانت تقلهم، وقتل فيها 4 أشخاص نتيجة استهدافها بصاروخ من طائرة حربية، أدى إلى إصابة 21 آخرين بينهم حالات بتر في الأطراف، وفقدان للبصر.
 
111-300x225
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق