بروفة كورونا.. حكاية وباء «فاشي» اجتاح غرب إفريقيا وقتل الآلاف

الأربعاء، 01 أبريل 2020 09:00 ص
بروفة كورونا.. حكاية وباء «فاشي» اجتاح غرب إفريقيا وقتل الآلاف
كتب- محمد أبو ليلة

قبل نحو ستة أعوام، وفي مثل هذه الأيام، التي يعيش فيها العالم على واقع مأساة وباء فيروس كورونا المستجد، كان هناك وباء أخر يصول ويجول في بلاد غرب أفريقيا عرف بـ «الإيبولا»، الذي كاد أن ينتشر في باقي دول العالم، وكأن ما حدث كان بروفة لما يحدث الآن في  دول العالم
 
انتشر وباء الإيبولا، في أوائل عام 2014، في بلدان غرب أفريقيا، وتسبب في وفاة الألاف من مواطني هذه الدول، وكاد أن يتفشى هذا الوباء في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية.
 
بداية الوباء

بدأت أول حالات معروفة لمرض حموي، يرافقه الإسهال والقيء والتعب، ونزيف في بعض الأحيان، يوم 9 فبراير. في البداية، كان المرض يقتصر على منطقة غينيا المشجرة والعاصمة كوناكري في 19 مارس عام 2014.
 
WhatsApp Image 2020-03-31 at 9.33.18 PM
 
وأعلن الدكتور ساكوبا كيتا، المسؤول في إدارة الوقاية من الأمراض والاستجابة لحالات الطوارئ في وزارة الصحة، حينها، تفشي مرض إقليمي يسبب حمى نزيفية غير محددة؛ وقال إن «الفاشية المستمرة»- يقصد المرض- منذ فبراير قد أمرضت ما لا يقل عن 35 شخصا وقتلت 23 أخرين.
 
وقتها وقع اشتباه أن المرض هو الإيبولا، قبل أن ترسل عينات إلى السنغال وفرنسا لتحديد ماهية ذلك المرض.

لحظة التفشي 

وفي 25 مارس 2014، أظهرت تقارير لمنظمة الصحة، أن وزارة الصحة في غينيا أعلنت عن تفشي مرض فيروس إيبولا (EVD) في أربع مقاطعات جنوبية شرقية وهي جيوكيدو وماسينته ونزيريكوري وكيسيدوغو مع وجود حالات مشتبه فيها في بلدان ليبيريا وسيراليون. 
 
واعتباراً من 24 مارس تم الابلاغ أن هناك ما مجموعه 86 حالة مشتبه بها، بما في ذلك 59 حالة وفاة في غينيا حيث كانت نسبة الوفاة بين الحالات المصابة: 68.5٪.
 
WhatsApp Image 2020-03-31 at 9.33.27 PM
 
وأوعزت تقرير أولية أن الفيروس هو فرع حيوي جديد من فيروس إيبولا زائير، لكن هذا دحضته الدراسات اللاحقة التي وضعته ضمن الأنساب المعروفة من سلالة زائير.
 
وفي 31 مارس، أرسلت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض فريقاً من خمسة أشخاص لمساعدة وزارة الصحة في غينيا ومنظمة الصحة العالمية في قيادة تحرك دولي لمكافحة تفشي الإيبولا، وبحلول 23 أبريل بلغ إجمالي عدد الحالات المؤكدة والمشتبهة فيها 242 حالة، منها 142حالة وفاة بمعدل اماتة للحالة يصل 59%.
 
إيبولا في غينيا 

وفي 23 مايو تفشى الوباء في العاصمة الغينية كوناكري، وهى مدينة يقطنها نحو مليوني نسمة. وفقا لابراهيما توريه مدير منظمة مشروع غينيا- غير الحكومية، فإن الظروف المعيشية السيئة ونقص المياه والصرف الصحي في معظم أحياء كوناكري تشكل خطورة جدية. تتمثل في أن يتصاعد الوباء إلى أزمة. فالناس لا يفكرون في غسل أيديهم، عندما لا يكون لديهم ما يكفي من الماء للشرب. 

عدد الضحايا 

عبر غينيا، انتشر الفيروس القاتل شديد العدوى بسرعة، إلى ليبيريا وسيراليون المجاورتين، ليعرف بعدها باسم فاشية «فيروس إيبولا في غرب أفريقيا»، الأمر الذي كاد يتسبب بانهيار اقتصادات البلدان الثلاثة، وخلال ذلك العام، توفي حوالي 6000 شخص جراء الفيروس.
 
WhatsApp Image 2020-03-31 at 9.33.27 PM (1)
 
وعاد الوباء ليضرب مجدد في العام 2018، وهذه المرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث فقد أكثر من 2200 شخص حياتهم، من بين حوالي 3300 إصابة تم تأكيدها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق