دعوات إلى أوروبا للوقوف مع واشنطن ضد إرهاب إيران.. هل تتحرك القارة العجوز؟

السبت، 26 يناير 2019 11:00 ص
دعوات إلى أوروبا للوقوف مع واشنطن ضد إرهاب إيران.. هل تتحرك القارة العجوز؟
خامنئي

تنتظر واشنطن الضوء الأخضر من القارة العجوز ليكون وضعها أكثر صلابة في الحرب الشاملة على طهران، أعقاب موجة ثانية من العقوبات زادت من نزيف الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد في الأسس على النفط كلاعب أساسي في الأسواق العالمية.
 
الباحث السياسي الأمريكي المتخصص في الشؤون الإيرانية مجيد رفيع زاده قال إن على أوروبا الوقوف مع الولايات المتحدة ضد طهران، لوقف دعمها للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
 
وأضاف زاده، خلال مقال له عبر صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أنه "لا يمكن أن يتصور أن يختار الاتحاد الأوروبي الوقوف بجانب دولة مارقة (إيران) ضد الولايات المتحدة أقرب وأقدم حلفائها خلال القرن الماضي". 
 
وأشار إلى أن "طهران تستنفع من الشقاق بين سياسة أوروبا والولايات المتحدة، وحال لم يغير الاتحاد الأوروبي موقفه يمكن توقع مزيد من الاغتيالات السياسة خلال الأشهر والسنوات المقبلة". 
 
وأكد الباحث أن الموقف الموحد سيبعث برسالة واضحة إلى طهران ويضيق عليها الخناق اقتصاديا مما سيضطرها للتركيز على أجندتها الداخلية، مؤكدا ضرورة أن يلزم الاتحاد الأوروبي نفسه بعمل مشترك ذي مغزى مع الشركاء لوضع حد لسلوك هذه الدولة.
 
وأوضح زاده أن "تاريخ إيران حافل بالانتهاكات الحقوقية، من حملات الاعتقالات الوحشية في حق الإيرانيين إلى السجن لفترات غير محددة دون محاكمة وغيره"، مشيرا إلى أن "هناك حادثي اغتيال سياسي سافرين هما الدليل على استهانة إيران بحقوق الإنسان والقانون الدولي".
 
واستشهد زاده بـ"حادث اغتيال المعارض الإيراني أحمد مولى نيسي أمام باب منزله في لاهاي الهولندي في نوفمبر/تشرين الثاني 2017"، مشيرا إلى أن "نيسي (52 عاما عند وفاته) مواطن هولندي له أصول إيرانية، وكان شخصية بارزة في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، التي يعتبرها النظام الإيراني منظمة إرهابية".
 
وأشار زاده إلى إعلان السلطات الهولندية هذا الشهر لأول مرة أن لديها "أدلة قوية" على أن الحكومة الإيرانية هي من كلفت بعملية القتل.
 
وتابع: "مقتل نيسي ليس حالة استثنائية، فهناك حادث مقتل المعارض السياسي محمد رضا كلاهي صمدي، الذي وقع في ظروف مشابهة في أمستردام عام 2015؛ بسبب ضلوعه في التفجير الذي وقع في إيران في الثمانينيات".
 
وأوضح أن "هناك سلسلة من حوادث الاغتيال والمؤامرات الإرهابية التي شهدتها أوروبا وأمريكا الشمالية، كان بعضها ناجحا، ربطت خيوطها بطهران خلال السنوات الأخيرة"، حسب زاده.
 
وأكد أن العقوبات المتشددة التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران هي النوع الوحيد من الرسائل السياسية التي يمكن لطهران فهمها، مشيرا إلى أنه رغم الانتقادات الحادة لقطاعات كبيرة من الإعلام الأوروبي ضد طريقة ترامب في التعامل مع طهران، لكن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية لها مزاياها.
 
وقال الباحث الأمريكي إن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أثار انسحاب الولايات المتحدة منه انتقادات، كانت اتفاقية خاطئة في الأساس، موضحا أن "وضع قيود على البرنامج النووي الإيراني كان يجب أن يكون فقط وسيلة لتحقيق الهدف الأكبر المتعلق بتقليص طموح طهران الإقليمي".
 
وأكد أن "تركيز قادة الغرب على الأهداف المحدودة المتعلقة بالتحقق من ترسانة طهران، كبد ثمنا باهظا يتمثل في رفع السيطرة على سياسات طهران الخطيرة الأكثر إلحاحا، لافتا إلى أنه منذ توقيع الاتفاق في 2015 شهد تمويل إيران وتسليحها للمليشيات الإرهابية مثل الحوثيين وحزب الله زيادة ضخمة.
 
وأوضح رفيع زاده أن إطلاق هذه المليشيات الإرهابية للصواريخ بشكل عشوائي على الدول الأخرى جعل إمكانية تحقيق السلام في المنطقة مستبعدة أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن "الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن سمح بتطويل أمد الصراع".
 
وأشار إلى أن الحوثيين مسؤولين بالفعل عن أسوأ الانتهاكات التي وقعت طبقا للأمم المتحدة، من بينها استخدام الأطفال المجندين واغتصاب المدنيين واستخدام الدروع البشرية.
 
وقال إن العقوبات -التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران ودخلت حيز النفاذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- وجهت ضربة لقطاعات رئيسية هناك، من بينها النفط والنقل البحري والأعمال المصرفية، لافتا إلى أنه حتى العلاقات التجارية مع جميع الكيانات المدرجة على القائمة السوداء ممنوعة، وأي شخص يدخل في تجارة مع إيران لم يعد يمكنه التعامل مع واشنطن.
 
وأوضح الباحث السياسي أن هذه الطريقة صارمة لكن في النهاية ستلحق ضررا بالغا بقدرة طهران على متابعة برنامجها الإقليمي.
 
ونظرا للمحاولات الأوروبية المتكررة لإنقاذ طهران بعد العقوبات، رأى رفيع زاده أن الاتهامات التي وجهتها الحكومة الهولندية لطهران يجب أن تكون ناقوس الخطر لواضعي السياسات، مؤكدا أنه لا يمكن لحادثي مقتل نيسي وصمدي أن يترك مجالا للشك حيال طبيعة الدولة التي تواصل أوروبا التسامح معها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق