الداعية السلفي سامح عبد الحميد.. فاتح للشهية و«مسلي»

الخميس، 23 مايو 2019 02:59 م
الداعية السلفي سامح عبد الحميد.. فاتح للشهية و«مسلي»
سامح عبد الحميد
طلال رسلان

يتسلل الملل إليه بعد هدوء معركة طاحنة مع أقرانه على الأحق بالولاية في الجماعة السلفية، أفردت لها صحفا ووسائل إعلام عدد لا بأس به من الصفحات بعنوان «خناقة اللحية»، اسمه لم يذكر في وسائل الإعلام منذ نحو أسبوع كامل، لم يجد ما يشير به إلى المتلقفين عبر صفحته الفيسبوكية، ينظر إلى هاتفه الذكي على منضدة بجواره، يحك لحيته ويلتقط الهاتف بيديه ويحرك أنامله إلى قائمة الأكثر تداولا في عملاق البحث جوجل، مقرب منه حفظ رابط هذه القائمة من قبل، تقع عينيه على «عيد ميلاد الزعيم».

تتهلل أسارير الداعية السلفي، في تلك اللحظة التي وجد فيها ضالته، ومن غير اسم الفنان الكبير عادل إمام سيسد به رمق شغفه بمزيد من اللايكات والمتابعات، تمر لحظات حتى يتفتق عقله عن فكرة مفاجئة للحوار الشهير بين (المحامي فتحي نوفل والسلفي علي الزناتي) في «طيور الظلام» أحد أشهر أفلام الزعيم عادل إمام.

 

9d5c6a57-6b0d-4538-b0f1-7e773abcebf8

يبدأ الداعية السلفي سامح عبد الحميد في غزل خيوط معركته القادمة بمنشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، شخصية تشبه وصفة الطبيب عندما يصيب أحدهم بعسر الهضم «فاتح للشهية»، أو وصفة طبيب نفسي لشخص ضربه الاكتئاب «مسلي».

بلغة عربية سليمة تعبر عن الخريج الدرعمي يكتب السلفي سامح عبد الحميد «أطالب بمحاكمه شعبية لـ عادل إمام»، فقد شارك في تشويه السلفيين، وصورهم على أنهم مجموعة إرهابية جاهلين مُخربين، وكان عليه أن يُظهر الصورة الحقيقية لأهل الصلاح ورواد المساجد، بدلا من أن يُنفر الناس منهم، وعادل إمام حصد الملايين مقابل نجوميته، ولم يقدم لفقراء مصر شيئا».

لم يكتف عبد الحميد بهذا القدر لابد من إضافة مزيد من البهارات على منشوره يتذكر قراءة منشور سابق عن أحد مهاجمي عادل إماما فيأخذ منه نسخة ويرفقه بكتابته «مسرحية عادل إمام (مدرسة المشاغبين) تسببت في إفساد أجيال من الطلاب، ونزعت هيبة المعلمين، وجعلت الطلاب يسخرون منهم ويلعبون ويستهترون بهم. يجب محاكمته شعبيا وتاريخيا؛ بسبب إفساده وهدمه للمجتمع المصري والعربي».

 

64fb35b0-facb-41ef-a0c5-77ce2ca0a7db

لم تمر سوى دقائق على منشور «الفاتح لشهية التريقة» حتى تتلقفه المواقع الإلكترونية، اسم الداعية السلفي في العنوان قبل جملة «يطالب بمحاكمة عادل إمام»، ستجذب عدد لا بأس به من الجمهور كفيل بتحقيق تارجيت نسب المشاهدة.

لطالما كانت هذه خلطة «الداعية السلفي المسلي» في معاركه، مع حبكة درامية من الفتاوى الشاذة أمثلة «منع الاختلاط في المدارس والوظائف الحكومية، ولابد من فصل الذكور عن الإناث في جميع مراحل التعليم حتى الجامعة، وكذلك فصل الموظفين على الموظفات في المؤسسات الحكومية، والفصل التام بين الجنسين في المستشفيات والشركات العامة والخاصة ووسائل المواصلات والمولات وغير ذلك»، ولا بأس من إلقاء الضوء على السبوبة الخاصة به بافتتاح «المنطقة الصديقة للنساء والفتيات» بإمبابة، وهي منطقة خاصة بالنساء والفتيات فقط.

معارك الطرد من حزب النور

في أوائل 2017 أصدر حزب النور بيانا رسميًا، أكد فيه فصل العضو سامح عبدالحميد حمودة بشكل نهائى، بعد التحقيق معه، وأخذ رأى الهيئة العليا للحزب، وجاء بيان الحزب الذي يتنصل فيه من فتاوى وآراء سامح عبد الحميد الشاذة التي طالما جلبت لهم المصائب: "بعد الإطلاع على اللائحة الداخلية للحزب، وبعد الاطلاع على مذكرة اللجنة المركزية لشئون العضوية، إضافة إلى التحقيق مع سامح عبد الحميد مليجى حمودة، وبعد أخذ رأى الهيئة العليا للحزب، قررنا الآتى: المادة الأولى فصل الأستاذ سامح عبد الحميد مليجى حمودة من عضوية الحزب اعتباراً من تاريخ القرار.

97a15538-bc1e-45c1-8e58-9a9ad2051bb2

 

شهور كاملة من الشد والجذب داخل أروقة الحزب السلفي بسبب واقعة فصل سامح عبد الحميد، لم يهدأ صداها حتى وقتنا الحالي، حرب بيانات أسقطت اللثام عن كيف تدار الأمور في وكر السلفيين، كان بطلها المثير للجدل دائما شيخ الشو الإعلامي، الذي طالما أفردت له قنوات مساحة في برامجها، حتى يدلو بما لديه من شاذ الفتاوى ليخلق معركة جديدة أخرى تضمن لها البقاء في دائرة الضوء، اليوم خناقة مع الأزهر حول فتوى تعيين امرأة في منصب المحافظ، وغدا خناقة أخرى مع مثقفين عن زواج القاصرات وهكذا يعيش سامح حمودة.

كل ما عليك فعله لمعرفة كم الفتاوى الشاذة التي أطلقها «الشيخ سامح» بحث بسيط على جوجل، ستظهر لك مئات النتائج الصادمة يسبقها لقب الداعية السلفي، ولا بأس من إطلاق عدد من التصريحات هنا وهناك تهاجم جماعة الإخوان في تركيا حتى يكون بمأمن من الهجوم أو الملاحقة، رغم أن الرجل نفسه كان يسبح بحمد قيادات الجماعة وفي كنف نعمة عباءتهم بآلاف التصريحات والفيديوهات التي تملأ الإنترنت منذ أيام المقر العام في المقطم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة