غدا بمركز البحوث..

في ظل ازدياد نقص التغذية لـ 821 مليون نسمة.. الزراعة تحتفل بيوم الغذاء العالمي

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 06:00 م
في ظل ازدياد نقص التغذية لـ 821 مليون نسمة.. الزراعة تحتفل بيوم الغذاء العالمي
نقص الغذاء فى العالم
كتب ــ محمد أبو النور

يَحتفل العالم في 16 أكتوبر، مِن كُل عام بِاليوم العالمي للغذاء، وَهو اليَوم الذى أَعلنته منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»، التابعة للأمم المتحدة، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم، على نِطاق واسع، مِن قبل العديد من المنظمات الأخرى، المعنية بالأمن الغذائي، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، ويهدف يوم الغذاء العالمي إلى تعميق الوَعي العام بِمعاناة الجِياع وناقصي الأغذية في العالم، ويدعو إلى تشجيع الناس في مُختلف أنحاء العالم، على اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الجُوع، حيث يحتفل أكثر من 150 بلداً بهذه المُناسبة كُل عام، وفي الولايات المُتحدة الأمريكية، ترعى أكثر من 450 مُنظمة تطوعية قومية، ومن القطاع الخاص يوم الأغذية العالمي، وتعمل الجماعات المحلية بنشاط، في كُل مجتمع من المُجتمعات المَحلية تقريباً، لتحقيق هذا الهدف.

عدد سكان العالم واحتياجاتهم الغذائية

تُلقى الزيادة السكانية للعالم سنوياً، بأعباء وضغوطٍ على صانعى القرار والحكومات والمنظمات الدولية، المعنية بتوفير الغذاء، خاصة بعد أن بلغ عدد سكان المعمورة، حوالى 7.67 مليار نسمة، منذ بداية عام 2019، في الوقت الذى ينتج فيه العالم مليارات الأطنان من الغذاء سنوياً، ومع كل هذه الزيادة المتصاعدة، في إنتاج الغذاء والتوسع الزراعى والتقدم العلمى والصناعى، في توفير الغذاء، إلاّ أن هناك فجوات مابين إنتاج الغذاء وعدد السكان في مناطق عديدة من العالم، علاوة على الحروب والنزاعات المحلية والإقليمية، التي تشتعل من وقتٍ لآخر، فتؤدى إلى وقف إنتاج الغذاء، وتدمير الزراعات، وشل حركة تداول المحاصيل الزراعية، وهو ما يترك أثره السلبى، على سكان المنطقة أو الإقليم، الذى تقع به مثل هذه الأزمات.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»، قد خفّضت في تقرير لها هذا الشهر، عن حالة الأغذية في العالم، توقعاتها الخاصة بالإنتاج العالمي من الحبوب في عام 2019، بمقدار 2.2 مليون طنّ، فظلّ الناتج العالمي من الحبوب، عند حدود 2 مليار و 706  مليون طنّ، وهو رقم لا يزال أعلى من 53 مليون طنّ (2.0%)، المُسجّل في عام 2018، ويرجع الجانب الأكبر من التخفيض، إلى تراجع التوقعات بالنسبة للإنتاج العالمي من الأرزّ والقمح، وهو ما عوّض عن توقعات الإنتاج الأعلى بالنسبة للحبوب الخشنة، وبقي الإنتاج العالمي من القمح عند 766 مليون طنّ، أي بانخفاض قدره مليون طنّ تقريباً عن توقعات الشهر الماضى، وإن كان لا يزال يعدّ مستوى قياسيا عاليا، ويدلّ هذا الانخفاض على خفض توقعات الإنتاج في أستراليا، في ظلّ استمرار الجفاف في المناطق الشرقية، وهذا التراجع يعوّض عن المراجعة إلى أعلى لتوقعات الإنتاج في الاتحاد الأوروبي، حيث تشير البيانات الميدانية الحديثة إلى أنّ الغِلال ستكون أفضل مما كان متوقعا.

 

الأرزّ المطحون

وتبلغ آخر التوقعات بالنسبة للإنتاج العالمي من الأرزّ، بما يعادله من الأرزّ المطحون 513.5 مليون طنّ، أي بانخفاض قدره 3.8 ملايين طنّ، عما تم التنويه عنه في التقرير السابق، وأدنى بنسبة 0.8% من مستوى الإنتاج المرتفع المسجل في عام 2018، وتستحوذ الهند على معظم المراجعة إلى أسفل، من شهر إلى آخر، بعدما أدّت سلسلة من الأحوال المناخية إلى تأخر عملية الزرع، وهو ما دفع إلى توقع أن يقوم المزارعون بزراعة كميات أقلّ ممّا كان متوقعًا. وتراجعت أيضا توقعات الإنتاج في الولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات إلى أنّ الأمطار الغزيرة.

قد تسببت في تخفيضات ملحوظة في المساحات، مقارنة بما كان متوقعا، وبالشكل نفسه، تشير التقارير الصادرة مؤخرا عن الفلبين والصين إلى تراجع المساحات المزروعة في عام 2019، وهو مما أدى إلى انخفاض طفيف في توقعات الإنتاج في هذين البلدين، وفي المقابل تحسّنت توقعات الإنتاج في كولومبيا ومدغشقر، حيث تمّ حصاد المحاصيل، وتشير التقديرات الرسمية، إلى أن الغِلال ستكون أفضل ممّا كان متوقعا، ومن المتوقع أيضا أن يبلغ الإنتاج العالمي، من الحبوب الخشنة مليار و 427 مليون طنّ في عام 2019، أي بزيادة قدرها 2.5 ملايين طنّ عما تم التنويه عنه في شهر سبتمبر الماضي.

وتستند التوقعات الأكثر تفاؤلاً في معظمها إلى تحسن توقعات الإنتاج العالمي من الشعير، في حين أنّ التوقعات الإيجابية بالإجمال للإنتاج العالمي من الذرة، قد تعززت بقدر أكبر بداية مراجعة توقعات الإنتاج في البرازيل، حيث شارف حصاد الموسم الثاني الرئيسي على الانتهاء، وعلاوة على ذلك، تمّ رفع توقعات إنتاج الذرة في الولايات المتحدة، في ظلّ توقع أن تكون المساحات المزروعة أكبر ممّا هو متوقع؛ غير أنّ التخفيض المقابل لتوقعات إنتاج الاتحاد الأوروبي، حال دون إحداث أي تأثير على التوقعات العالمية.

نقص في إمدادات الغذاء

وحسب آخر وأحدث تقارير، عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2019، والصادر عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»، فإنه لايزال عدد الذين يعانون من نقص التغذية في العالم يزداد، منذ عام 2015 ليصل إلى ما يقدر بحوالي 821 مليونا في عام  2018، وعلى مدى العقدين الماضيين، ازداد الطلب العالمي على المواد الغذائية ازديادا مطردا، مع النمو في عدد سكان العالم، وكذلك في سجل المحاصيل، وتحسن المدخلات، وتنويع الأنظمة الغذائية، ونتيجة لذلك، كانت أسعار المواد الغذائية قد واصلت الانخفاض، خلال عام 2000، ولكن ابتداء من عام 2004، بدأت أسعار معظم الحبوب في الارتفاع، وعلى الرغم من وجود زيادة في الإنتاج، إلاّ أن الزيادة في الطلب كانت أكبر، وقد استنزفت المخزونات الغذائية.

وبعد ذلك، في عام 2005، تأثر الإنتاج الغذائي تأثيرا كبيرا بسبب الأعراض الجوية الشديدة في الدول الرئيسية المنتجة للغذاء، وبحلول عام 2006، كان إنتاج الحبوب في العالم، قد انخفض بنسبة 2.1 % وفي عام 2007، أدت الزيادات المتلاحقة، في أسعار النفط إلى زيادة أسعار الأسمدة وغيرها، من تكاليف إنتاجات المواد الغذائية، وبوصول أسعار المواد الغذائية الدولية، إلى مستويات غير مسبوقة، اتجهت البلدان إلى طرق حماية نفسها، من إمكانية النقص في الأغذية وصدمات الأسعار، وفرضت العديد من البلدان، المُصدّرة للمواد الغذائية، قيودا على الصادرات، وبدأ بعض المستوردين الرئيسيين، بشراء الحبوب بأي ثمن، للحفاظ على الإمدادات المحلية.

الاحتفال بيوم الغذاء العالمى

من ناحيتها، تحتفل منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، غداً الأربعاء 16 أكتوبر عام 2019، بيوم الغذاء العالمي، بحضور وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بقاعة المؤتمرات، في المركز الاقليمي للأغذية والاعلاف، بمركز البحوث الزراعية، وسوف تبدأ فعاليات الافتتاح في تمام الساعة التاسعة صباحاً.

السوق العالمى للأرز
السوق العالمى للأرز

 

السوق العالمى للحبوب الخشنة
السوق العالمى للحبوب الخشنة

 

السوق العالمى للقمح
السوق العالمى للقمح

 

السوق العالمية للحبوب
السوق العالمية للحبوب

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق