«القرصنة» تشعل حرب المعدات الطبية حول العالم

السبت، 04 أبريل 2020 03:00 م
«القرصنة» تشعل حرب المعدات الطبية حول العالم
دونالد ترامب- رئيس أمريكا

تركيا تستولي علي شحنة في طريقها إسبانيا.. واتهامات لأمريكا بالاستيلاء على شحنة لبرلين.. والتشيك وفرنسا تصادر لوازم فى طريقها لإيطاليا وإسبانيا

كشفت أزمة تفشي وباء كورونا الأخير الوجه القبيح لعدد كبير من الدول، بعد أن تعمدوا السطو على شحنات اللوازم الطبية لمواجهة الفيروس القاتل، التي تمر من بلادهم في مشهد يعيد زمن القرصنة من جديد.  

أولى الدول التي تم توجيه الاتهام لها كانت تركيا، التي استولت على طائرة محملة بأجهزة تنفس فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، وهو ما أكدته وزارة الخارجية الإسبانية، التي اتهمت السلطات التركية بالاستيلاء على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، تحتوي علي 162 جهاز تنفس لعلاج مرضى فيروس (كورونا المستجد) الخاصة بوحدات العناية المركزة، وفق وسائل إعلام إسبانية.

وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية جونزاليس لايا - حسبما نقلت قناة (العربية) الإخبارية، اليوم /السبت/ - إن الحكومة التركية تحتجز فى أنقرة شحنة من الإمدادات الطبية تم شراؤها من الصين قادمة لإسبانيا منذ السبت الماضى.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية ثاني الدول التي قامت بعمليات القرصنة حسبما نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، حيث قامت بتحويل مسار شحنة من الأقنعة الموجهة للشرطة الألمانية، وشرائها لوازم طبية بأسعار أعلى لقطع الطريق على دول أخرى فى السوق العالمية للحصول على معدات الحماية من فيروسات التاجية، حيث تم تحويل مسار حوالى 200،000 قناع N95 إلى الولايات المتحدة أثناء نقلها بين الطائرات فى تايلاند،

ووصف أندرياس جيزيل، وزير داخلية ولاية برلين هذا التحويل بأنه "عمل من أعمال القرصنة الحديثة" مناشدا الحكومة الألمانية مطالبة واشنطن بالامتثال لقواعد التجارة الدولية، حيث قال جيزل: "هذه ليست طريقة للتعامل مع شركاء عبر الأطلسى". "حتى في أوقات الأزمات العالمية، يجب ألا تكون هناك طرق الغرب المتوحش".

وقالت التقارير الألمانية إن الأقنعة صنعت من قبل منتجًا صينيًا لشركة 3M  الأمريكية، إلا أن الشركة أصدرت بيان نفي قالت فيه: "ليس لدى 3 M أى دليل يشير إلى أنه تم الاستيلاء على منتجات 3 M. لا يوجد لدى 3M  سجل لأية أجهزة تنفس من الصين لشرطة برلين. لا يمكننا التكهن بمصدر هذا التقرير".

واشنطن تزايد على شحنات متجهة لفرنسا

وفضح جان روتنر رئيس منطقة جراند ايست الفرنسية، حيث قال أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بشراء أقنعة على مدرجات المطارات الصينية قبل إقلاع الطائرات لتسليمها كانت فرنسا قد طلبتها من الصين

وأكد روتنر لإذاعة "إر تي إل" أن "الأمريكيين يدفعون نقداً ثلاث أو أربع مرات ثمن الأقنعة الواقية التي طلبناها، مطالبا محاربة الأمريكييم بقوة"، موضحاً أن الطائرات تتوجه لاحقا إلى الولايات المتحدة وليس فرنسا.

من جانيه وصف فاليري بيكريس، رئيسة منطقة إيل دو فرانس، التى تضم باريس، السباق للحصول على الأقنعة بأنه "البحث عن الكنز".

وقال "لقد وجدت مخزونًا من الأقنعة متاحًا والأمريكيين - أنا لا أتحدث عن الحكومة الأمريكية - ولكن الأمريكيين يزايدون علينا". عرضوا السعر ثلاثة أضعاف واقترحوا الدفع مقدمًا. لا أستطيع فعل ذلك. وقالت لبي إف إم تي في إنني أنفق أموال دافعي الضرائب ولا يمكنني الدفع إلا عند التحقق من الجودة ".

اتهامات لفرنسا بمصادرة لوازم لصالح إيطاليا وإسبانيا

رغم توجيهها اتهاما بالقرصنة، فأن فرنسا هي الأخرى مارست القرصنة علي الأقنعة الطبية، عندما قامت بمصادرة ملايين الأقنعة الواقية والقفازات الطبية التي استوردتها إيطاليا وإسبانيا من الصين، حسبما اتهمتها شركة "مولنليك" الطبية السويدية.

وقالت الشركة السويدية فى بيان على موقعها بالإنترنت، إنها "استوردت ملايين الأقنعة الواقية من الصين، وكانت متجهة عبر فرنسا إلى كل من إسبانيا وإيطاليا، إلا أنّ السلطات الفرنسية وضعت يدها عليها بعد قرار منع تصدير المنتجات الطبية".

ووصف المدير التنفيذي للشركة ريتشارد تومي في البيان، تصرف السلطات الفرنسية بأنها غير متوقعة و"مزعج لأبعد الحدود".

وأشارت الشركة إلى أنّها ستستورد الدفعة المقبلة من المعدات الطبية من الصين عبر بلجيكا، وسترسلها فيما بعد إلى إيطاليا وإسبانيا.

أما كندا فقد وجهت تحذيرا لواشنطن من تقييد التجارة الدولية فى السلع والمعدات الطبية وسط تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، فى الوقت الذي يضغط فيه الرئيس دونالد ترامب على الشركات لإعطاء الأولوية للولايات المتحدة.

وأشار رئيس الوزراء الكندى جاستين ترودو إلى أن مثل تلك الخطوة قد تؤدي في النهاية إلى الإضرار بالولايات المتحدة، التي تعتمد أيضًا على استيراد السلع من الخارج.

وأيد ترودو ما قالته شركة ثرى أم، وهي شركة إنتاج تصنع أقنعة طبية " إن 95 الشهيرة"، والتي قالت أن ترامب لن يخلق فقط "آثاراً إنسانيةً كبيرة" في الخارج، ولكن الدول الأخرى سترد على الولايات المتحدة، التى تستورد مواد أخرى مثل أجهزة التنفس الاصطناعي.

التشيك تصادر شحنة مساعدات موجهة لإيطاليا

انضمت التشيك هي الأخرى لقائمة الدول التي قامت بأعمال القرصنة، بعد أن قامت بالاستيلاء علي شحنة مساعدات مرسلة من الصين إلى إيطاليا، حسبما قالت السلطات التى حاولت تدارك الأمر.وأفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن المساعدات التي تم توقيفها هي 100 ألف قناع طبى.

وكان وزير الصحة التشيكي قد أكد مصادرة 680 ألف قناع واق للوجوه وآلاف أجهزة التنفس الصناعى من تجار تلاعبوا بالأسعار، ليتضح فى وقت لاحق أن جزءا من هذه المعدات كانت مساعدات صينية متجهة إلى إيطاليا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق