الفلاح لماذا يستحق التحية والاحترام؟

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 01:23 ص
الفلاح لماذا يستحق التحية والاحترام؟
أحمد إبراهيم

 
يقول الشاعر جبران خليل جبران " يقوم الوطن على كاهل ثلاثة فلاح يغذيه وجندي يحميه ومعلم يربيه، والفلاح يأتي في مقدمة الثلاثة الذين تقام عليهم الاوطان لأنه ينتج الغذاء الذي بدونه لا تستمر الحياة في الكون.
 
وإذا كان للفلاح أهمية في كل دول العالم فإن له في مصر الاهمية القصوى لأنها بلد زراعي وأكثر من نصف سكانها يعملون في الزراعة ويعيشون بجوارها في الريف والقرى، كما أن الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد الوطني والفلاح هو عصب الزراعة.
 
الفلاح دائماً على قدر المسئولية وفى كل الأحداث التى تشهدها مصر على مدار تاريخها يكون داعماً ومسانداً للدولة ومؤسساتها وقيادتها، لأنه يعشق الاستقرار ويكره الفوضى، ولم يتوقف عن مهمته المقدسة فى إنتاج غذاء الشعب، رغم أن مهنته شاقة وأصبحت غير مربحة والريف الأكثر فقراً، وحتى أثناء وبعد أحداث يناير 2011 معظم فئات المجتمع تظاهرت واعتصمت وأضربت عن العمل، وبعضها أشعل النيران وحرق المؤسسات من أجل مطالب فئوية لا يستحقونها، لكن الفلاح ظل يعمل وينتج ولم يفكر فى استغلال الظروف والمطالبة بما يستحق.
 
ومع بداية أزمة فيروس كورونا كان هناك خوف من نقص السلع الغذائية أو تخزينها وارتفاع أسعارها، وبالتالى حدوث أزمات وفوضى، وفى الوقت الذى تم فيه تخفيض العمالة ومناشدة المواطنين التباعد والجلوس فى المنازل كان المزارعون فى الحقول وميادين العمل والإنتاج، وتحدوا كل الظروف حتى لا تحدث أزمة، وكانت النتيجة أن كل السلع الغذائية متوافرة وبكثرة، وأسعارها فى انخفاض بل وتحقق فائضاً جعل الصادرات الزراعية المصرية تغزو أسواقاً جديدة، ولم تتوقف عن عبور حدود معظم دول العالم. 
 
الفلاح المصرى رغم ضعف استخدامه للتكنولوجيا الحديثة فى الزراعة ما زال يحقق أعلى إنتاجية عالمياً فى كثير من المحاصيل، لذلك استحق احترام جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مجلس الوزراء حيث قدم له التهنئة بمناسبة عيده رقم 68 الذي يواكب قانون الإصلاح الزراعي الصادر في 9 سبتمبر 1952 حتى يصبح الفلاح مالكا بعد أن كان أجيراً.
 
ربما تكون هذه اول مرة يقدم فيها مجلس الوزراء التهنئة للفلاح المصري الذي كان يسقط دائما من ذاكرة الحكومات السابقة، وأتوقع أن الامر لن يتوقف عند حدود التهنئة فالحكومة جادة في دعم الفلاح سواء من خلال تخفيض مستلزمات الإنتاج، وهناك جهود مخلصة تبذل حاليا لإيجاد حلول جذرية لمشاكل الفلاحين الموروثة والمستعصية مثل تسويق انتاجه بأسعار عادلة ومعاش وتأمين صحي ونقابة، كما تسعى الحكومة لأن تعود الفلاحة مربحة لأن هذا الضمان الاكبر للحفاظ على الاراضي الزراعية من التعدي والتآكل، لأنها سوف تصبح مصدر دخل للفلاح وبالتالي يكون أحرص الناس في عدم التفريط فيها سواء بالبناء او البيع فالارض هي العرض والزراعة هي حياة الفلاح.
 
الرئيس السيسي ايضا وجه بوضع تخطيط عمراني للقرى حتى يقضي العشوائية ويسهم في حل مشكلة الاسكان لأبناء الريف بالتوسع الرأسي بدل الافقي.
 
ختاماً الدولة تعلم أن دعم الفلاح هو دعم لغذاء الشعب كله فى جودته وأسعاره، وهو دعم إنتاجى مستحق وليس استهلاكياً، وحينما أتحدث عن الفلاح فإننى أقصد كل المنتجين العاملين فى الحقل الزراعى والثروة الحيوانية والدواجن والأسماك، سواء كانوا صغار المزارعين والمربين أو كبار المستثمرين والمنتجين، كل هؤلاء يعملون فى المهنة الأشرف والأهم والتى بدونها تتوقف الحياة، إنهم يقدمون خدمات جليلة للبلد ويستحقون كل الاحترام والتقدير، وأن نحملهم على الرؤوس والأعناق، وكل عام وجميع فلاحي مصر بخير.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة