الموت في كوب ماء.. فلاتر المياه المغشوشة مسؤولية من؟

الثلاثاء، 09 يوليو 2019 03:37 م
الموت في كوب ماء.. فلاتر المياه المغشوشة مسؤولية من؟
فلتر مياه
أمل غريب

اشترت «نشوى عادل» 28 عاما، ربة منزل تقطن في العباسية، «فلتر» تنقية مياه من أحد محال بيع الأجهزة الكهربائية في منطقة العتبة، بعد أن نصحتها إحدى صديقاتها بأهميته في تنقيه المياه لطفلها ولزوجها، وكان سعره 40 جنيهًا، فتعجبت من رٌخص ثمنه، لكنها لم تهتم.

في اليوم الثاني من تركيب الفلتر، اكتشفت أن لون المياه يميل إلى الأصفر أكثر من الشفاف، وكانت تزداد سوءً كل يوم، إلى أن استيقظت في يوم على صراخ ابنها الوحيد، بسبب شعوره بالام مبرحة في بطنه، فاصطحبته إلى الطبيب الذي اخبرها أن طفلها مصاب بنزلة معوية حادة، بسبب تلوث ما في الطعام أو الشراب، فتذكرت أنه لم يجد جديد في مسألة الطعام لأنها تعده بنفسها في المنزل ولا تشتري أي طعام جاهز من الخارج، وحينها ربطت بين الفلتر الجديد الذي اشترته، والمياه العكرة التي تخرج منه، وطلبت من زوجها تفكيكه والتحقق منه، إلا أنه وجد «الشمعة الداخلية» للجهاز، لونها أسود قاتم، على الرغم من أنهم لم يستعملوه إلا 5 أيام فقط، فأدركوا أنها رديئة وصٌنعت من مواد بلاستيكية سيئة، جعلها تسود خلال أيام وتخرج المياه عكرة.

نجل «نشوى»، هو واحد من مئات الضحايا الذين يتعرضون يوميًا للإصابة بالأمراض الخطيرة والنزلات المعوية، بسبب فلاتر المياه المغشوشة التي تُصنع من مواد بلاستيكية رديئة وغير صالحة للاستخدام الأدمي، وتباع في الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة بأسعار متدنية.

من ناحيته، أطلق المهندس مصطفى الشيمي، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالقاهرة، تحذيرا شديد اللهجة للمواطنين، من استخدام فلاتر المياه مجهولة المصدر، مشددا على أنه يتم تصنيع شمعات تلك الفلاتر من مواد بلاستيكية رديئة، يحولها في غضون أيام قليلة إلى مزرعة بكتيريا، لافتا إلى أن مياه الشرب العادية يتم تنقيتها بشكل كامل حسب المواصفات العالمية، إلا أنها تحتوي على بعض بقايا العناصر الضارة مثل الحديد والمنجنيز.

فلتر مياه مجهول المصدر
فلتر مياه مجهول المصدر

لم تكن «نشوى» هي الضحية الوحيدة لفلاتر المياه المغشوشة، التي يتم بيعها على الأرصفة أو من خلال قنوات التليفزيون المجهولة، فهناك «نهال» 40 عامًا، موظفة، والتي شخص الأطباء حالتها بأنها مصابة بالتهاب شديد في المرارة، بسبب استخدام أحد الفلاتر مجهولة المصدر.

وتقول «نشوى» اشتريت فلتر مياه بـ 45 جنيهًا، «أون لاين» من خلال أحد صفحات موقع التواصل «فيس بوك» بعد أن اعلنت الصفحة أنه ينقي المياه 3 مرات، رغم أنه ليس به إلا أنبوب واحد فقط بداخله شمعة، وبعد تركيب الفلتر بيوم أو اثنين، بدأت المياه تنزل صفرا، ثم اصبحت سوداء، ولم أكن أعرف السبب إلى أن لاحظ ابني، فقام بتفكيك الفلتر من الداخل، وفوجئ بأن الشمعة لونها أسود وتحتوي على حشرات وأجزاء منها مقطعة، فتوقفت عن استخدامه، إلا أنني في اليوم التالي أصبت بالام شديدة وذهبت للطبيب وطلب مني أشعة فحوصات، وعليها أخبرني بأنني أصبت بالتهاب في المرارة نتيجة التعرض إلى تلوث شديد، فحيت له عن الفلتر، فأكد لي أن المواد البلاستيكية التي تصنع منه غير مطابقة للمواصفات، وربما تكون السبب في إصابتها بتلك الأمراض.

بدوره، أكد الدكتور أحمد دياب، خبير المياه بمركز بحوث الصحراء، أن خطورة الفلاتر تكمن في أهمية تنظيفه باستمرار كل 3 أشهر على الأقل، ونصح بعدم شراءها من خلال إعلانات الشركات التي تقدم المنتج بأرخص ثمن، مشيرا إلى أهمية شراءها من توكيل معتمد يتابع عملية التنظيف والصيانة.

فلتر مياه مغشوش

فلتر مياه مغشوش

في نفس السياق، حذر جهاز حماية المستهلك، المواطنين من التعامل مع بعض فلاتر تنقية المياه المطروحة في الأسواق الشعبية أو على الأرصفة أو من خلال إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي أو قنوات التليفزيون المجهولة، خاصة أن تلك الأنواع لا يعلم أحد مصادر تصنيعها، مما يجعهلها تشكل خطورة على الصحة العامة، بسبب عدم حصول تلك الشركات على تراخيص من الجهات المعنية.

كما أكد الجهاز، رصده لبعض الشركات التي تتصل بالمستهلكين بغرض بيع فلاتر تنقية مياه، والادعاء بأن الفلتر أمريكي الصنع، على خلاف الحقيقة، الأمر الذي يعرض صحة المواطن للخطر، مشيرا إلى أن حملات إدارة التحريات بالجهاز، كانت رصدت في وقت سابق، شركة بأسم «سمارت ووتر» ومقرها في الدقي، إلا أنه تبين ترك الشركة للمقر منذ فترة وانتقلوا لمقر أخر، وبالمتابعة والتحري تم التوصل للعنوان الجديد، وحاول أحد أفراد الحملة شراء  فلتر مياه 5 مراحل، من الشركة المذكورة، تبين أنه مجهول المصدر وليس أمريكي الصنع كما اعت الشركة المعلنة، وتم التحفظ على 2 فلتر مياه، وتحرير محضر بالإجراءات، وتم تسليم المحضر للقسم وقيد برقم 148102014 جنح الدقي.

 السؤال الذي طرح نفسه، أين المسؤولين من تلك المصانع مجهولة المصدر؟

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق