هاتوا الدفاتر تنقرا.. لقد نسي علاء مبارك «ما جرى»

السبت، 27 يوليو 2019 05:09 م
هاتوا الدفاتر تنقرا.. لقد نسي علاء مبارك «ما جرى»
علاء مبارك
مصطفى الجمل

بذاكرة أصغر من ذاكرة السمكة، يحاول الجهبذ علاء مبارك العودة إلى المشهد العام، عبر تغريدات وتصريحات وظهور باهت في بعض المناسبات، نسي علاء مبارك ما جرى للشعب المصري والشباب المصري على يده ويد أبيه ونظامهم الغاشم، الذ سقط بثورة يناير المجيدة، فأزاحتهم من الحكم وأراحت الشعب المصري منهم ومن أذاهم ومن تسلطهم ومن رقابتهم المشددة على كل من تسول له نفسه إبداء رأيه في أي موضوع كان ما كان.

نسي علاء مبارك كل هذا، وراح يطل علينا مرتدياً ثوب الثورية الزائفة، ينتقد وزيرة من هنا ومسئول من هناك، على أمور لا تمثل صفر% مما كان يحدث وقت ولاية أبيه، وكان علاء مبارك لا يعترض ولا يلمح حتى لعدم موافقته على ما كان يجري من فساد وسرقة ونهب وتعذيب وتنكيل، وهتك للأعراض، لازالت أثارها حتى الآن باقية في نفوس الشعب المصري.

نسي علاء مبارك أن في زمن أبيه كان لا يستطيع أحد يخاف على حياته وحياة أسرته أن يأتي بسيرة أبيه أو أمه أو زوجته هو وأخيه أو أي من وزراء حكومات الوالد المتعاقبة، وامتلأت سجون مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، بسجناء الرأي، وكتاب المقالات، حتى الذين كان ينادي منهم فقط بالإصلاح دون التعرض للشخصيات.

علاء مبارك الذي حكم عليه لسنوات بالبقاء خلف الكواليس، لإتاحة الفرصة لأخيه للظهور والحصول على الرصيد كله من التلميع، يحدثنا الآن عن الحرية في التعبير عن الرأي، ظناً منه أن أحداً لن يربط بين تلك التصريحات وإشادة لجان الجماعة الإرهابية بها، نسي علاء بذاكرته الضعيفة أنه ثبت عليه فيما مضى علاقته المشبوهة بالجماعة الإرهابية، خاصة بعد ظهروه أكثر من مرة إلى جانب الداعية الشهير عمرو خالد المقرب من جماعة الإخوان وقتها، وجرى الحديث وقتها عن غضب داخل القصر الرئاسي بسبب التقرب من شخصيات محسوبة على الجماعات الدينية.

تأكدت هذه الأقاويل فيما بعد بإعلان الداعية الإخواني بنفسه العلاقة التي كانت تجمعه مع الابن الأكبر للرئيس الأسبق، عندما قال في أحد اللقاءات الصحفية إن «علاء مبارك كان معجبا بدروسه الدينية وكان يحرص على حضورها، وتم اضطهادي من النظام بسبب هذه العلاقة».

علاقة علاء مبارك السابقة بالإخوان، أكدها هو بنفسه عندما قام بمثل ما قامت به الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم الهارب أيمن نور، واجتزاءهم حديث لوزيرة الهجرة صرحت به في أحد اللقاءات بالجالية المصرية في كندا، بغرض تشويهها والإساءة إليها.

لم يعد علاء مبارك شاباً صغيراً متهوراً،  ينتظر النصيحة منا أو من غيرنا بالعدول عن مساره في اتباع مسار الجماعة الإرهابية، فهو يعلم تمام العالم أن ارتداءه هذه العباءة لن يعود عليه إلا بنفور الشعب بأكمله منه، فلم يعد يجدي مع جمهور عريض من الشعب المصري هذه الإطلالات المعروف ما وراءها من نوايا خبيثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق