علماء نفس يكشفون: لماذا يتعمد البعض خرق «حظر التجول»؟

السبت، 11 أبريل 2020 03:51 م
علماء نفس يكشفون: لماذا يتعمد البعض خرق «حظر التجول»؟
حظر التجول
ريهام عاطف

منذ بداية تطبيق حظر التجوال، لم تخل محافظة على مستوي الجمهورية، ممن لا ينصاعون لتلك القرارات، إذ أنه وعلى مدار أكثر من أسبوعين ألقت الأجهزة الأمنية في القليوبية، القبض على 2100 من المتهمين بخرق حظر التجول، بالإضافة إلى فرض غرامات مالية على 267 محلا، خالفوا قرارات غلق المحلات، كما تم ضبط 10 أشخاص بالعريش و47 آخرين في شمال سيناء واتهامهم بخرق الحظر، بالإضافة للقبض على 3 أشخاص آخرين بالزيتون في القاهرة لنفس السبب.
 
وتضمن عقوبة اختراق الحظر، ما بين السجن 3 سنوات والسجن المشدد في حالة الإدانة أو الغرامة المادية التي تصل إلى 4 آلاف جنيه، والتي يتم تحديدها بقرار الحظر كنوع من أنواع التصالح بدلا عن الحبس، ولكن يبقى السؤال لماذا يتعمد البعض خرق حظر التجوال؟ 
 
«مصابون باللامبالاة وعدم إدراك الخطر وحب الظهور علي حساب الآخرين» هكذا وصف الدكتور محسن عبدالله استشاري التحليل والتأهيل النفسي، مخترقوا حظر التجول، مشيرا إلى أن عدم الالتزام من جانب البعض بقرارات فرض الحظر التي وضعتها الدولة كإجراء احترازي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، يعد مؤشرا لعدم إدراكهم لخطورة ما يقومون به من أفعال واستهتارهم، ويكونون في الغالب أشخاص يميلون لحب الظهور حتى ولو على حساب الآخرين.
 
ويضيف: لذلك فلابد من زيادة الوعي بالنسبة لتلك الشريحة من المجتمع مع استغلال الجلوس في البيت بأن يقوم الوالدين أو من يتواجدون معا بالتوجيه والتوعية بضرورة حماية النفس والأسرة وأهمية دوره في المجتمع، فمثلا وجود عدد كبير من الشباب في قهوة ووقت الحظر يقومون بغلق أبوابها عليهم يعد كارثة ويواجهون هم ذلك بمنتهى اللامبالاة والمزاح فهؤلاء وصلوا لمرحلة من عدم الوعي والقدرة على اتخاذ القرار فهم يحاولون السيرعكس التياروإثبات أنهم فوق القانون.
 
ويكمل: «لابد أن نعي جيدا أننا نتعامل مع فئات كثيرة من المجتمع تحمل كل منها خصائص وأفكار وحالات نفسية مختلفة، ويجب مخاطبتهم بالطريقة التي يستوعبونها ونحاول الوصول لهم من خلال كافة وسائل الإعلام، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعد عالم افتراضي يعيشون فيه».
 
 
وتقول الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن من يلجأ لاختراق الحظر غالبا ما يكون شخصية غير منضبطة نفسيا ويعيش حالة من الفراغ الفكري وعدم وجود هدف له في الحياة فهو شخصية مشوشة، وبالتالي يسير بمبدأ خالف تعرف، فيحاول أن يخلق لنفسه دورا لإحساسه بالتهميش.
 
وتضيف: كما أن هناك نوعيه أخرى تعاني من التخلف الثقافي وعدم إدراك ووعي بتبعيات أختراق الحظر وأهمية الجلوس بالمنزل، وللأسف نجد أن معظم تلك الاختراقات للحظر تأتي من الشباب على عكس ما هو متوقع، وذلك لأن الكثير منهم يحملون بداخلهم شخصيات متمردة بطبيعتهم غير قابلة للانصياع والطاعة، وهو ما يرجع لاسلوب التنشئة الخطأ فهو لم يتربى على الطاعة والالتزام واحترام الآخر والقانون.
 
وترى أستاذ علم النفس، أنه لمواجهة ذلك، نحتاج لأجندة إعلامية ثقافية مدروسة تعالج الأزمة من كافة الجوانب، فلابد من توضيح خطر اختراق الحظر، وأن ذلك يعكس أن المخترق شخص غير سليم، وأنه إنسان منبوذ بالمجتمع ولايكون التركيز فقط على النظافة الشخصية وطرق الوقاية من انتشار فيروس كورونا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق