بدعم مصرى.. ليبيا على طريق الديمقراطية

رئيس «الأعلى لقبائل المرابطين والأشراف» الليبية: طرابلس ستتحرر فى غضون أسابيع (حوار)

الجمعة، 21 يونيو 2019 07:00 م
رئيس «الأعلى لقبائل المرابطين والأشراف» الليبية: طرابلس ستتحرر فى غضون أسابيع (حوار)
اجتماع القوي الليبية

 
تطورات متلاحقة يشهدها مسار الملف الليبى خلال الآونة الأخيرة، بدعم مصرى واضح لما لهذه القضية من أهمية خاصة لدى الإدارة المصرية، فهى تمس الأمن القومى للبلاد بشكل مباشر.
 
الليبيون يشيدون باستمرار بالموقف المصرى الواضح تجاه ليبيا، ودعم القاهرة المستمر فى محاربة الإرهاب والتطرف المدعوم من قبل أذرع الشر فى المنطقة «قطر وتركيا» ودعمهما المستمر فى تمويل ودعم العناصر والميليشيات الإرهابية التى تهدد أمن واستقرار الداخل الليبى ولاسيما المنطقة بأكملها.
 
وأكد رئيس مجلس النواب الليبى، عقيلة صالح، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى موقفه واضح منذ بداية الأزمة الليبية، لافتا أن القيادة المصرية تقف فى صف الجيش الوطنى والشرعية بليبيا، كاشفا فى الوقت ذاته أن الرئيس السيسى أكد له خلال لقائهما الأخير بالقاهرة على الدعم المصرى الكامل للجيش الليبى الوطنى، ودور البرلمان الذى يُعد مصدرا رئيسيا للشرعية الفعلية، إلى جانب دعم احترام السيادة الليبية ووحدة أراضيها. 
 
فيما وجه المشاركون أيضا فى مؤتمر القوى الوطنية الليبية التحية والشكر للرئيس السيسى - الذى عُقد فى القاهرة الأسبوع الماضى - لدعمه جهود القوات المسلحة الليبية فى محاربة الإرهاب والتطرف والميليشيات، وجهوده فى النهوض بمصر خلال فترة وجيزة والقضاء على الإرهاب الذى كان يستهدف أمن مصر والمنطقة بأكملها، وأشاروا إلى دور الشعب المصرى فى القضاء على مخططات جماعة الإخوان الإرهابية للإضرار بصالح مصر والمنطقة.
 
وعلى الخطى المصرية، قررت القوى الوطنية الليبية دعم جهود القوات المسلحة الليبية فى محاربة الإرهاب والتطرف فى معركة «تحرير طرابلس»؛ حفاظًا على أمن ليبيا واستقرارها لبناء الدولة المدنية وإعادة بناء المؤسسات الليبية بعد ما شهدته ليبيا من أحداث متصاعدة خلال  السنوات الأخيرة أثرت سلبا على كيان الدولة الليبية وشعبها. ووجهت القوى الوطنية الليبية، فى نهاية مؤتمرهم بالقاهرة الاثنين الماضى تحية إجلال وتقدير لمصر حاضنة العروبة ولشعبها البطل وإلى قيادتها الرشيدة الممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس مصر، ورئيس الاتحاد الأفريقى، على الدعم السياسى الذى قدمته وتقدمه للشعب الليبى فى سبيل إخراج البلاد من أزمتها الراهنة.
 
وأكدت القوى الوطنية الليبية بمكوناتها السياسية والاجتماعية والثقافية، على دعمها لاستقرار ليبيا ووحدة أراضيها، موجهة التحية للقوات المسلحة الليبية لتلبيتها نداء الشعب واستغاثاته المتكررة من ويلات الإرهاب، وتغول الميليشيات التى عبثت بالوطن ودمرت مقدرات شعبه، وانتشرت فى وطن استبيحت أرضه، وتم العبث بمصادر ثرواته، واستثماراته، وأصبح مأوى للمتطرفين، والطامعين، ومكانا للصراع المسلح وتصفية الحسابات، واستحلت دماء شعبه وحرماته، وأسست للتدخل الأجنبى الفج فى الشأن الليبى، كما أعلنت القوى الوطنية الليبية - فى بيانها - الدعم اللامحدود للقوات المسلحة العربية الليبية فى جهودها لمكافحة الإرهاب والمجموعات  المسلحة الإجرامية فى طرابلس.
 
ودعا المشاركون فى المؤتمر، القوات المسلحة الليبية إلى الإسراع فى تحرير العاصمة والقضاء التام على الإجرام والإرهاب الذى جثم على صدور الليبيين طيلة السنوات الماضية، وتمكين المؤسسات المدنية الشرعية من ممارسة عملها فى جو من الأمن والاستقرار، لتحقيق المشروع الوطنى الهادف إلى قيام دولة مدنية ديمقراطية مزدهرة، يشارك فيها الشعب بكامل أطيافه، دون تفرقة أو إقصاء أو تمييز، كما دعا المؤتمر الأهالى فى طرابلس والمدن المجاورة لها إلى ضرورة توعية أبنائهم المغرر بهم والمنخرطين فى التجمعات الميليشياوية، وحثهم لتسليم أسلحتهم، توطئة لمشاركتهم فى إعادة بناء الوطن، بعد استكمال عملية تطهير العاصمة.
 
ووفقا للبيان الختامى، أكد المؤتمر على افتقاد المبعوث الأممى «غسان سلامة» للحيادية كوسيط أممى، إذ أنه بانحيازه الملحوظ لجهات بعينها قد شكّل عقبة فى تحقيق التسوية السياسية للأزمة، مما يستلزم اختيار شخصية حيادية جادة لهذا المنصب، وأبدى المؤتمر شديد استيائه من تحالف التجمعات الميليشياوية مع ما يسمى بـ«رئيس المجلس الرئاسى» فائز السراج، وتحميله مسئولية انهيار الأوضاع فى البلاد، كما أدان المؤتمر الدعم القطرى والتركى للتجمعات الميليشياوية فى العاصمة بالسلاح والأموال، واستجلابهم للمرتزقة والإرهابيين من بؤر التوتر فى سوريا والعراق إلى عاصمة الوطن لمحاربة القوات المسلحة الليبية، ودعا المؤتمر المجتمع الدولى إلى ضرورة تفهم طبيعة الأوضاع فى ليبيا وعدم قبول الشعب الليبى لأى تدخل خارجى لفرض الوصاية عليه وعلى مستقبله السياسى. 
 
وأكد المؤتمر فى بيانه الختامى، ضرورة رفع الحظر عن تزويد القوات المسلحة الليبية بالسلاح، وذلك لتسريع وصولها لأهدافها فى القضاء على الإرهاب والتجمعات الميليشياوية المسلحة، وأن أى حديث عن وقف لإطلاق النار فى ظل استمرار امتلاك السلاح خارج سيطرة الدولة ما هو إلا استمرار للأزمة والوضع البائس الذى يعيشه الشعب منذ سنوات، وأن أى حل لا يمكن قبوله ما لم يشترط سحب السلاح من التجمعات الميليشياوية وتسليمه للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
 
وأعلن المشاركون فى المؤتمر، الرفض التام لما طرحه ما يسمى بـ«رئيس المجلس الرئاسى» فائز السراج «كونه يؤسس لاستمرار حالة اللادولة، وبقاء الوضع كما هو عليه قبل انطلاق عملية طوفان الكرامة، التى باركها كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن، الأمر الذى لا يرقى لطموح الليبيين فى بناء دولة ديمقراطية مستقرة، يسودها الوفاق والتعايش السلمى بين أبناء شعبها».
 
«صوت الأمة» التقت رئيس المجلس الأعلى لقبائل المرابطين والأشراف، اللواء صالح رجب، الذى شارك فى المؤتمر، وأكد على اصطفاف القوى والقبائل الليبية بجانب القوات المسلحة الليبية الوطنية فى مواجهة الإرهاب والتطرف الذى تدعمه قطر وتركيا، إضافة إلى ممارسات جماعة الإخوان التى تهدف إلى إسقاط ليبيا فى إطار حلم السيطرة على المنطقة. 

وإلى نص الحوار..

- تشهد الساحة الليبية تطورات متلاحقة مؤخرا.. فإلى أى مدى وصلت وما هى رؤيتك للمشهد الحالى؟

المشهد الحالى فى صالح القوات المسلحة الوطنية، كونها تدافع عن أمن المواطن من خلال معركة ضارية تجابه فيها الإرهاب والميليشيات الإجرامية التى مارست القتل والسرقة واختطاف النساء وما إلى ذلك من ممارسات وانتهاكات فى حق الليبيين، بالإضافة إلى سيطرتها على أجزاء من العاصمة الليبية تحت فوهات البنادق ما أدى إلى تعطيل الحياة وجعلها لا تطاق بالنسبة للشعب الليبى لما يواجهه من ترويع وتخويف يمنعه من الحياة بشكل طبيعى.

- يتم تداول الحديث مؤخرا عن الدور البارز الذى لعبته القبائل الليبية فى معركة تحرير طرابلس.. فلماذا قررت الانحياز للجيش الوطنى؟

لا نجاة للوطن من شرور الإرهاب ومخاطر الميليشيات إلا بالانضمام للقوات المسلحة ودعمها؛ لهذا فإن القبائل الليبية والتى يتكون منها الجيش الوطنى فى الأساس أخذت المكان الصحيح من التاريخ.. وجدير بالذكر أن القبائل الليبية تجاوزت مرحلة الانقسام ووضحت لها حجم المؤامرة الواقعة ضد ليبيا واستقرارها، وهى على دراية كاملة بأنها تمثل رمانة الميزان فى المعادلة الليبية، بسبب عدم وجود أحزاب فى ليبيا تؤثر فى الحياة السياسية؛ ومن ثم فإن القبائل هى الحاضنة المؤثرة التى تلعب دائما الدور المفصلى وهى أيضا الحاضنة الداعمة للقوات المسلحة.

- كيف قدمت القبائل الليبية الدعم للجيش الوطنى؟ 

من خلال السلاح والمال والرجال والشباب المقاتل الذى قرر مساندة الجيش الوطنى طوال معارك التحرير، كما أن منظمات المجتمع المدنى والمفكرين والنخب الاجتماعية والجامعات تدعم القوات المسلحة وتشكل روافد مهمة فى التوعية بمخاطر الإرهاب.

- هل تم القضاء كليا على مصادر تمويل ودعم الإرهاب فى ليبيا أم ليس بعد؟

لم يتم القضاء على تمويل الميليشيات بعد، لأن قطر وتركيا تخالفان القرارات الأممية بحظر التسليح، وما زالتا ترسلان الأموال والدعم اللوجستى لجماعة الإخوان الإرهابية والميليشيات المسلحة، وهناك غرف عمليات يديرها ضباط أتراك وقطريون، حتى أن الأتراك دعموا الميليشيات بطائرات مسيرة لرصد مواقع الجيش الوطنى وقصفها، مثلما تعمل إيران على دعم الحوثيين بنفس الطائرات، فما يحدث فى ليبيا وغيرها من دول المنطقة هو مؤامرة ضد أمتنا العربية تسفر عن طرد العرب من الشمال الأفريقى وتغيير التركيبة الديمغرافية فى القارة كما تعمل على خلق حروب أهلية بين الأمازيغ والعرق العربى.

- كيف ترى الدور المصرى من الملف الليبى؟

الدور المصرى يستحق الإشادة والتقدير، ولولا قضاء الجيش والأمن المصرى على فلول الإخوان الإرهابية لكانت ليبيا فى خبر كان ولأصبحت فى قبضة الإخوان، إن الدعم المصرى بالفعل أسهم فى نجاح القوات المسلحة الليبية الوطنية وثباتها فى وجه المؤامرة القطرية التركية.

- كيف ترى مستقبل الأوضاع السياسية فى ليبيا خلال الأشهر المقبلة؟

أرى أن طرابلس ستتحرر فى غضون أسابيع من قبضة الإخوان الإرهابية وعناصر تنظيم القاعدة، وأنه سيتم القضاء نهائيا على الإرهاب، ما يؤسس لمرحلة انتخابات وصولا إلى الديمقراطية المنشودة وخيارات الشعب الحر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق