أسرار «هلاوس» أردوغان وهياجه السياسى ضد مصر

الإثنين، 04 مارس 2019 12:36 م
أسرار «هلاوس» أردوغان وهياجه السياسى ضد مصر
عادل السنهورى يكتب:

نجاح «القمة العربية– الأوروبية» وحضور قادة القارة العجوز إلى شرم الشيخ يصيبان الرئيس التركى بالإحباط والفشل 
 
أصاب الهياج السياسى الرئيس التركى بعدما رأى بعينيه نجاحات الرئيس السيسى على الصعيد الداخلى والإقليمى والدولى، راهن البهلول التركى على عدم انعقاد «القمة العربية– الأوروبية» أو لا يحضرها زعماء أوروبا، فأصيب بالهوس والهذيان عندما حضر كبار القادة فى القارة العجوز الذين لفظوه ورفضوا انضمامه للاتحاد الأوروبى قبل أيام قليلة فقط من انعقاد القمة فى شرم الشيخ.
 
كيف لأوروبا التى انبطح تحت أحذيتها وشب تحت كعوب أقدامها أردوغان وقدم كل التنازلات ونفذ كل المطلوب منه لنيل الرضا والسماح منها لدخول الباب الملكى الأوروبى طوال السنوات الطويلة الماضية، أن تلفظه وترفضه وتستجيب لمصر وتسرع فى تلبية الدعوة لحضور القمة الأولى مع العرب فى شرم الشيخ وبهذا التمثيل السياسى رفيع المستوى ودون تخلف من دولة أوروبية واحدة؟!
 
هذه هى مشكلة اردوغان السياسية المتفاقمة مع أزماته الداخلية والخارجية، فتركيا تعانى اقتصاديا وأمنيا، وتتعرض لاحتقان داخلى بسبب سياسات أردوغان وحزبه التعسفية ضد المعارضة والاعتقالات التى لا تتوقف فى صفوف المعارضة والجيش، علاقاته مع أوروبا متوترة وتورطه فى سوريا وتحالفاته الإقليمية المريبة، زاد على ذلك كله أزمته «النفسية» التى تسببت فيها ثورة 30 يونيو 2013 والتى أطاحت بأحلامه وأوهامه فى زعامة المنطقة وتوليته كخليفة عثمانى جديد فى الشرق الأوسط، ثم الضغط على أوروبا من خلال الأنظمة الإخوانية فى مصر وسوريا وتونس وليبيا وفرض الهيمنة التركية حسب المخطط الذى وضعته السياسة الخارجية التركية، لكن جاءت «30 يونيو» ليتحطم على جدرانها الصلبة الوهم الأردوغانى، ولم يعد له مخرج سوى معاداة مصر وتوفير الملاذ الآمن للتنظيم الإخوانى الإرهابى وقياداته وإعلامه،
 
ثم جاءت القمة الأخيرة الناجحة لتعميق الأزمة والجراح السياسية والنفسية لدى الرئيس التركى أردوغان، وهذه المرة لم يجد أمامه وسيلة سوى « الهلوسة» و«الزعيق» و«الهياج السياسى» ضد مصر وضد أوروبا أيضا بالمرة، للتأثير على القمة ولفت الأنظار إليه دون مقدمات أو دون إشارة أحد من المشاركين إلى تركيا فى القمة، ولم تعره أوروبا- بقادتها الكبار فى القمة- أى اهتمام، واعتبرت مصر- على لسان وزير الخارجية السيد سامح شكرى- أن تصريحات وهلوسة أردوغان تستهدف التأثير على القمة وأن مصر «لن تنزلق إلى هذا المستوى، فهو مستوى أبتعد عن أنى أوصفه»، وقال سامح شكرى: «إن ما نشهده فى اليومين الماضيين بشرم الشيخ رداً كافياً وهو الدافع لما صدر، لأن وجود هذا الجمع فى مصر، ليس سهلاً أن يتكرر فى موقع آخر»، و«أن مصر لا تسعى لإقرار موقعها أو قدرتها أو قدرات شعبها، ولكنها تتحدث عن نفسها، والمؤتمر يتحدث عن ما هى مصر وقيادتها، والاهتمام من قبل الأشقاء والشركاء الأوروبيين أن يحضروا بمستوى عال وهذا رد كاف».
 
نجاح مصر فى القمة وصدور التوصيات بالتوافق فى الرؤى العربية الأوروبية أصاب أردوغان بالإحباط، وبات فى موقف حرج أمام تنظيمه الإرهابى الذى يهمه بتسليم أنصاره إلى مصر، وأمام حزبه يتهمه فى فشله مع أوروبا، فمصر- كما ذكر الموقع الإخبارى الفرنسى «لا دبلوماتيك»- تنمو فى ظل التعددية الدينية والوحدة الوطنية وأن نضال الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل السلام ومكافحة التعصب، أكسبه دعم المصريين، وأن العمل الذى يقوم به باعث للاطمئنان».
 
مع كل فشل له فى الداخل والخارج لا يجد أردوغان سوى التصريحات فارغة المضمون والعنترية ضد مصر ورئيسها فى محاولة يائسة لتصدير مشاكله للخارج– على الطريقة الإسرائيلية- فقبل أيام قليلة فقط من «القمة العربية– الأوروبية» أوصت لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان الأوروبى بتعليق محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى، وصادقت اللجنة على مسودة تقرير التقدم السنوى الخاص بتركيا، المتعلق بمدى تحقيقها المعايير الأوروبية فى مختلف مجالات الحياة، وتضمنت المسودة مقترحا بتعليق الاتحاد الأوروبى وبشكل رسمى محادثات انضمام تركيا للاتحاد.
 
وكان وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو قال فى وقت سابق إنه «تم تسييس مفاوضات العضوية بشكل مبالغ فيه».
 
وذكر جاويش أوغلو فى تصريحات نشرتها صحيفة Ta Nea اليونانية بشهر سبتمبر الماضى أن مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبى تشكل عصب علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبى، 
 
وتعرضت مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبى لحالة جمود فى السنوات الأخيرة بسبب عدم تنفيذ تركيا إصلاحات فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان وتزايد قمع المعارضة وارتفاع أعداد المعتقلين والمفصولين من العمل، كما طرحت عددا من الدول الأوروبية إقامة شراكة استراتيجية مع تركيا بدلا من منحها عضوية كاملة.
 
وكان وزير الخارجية الألمانى سيجمار جبريال قد ذكر فى تصريحات إلى صحيفة بيلد الألمانية العام الماضى أن تركيا لن تتمكن أبدا من نيل عضوية الاتحاد الأوروبى طالما حكمها الرئيس رجب طيب أردوغان.
 
كذلك كان رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورتز الذى تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبى قال إنه يجب إنهاء مفاوضات العضوية مع تركيا فى أقرب وقت دون تماطل و«البحث عن خيارات مختلفة فى علاقاتنا مع تركيا على أساس علاقات الجوار».
 
والشهر الماضى، صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفضها منح تركيا عضوية كاملة فى الاتحاد الأوروبى، بسبب التراجع المشهود فى مجال حرية الرأى والصحافة والعقيدة.
 
الحلم التركى الآخر- بعد الفشل فى الشرق الأوسط ومع النجاحات المصرية- ربما لن يتحقق وهو ما يعنى الكثير لمستقبل أردوغان السياسى ومشروعه.. فكما صرح فى نوفمبر الماضى لصحيفة لوفيجارو الفرنسية «البأن هدف تركيا هو الحصول على عضوية كاملة فى الاتحاد الأوروبى».. ولا يجد أردوغان أمامه سوى الانتظار ليوم 13 مارس الجارى حتى يتم عرض تقرير اللجنة الأوروبية أمام الجمعية العامة للبرلمان الأوروبى، للتصويت عليه وفى الغالب سيصاب أردوغان بالإحباط والهلوسة والهياج السياسى فقط من جديد!

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق