مدينتي.. الفرق بين السخرية البريئة وافيهات الشهرة والشر

الخميس، 07 مايو 2020 08:25 م
مدينتي.. الفرق بين السخرية البريئة وافيهات الشهرة والشر
يوسف أيوب

 
كانت السخرية فى الماضى سلاح أهل مصر لإصلاح الحايل المايل، وتعديل الأوضاع، كان للسخرية هدف ومضمون، أما الأن فلقد أصبحت السخرية مجرد إفيهات وسلاح يستخدم فى الإغتيال المعنوى، تشويه شخصيات عامة، ضرب شركات كبرى لصالح منافسين، وللأسف تهديد حالة السلم العام داخل مجتمع مثل المجتمع المصرى.
 
المصريون ولاد نكتة زى مابنقول دايما، لكن فرق كبير بين نكتة وليدة موقف حقيقي تدافع عن حق وتعالج ظاهرة كارثية، ونكتة يتم إستحلابها من إفيهات مجموعة العابرين على صفحات السوشيال ميديا وتتحول إلى عملية تشويه منظمة وممنهجة لقطاع من المصريين، ولشركة كبرى يعمل بها ألاف المصريين وقدمت على مدار مشوارها مجموعة من المشروعات الهامة فى سياق تطوير السوق العقارى والمشروعات التنموية فى مصر .
 
الكلام هنا يخص ذلك الجدل الدائر حول سكان مدينتى ومجموعة طلعت مصطفى المالكة للمشروع، الإنتقادات التى وجهت لإعلان مشروع مدينتى، ثم تحولت فجأة إلى حملات سخرية طالت المئات من الأسرة المصرية وانقلبت إلى ظاهرة تنمر تغتال هذه الأسر التى تنتمى إلى فئات مختلفة من الشعب المصرى لم ترتكب جريمة، بل كل مافعلته هو البحث عن مجتمع سكنى يحقق لهم الشكل الأمثل لأسلوب الحياة الذى يتطلعون إليه من حيث الأمان والخدمات، فهل تطلع الإنسان لحياة أفضل وخدمات أفضل جريمة، وهل قيام شركة كبرى من شركات البناء والتطوير العقارى فى المنطقة ولديها إستثمارات ضخمة ينتفع منها المصريون جميعا ببناء مشروع سكنى تتفاخر به مصر جريمة؟
 
أليست كل هذه الأصوات الساخرة على السوشيال ميديا أو فى قنوات الإخوان هى نفسها الأصوات التى تعاير مصر بمشروعات الإستثمار العقارى فى الدول الأخرى، أليست تلك الأصوات هى التى تعاير الحكومة المصرية بالغزو التركى لسوق التطوير العقارى وتسويق نفسها فى الخليج العربى؟
 
لا أحد يملك حق مصادرة أراء الناس فى الإعلان، من حق البعض أن يرى فى بعض كلماته سوء تعبير، ومن حق البعض الأخر أن يرى مستوى صناعته أقل من الرسالة التى يريد أن يصل بها إلى الجمهور، ولكن ليس من حق أحد يقدم تفسيرات مكذوبة ومغلوطة لمحتوى الإعلان ويعيد ترويجها فى سياق أنه إعلان طبقى، فمنذ خلق الله الحياة فى مصر والتنوع موجود، وكل منطقة سكنية فى مصر تتميز بشئ دون غيرها ، ولكن تبقى عظمة مصر أن كل منطقة سكنية او تجمع عقارى أبوابها مفتوحة لفئات مختلفة ومستويات دخل مختلفة ، لأن هذه التجمعات العقارية المتطورية تتضمن مساحات مختلفة وأسعار مختلفة ولكن تضمن المساواة فى الخدمات والمميزات التى تقدمها لعملائها .
 
لا يمكن أن أرى مايحدث فى حملات الهجوم على مدينتى وأهلها وسكانها التى ربما يكون منهم الأخ والصديق والقريب وزميل العمل، إلا حملة مسمومة يخوضها البعض دون وعى ويخوضها البعض الأخر بمنهج واضح وهدف واضح هو تقليب الشعب المصرى على بعضه وإعلان نظرة الطبقية التى حمى الله مصر من فتنتها، ومن زاوية أخرى يمكن أن نرى أن هذه الحملة تبدو رغم ظاهرها الساخر محاولة لتشويه الشركات الوطنية المصرية وضربها لصالح شركات أخرى غير مصرية خاصة وأن تاريخ مجموعة طلعت مصطفى واضح وموقفها من دعم الدولة فى مشروعات العاصمة الإدارية وغيرها يؤكد على توجهها الإستثمارى الداعم للإقتصاد الوطنى، لذا ارحموا سكان مدينتى من السائرين بلاهدف فى شوارع السوشيال ميديا، وحافظوا على الشركات المصرية من محاولة تشويه صورتها .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق