«ويل للمدربين» صيحة اللحظة في ثقافة الساحرة المستديرة

الأربعاء، 24 فبراير 2016 08:47 ص
«ويل للمدربين» صيحة اللحظة في ثقافة الساحرة المستديرة
مدربي كرة القدم

"ويل للمدربين" كأنهم تحت المقصلة بين أقلام لاترحم وصيحات جماهير غاضبة في ايام لاتعرف قليلا من الصبر!.. الحقيقة ان الظاهرة عالمية..حراك مستمر وتنقلات وذهاب واياب واقصاء واقالات واحيانا هروب!..ولأن المشهد الكروي المصري جزء من المشهد العالمي للساحرة المستديرة فالظاهرة تتجلى هنا كما هي حاضرة بقوة في الخارج .

وبعض المدربين قد يقدمون خبراتهم وتجاربهم السارة والمؤلمة معا في كتب وسير ذاتية مثل المدرب الانجليزي هاري ريدناب الذي تولى تدريب عدة فرق من بينها بورنموث ووستهام وتوتنهام وأصدر كتابا بعنوان :"مدير دائما..هاري :سيرتي الذاتية" وهو كتاب كاد يتزامن لسوء حظه مع كتاب اصدره اليكس فيرجسون اشهر مدرب في انجلترا واحد اشهر المدربين في التاريخ الكروي العالمي.

ورغم أن كتاب هاري ريدناب طريف لايخلو من دروس مفيدة في عالم المدربين-كما لاحظت مجلة الأهلي في عددها الشهري الأخير- فانه لم يحظ باهتمام من جانب الصحافة البريطانية والغربية عموما يضارع الاهتمام الكبير بكتاب السير اليكس فيرجسون.

فكأن الفارق الكبير بينهما على مستوى المكانة والشهرة كمدربين فرض نفسه على حجم الاهتمام بالكتاب الذي اصدره كل منهما !..فأين هاري ريدناب من اليكس فيرجسون كمدير فني شهد فريق مانشستر يونايتد في ظل قيادته حقبة ذهبية وحافلة بالبطولات على مدى تجاوز الربع قرن ؟!.

فهذا المدرب الاسكتلندي الحاصل على لقب "سير" ترك مانشستر يونايتد وهو الفريق الأفضل والأقوى والأكثر ثراء في الكرة الانجليزية لكن هذا الفريق الكبير لم يعد كما كان في "أيام السير" رغم أن المدير الفني الحالي لويس فان جال من اصحاب الأسماء الكبيرة ايضا في عالم الساحرة المستديرة.

وفي ظل الوضعية الراهنة لفريق مانشستر يونايتد بلغ الأمر حد التساؤل من جانب البعض :"هل يعود السير المتقاعد اليكس فيرجسون الذي يدخل عامه الخامس والسبعين لتدريب المارد الأحمر الانجليزي الذي تركه عام 2013 ام ان ذلك تاريخ مضى ولن يعود بينما يبقى خلفه لويس فان جال تحت المقصلة ضمن محنة طالت مؤخرا العديد من المدربين ؟!!.

واسم لويس فان جال حاضر في قائمة أعظم المدربين في العالم وأصحاب الرؤى والفلسفات في اللعبة الجميلة التي يتصدرها الآن الأسباني لويس انريكي المدير الفني لبرشلونة ومواطنه بيب جوارديولا المدير الفني لبايرن ميونخ وخورخي سامباولي المدير الفني لمنتخب شيلي .

غير أن المشهد الراهن يطرح المزيد من الاسئلة مثل :"هل يتحول لويس فان جال لضحية من ضحايا الدوري الانجليزي الممتاز الذي امسى اشبه "بالنداهة" التي تغوي وتستدرج اشهر المدربين في العالم مثل بيب جوارديولا ؟!.

وإذا كان الدوري الانجليزي يبهر عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان وأنديته هدف مفضل للمستثمرين القادمين من بلاد العم سام والعرب وروسيا فمن الذي يمكنه أن يلوم بيب جوارديولا عندما يفصح عن رغبته في ان يكون حاضرا كمدير فني بهذا الدوري الممتاز والأغنى على مستوى العالم حتى لو ترك فريقا في حجم وقيمة بايرن ميونخ الألماني الذي منحه اعلى راتب يتقاضاه مدرب في العالم؟!.

فالدوري الانجليزي الممتاز او البريمير ليج يقدم أفضل عروض كروية في زمننا هذا ولايتنافس فريقان او حتى اربع او خمس فرق للفوز بصدارته وإنما المنافسة الرهيبة والمثيرة تشمل عددا كبيرا حقا من الفرق بما يختلف مثلا عن الحال في أسبانيا، حيث المنافسة التقليدية للفوز ببطولة الدوري تكاد تنحصر بين برشلونة وريال مدريد أو الدوري الألماني حيث يحتدم الصراع عادة بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند.

لاجدال –كما تقول مجلة الأهلي-إن مؤهلات وقدرات ومواهب المدربين جزء هام وأصيل في سحر الدوري الانجليزي الذي بات يمثل "الترمومتر لحال الساحرة المستديرة في العالم" والدوري هو في أحد جوانبه قصة المدربين وابتساماتهم ودموعهم ومخاوفهم وآمالهم ومبارياتهم الذهنية.

وهو يثير ايضا اسئلة مستمرة حول القادمين والذاهبين مثل بيب جوارديولا الذي يبدو انه وضع عينه على فريق مانشستر سيتى آملا باطلالته الهوليودية وشهرته المدوية في ان يحل محل مانويل بيلجريني المدير الفني لهذا الفريق على ان يذهب الشيلي بيلجريني لتدريب فريق تشيلسي !..ومع ذلك يقال إن جوارديولا يمكن أن يكون المدير الفني الجديد لفريق اليونايتد أو تشيلسي !.

بالطبع بورصة التوقعات والشائعات ايضا تنتعش في تلك الأوقات لكن المؤسف كما يقول السير اليكس فيرجسون إن لتلك الحالة انعكاساتها السلبية على اللاعبين عندما لايهتمون بما يكفي بتوجيهات مدربهم لأنهم عرفوا انه لن يبقى طويلا معهم كمدير فني للفريق..لعلها مقولة تنسحب على أكثر من حالة هنا وهناك مثل حالة لويس فان جال !.

كيف وجد مدرب عظيم مثل لويس فان جال نفسه في مهب الريح وعرضة للاستغناء عن خدماته كمدير فني لفريق مانشستر يونايتد وموضع هجوم من الجماهير الحمراء الغاضبة؟!..هذا مدرب قيل عنه من قبل أنه مثل بيب جوارديولا "مدرب صاحب رؤية وخطة وينبغي على اللاعبين احترام خطته".

هل حدثت مشكلة في تكيف اللاعبين مع أسلوب لويس فان جال الذي يعلي من أهمية الاستحواذ على الكرة ؟!..ولماذا دب الشقاق مبكرا بينه وبين لاعبين كبار كلفوا النادي الانجليزي كثيرا مثل الأرجنتيني انخيل دي ماريا الذي رحل الى فرنسا ليتألق في فريق باريس سان جيرمان ؟!.

يقول الناقد الانجليزي جلين هودل وهو في الأصل لاعب كرة ثم مدرب إن الاستحواذ على الكرة لم يعد يكفي الآن لتحقيق الفوز لأي فريق ويضرب المثل بفريق مانشستر يونايتد الذي يعد من أكثر الفرق استحواذا للكرة لكن هذا الاستحواذ لايعني دوما تسجيل أهداف.

كان الناقد يقصد تفنيد ودحض رأي يؤمن به مدرب كبير في عالم الساحرة المستديرة وهو من المدربين النجوم بمعني الكلمة آلا وهو الهولندي لويس فان جال الذي رأى سواء أثناء توليه مدير الفني لمانشستر يونايتد أو قبل ذلك أن الاستحواذ على الكرة يشكل الغاية والهدف المهم لأن أحدا لايمكنه أن يضع الكرة في شباك الخصم قبل أن يستحوذ عليها!.

الحقيقة أن الكرة الانجليزية تتميز بالايقاع ثم أن الهجمات المرتدة والتمريرات السريعة والمباشرة باتت سمة للكرة اليوم كما يقول الناقد جلين هودل الذي لابد وانه يعلم قيمة وقامة لويس فان جال كمدرب صاحب شخصية قوية وطريقة هجومية وقدرة رائعة على اكتشاف المواهب.

ولايمكن لأحد من العارفين والمتابعين لمجريات المستطيل الأخضر في العالم ان ينسى بصماته على فريق اياكس امستردام الذي فاز تحت قيادته في تسعينيات القرن العشرين بالدوري الهولندي ثلاث مرات وبالكأس مرة وبكأس السوبر ثلاث مرات كما فاز بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري ابطال اوروبا.

هذا هو لويس فان جال صانع النجوم في منتخب هولندا ثم أنه مدرب برشلونة في فترة من أزهى فترات الفريق الكاتالوني الفذ وصاحب لقب "صائد البطولات" ومهندس الثورة الكروية في فريق بايرن ميونخ والذي أضفى الكثير من اللمسات الجمالية على الكرة الألمانية الصارمة حتى توج عام 2010 بجائزة افضل مدرب في المانيا وان بقت مرارة فشله في التأهل بمنتخب هولندا لنهائيات كأس العالم في مونديال 2002.

كل ذلك يعرفه الناقد جلين هودل ومع ذلك لم يتردد في القول بأن فريق مانشستر يونايتد بقيادة لويس فان جال يفتقر بوضوح للغرض من أسلوبه الحالي في الملعب، حيث لايترجم الاستحواذ على الكرة إلى أهداف تهز شباك الخصم كما أنه يعاني من مشاكل واضحة في القدرة على اختراق دفاع الخصم رغم أنه امتلك هذه القدرة من قبل واحيانا بصورة مبهرة كما كان قادرا بصورة مثيرة للاعجاب على تغيير اتجاه اللعب!.

جلين هودل وهو يناطح المدرب العملاق لويس فان خال لم يكن يفعل ذلك لمجرد المناطحة وانما يتحدث من واقع مدرسة الكرة الانجليزية التي تختلف في أفكارها عن المدرسة الهولندية بأعلامها ومنهم لويس فان جال الذي ساقه قدره ليكون المدير الفني لمانشستر يونايتد وهي مدرسة تؤمن بأن الاستحواذ على الكرة يعني الهجوم ..في الكرة الانجليزية كما يقول جلين هودل الوضع يختلف والاستحواذ ليس هدفا في حد ذاته.

وكما توضح مجلة الأهلي في عددها الشهري الأخير فهذه مدرسة مختلفة وهكذا كان الحال في فريق مانشستر يونايتد حتى في ظل قيادة المدير الفني الأسطوري السير اليكس فيرجسون فالمهم عند الانجليز هو الايقاع ودفع الكرة للأمام عند منطقة صندوق الخصم على المستطيل الأخضر.

والحق أن رؤية جلين هودل كلاعب ومدرب سابق وكناقد تضرب في الصميم الفلسفة التي يؤمن بها لويس فان خال وهاهو يواصل الطعن في فلسفة الاستحواذ على الكرة ويعلي من أساليب أخرى مثل الهجمات المرتدة السريعة التي قد تكفل لفريق متواضع الحال مقارنة بفرق ومنتخبات النجوم الفوز ببطولات كبيرة مثلما حدث عندما فاز منتخب الدنمارك ببطولة الأمم الأوروبية عام 1992 اعتمادا على الهجمات المرتدة !.

صحيح ان فريقا ربما هو الأعظم الآن في عالم الساحرة المستديرة اي فريق برشلونة مازال يلعب بطريقة الاستحواذ ولكن الصحيح ايضا كما يقول جلين هودل ان الأعوام الأربعة الأخيرة تشهد نمطا كرويا مضادا "لنمط برشلونة" وهو في حالة مد وتوسع..انه النمط الذي يعتمد على الهجمات المرتدة السريعة.

بالطبع هذا النمط يتطلب السرعة العالية والحسم فيما يرى الناقد جلين هودل أن فريق ليستر سيتي يعبر عن تلك الطريقة في اللعب وخاصة بلاعبيه جيمي فاردي ورياض محرز في مباريات الدوري الانجليزي الذي يوصف بأنه الأفضل والأقوى والأسرع ايقاعا والأكثر اثارة وتشويقا على مستوى العالم.

يبدو جلين هودل منحازا ""للنظرة البراجماتية" فالمهم عنده هو الفوز والكسب بأي طريقة حتى لو كانت لاتعتمد الا على الهجمات المرتدة وفي المقابل فهو ينتقد بشدة مايصفه "بالاستحواذ على الكرة لمجرد الاستحواذ" !.

ومرة أخرى يعود الناقد جلين هودل للتاريخ ويستشهد بحقبة المدرب الأسطوري السير اليكس فيرجسون في فريق الشياطين الحمر أو مانشستر يونايتد ويقول إنه لم يكن هناك ذلك التركيز على الاستحواذ الذي يؤمن به لويس فان جال وانما التركيز كله على الفوز أي تسجيل الأهداف بسرعة الايقاع التي تولد البهجة والمتعة.

ومن يتمعن في رؤية جلين هودل قد يخرج بانطباع فحواه ان الايقاع الذي يتحمس له يتناقض مع الاستحواذ الذي يتحمس له مدرب عظيم مثل الهولندي لويس فان جال ولعل فريق برشلونة بما فعله ويفعله الآن يثبت انه لاتناقض بين الايقاع والاستحواذ.

فهذا الفريق وهو يكتب تاريخا مجيدا للساحرة المستديرة لايغفل الايقاع كما لايقلل من أهمية الاستحواذ على الكرة في الملعب..إنها الكرة الشاملة كما تقدمها برشلونة والتي تتطلب رؤية كلية ورحبة وخيالا خلاقا وقدرات بدنية ومهارات رفيعة المستوى وقد يكون الأمر في احد جوانبه اشبه بمعركة الأسلحة المشتركة !.

وقد يكون من الظلم او عدم الانصاف لمسيرة وتاريخ مدرب مثل لويس فان جال اعتبار انه لايريد من لاعبيه سوى الاستحواذ على الكرة لمجرد لاستحواذ كما يذهب جلين هودل لأن مثل هذا المدرب العظيم يعلم بالضرورة وبالبديهة ان الهدف من الاستحواذ على الكرة تسجيل اهداف في مرمى الخصم !.

لابد وانه يعرف مايقوله جلين هودل من ان المطلوب من لاعبي مانشستر يونايتد اللعب الهجومي بسرعة والتقدم للأمام بحسم بدلا من الاكتفاء بالاستحواذ على الكرة في نصف ملعبهم فليس هذا بالمدرب الذي يسهل وصفه بأنه لايعرف مايريده من لاعبيه او يجهل أهمية سرعة الايقاع على المستطيل الأخضر!!.

ثم إن فريق مانشستر يونايتد لايمكن وصفه حتى الآن في هذا الموسم الكروي الانجليزي بأنه فريق سيىء وان كان من حق جماهيره العريضة وعشاقه أن يتوقعوا ماهو أفضل من وضعه الحالي في البريمير ليج وأن يتصدر الدوري الانجليزي الممتاز والناقد جلين هودل ذاته يعترف بأن هذا الفريق قدم هذا الموسم لقطات مبهرة على المستطيل الأخضر.

وللحقيقة- كما ذهبت مجلة الأهلي- فان متاعب المدربين كثيرة وهاهو الفرنسي ارسين فينجر المدير الفني لفريق الارسنال على مدى نحو 19 عاما والذي يعد أقدم مدرب بالدوري الانجليزي يشكو حتى الآن من الهتافات المعادية له من جانب جماهير المشجعين الانجليز وبعضها شديدة البذاءة غير أنه يحاول جاهدا تجاهل هذا الهجوم والتركيز على عملية إعادة البناء والاحلال والتجديد في فريقه والتي تضمنت الدفع باللاعب المصري محمد النني في خط الوسط بواجبات دفاعية وهجومية معا على امل الفوز ببطولة الدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم ولأول مرة منذ 12 عاما.

وعملية إعادة البناء والاحلال والتجديد في اي فريق تتطلب بعض الوقت وشيء من الصبر على المدربين غير ان هذا المطلب صعب للغاية في حالة الفرق الكبيرة ذات الشعبية الطاغية والشهرة المدوية مثل مانشستر يونايتد والأهلي وتلك مشكلة يواجهها اي مدرب لمثل تلك الفرق الكبيرة.

اذا كان الناقد جلين هودل يسلم بهذه المشكلة والضغوط التي يواجهها لويس فان جال في مهمته بفريق مانشستر يونايتد فهل يمكن القول ان المشكلة ذاتها واجهت جوزيه بيسيرو عندما كان مديرا فنيا للأهلي ؟!.

لويس فان جال تعاقد كمدير فني لمانشستر يونايتد في شهر مايو عام 2014 خلفا لديفيد مويس اما جوزيه بيسيرو فلم يمكث كمدير فني للأهلي سوى نحو 3 أشهر ولأن الأهلي اسم كبير في عالم الساحرة المستديرة وفي عالم الرياضة على وجه العموم فقد كان لابد وان يثير رحيل جوزيه بييسيرو عن موقعه كمدير فني لنادي القرن عاصفة من الجدل وان يصنع العناوين في الصحافة ووسائل الاعلام.

إنه الأهلي الذي قال عنه جوزيه بيسيرو بعد الرحيل :"اعظم نادي في افريقيا وتدريب فريقه كان شرفا كبيرا لي وهو شرف لأي مدير فني لأنه ناد عظيم ومنظومة رائعة".

ومنذ نجاح البرتغالي مانويل جوزيه في مهمته كمدير فني للأهلي راحت اندية مصرية اخرى تقلد القلعة الحمراء وتحاكيها وتتعاقد مع مدربين برتغاليين غير أن هؤلاء المدربين لم يعرفوا الاستقرار خاصة في الموسمين الأخيرين.

لم يمكث جوزيه بيسيرو طويلا في منصب المدير الفني لفريق الأهلي فيما غادر البرتغالي جيسوالدو فيريرا من الزمالك في مستهل الموسم الحالي وجاء بعده البرازيلي ماركوس باكيتا ليرحل بدوره بعد خمس مباريات فحسب !.

ويبدو أن الظاهرة عالمية حقا وتشمل حتى الفرق الأقل شهرة أو المغمورة فهاهو دافيد دون يترك منصبه كمدير فني لفريق اولدهام الانجليزي بعد ثلاثة اشهر فقط من شغل منصبه في هذا الفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى اي خارج البريمير ليج كما رحل معه مساعده دين هولدن بعد 8 مباريات خالية من طعم الفوز.

ولايجوز تناسي ماحدث للبرتغالي جوزيه مورينيو الذي اطيح به قبل ان يكمل نصف الموسم الحالي كمدير فني لفريق تشيلسي بعد أن مني الفريق بتسع هزائم في 16 مباراة مع أنه توج بلقب البطولة في الموسم الماضي فيما يردد البعض في الصحافة البريطانية انه يمكن ان يكون المدير الفني لمانشستر يونايتد في الموسم القادم!.

وإذا كان جوزيه بيسيرو الذي عاد للبرتغال ليتولى تدريب فريق بورتو الشهير وحامل اللقب قد رحل عن فريق الأهلي لعدم قدرته على تحمل الضغوط والانتقادات التي نالته حتى قبل أن يبدأ مسيرته مع المارد الأحمر المصري كما تحدث عن سوء حظ يلازمه بعد ان قاد الأهلي في 12 مباراة فاز الفريق 8 مباريات وتعادل مرتين وخسر في مباراتين فان اريجو ساكي المدرب السابق لمنتخب ايطاليا وفريق ميلان يرى أن الفرق الايطالية ايضا تركز كثيرا على الحصول على نتائج سريعة بدلا من التركيز على تطوير اسلوب للعب الإيجابي وهي نزعة تفضي الى منتج معاكس على المدى الطويل.

ويقول ساكي :"سيكون من الصعوبة بمكان فهم درس الكرة الألمانية في بلادنا حيث نكاد لانهتم إلا بالنتيجة فيما نتجاهل قيمة اللعب البديع والسخي والجماعي والمرح والكرة الجذابة ويكاد كل شيء يتمحور حول شراء لاعبين نجوم والاقتراض".

ويضع اريجو ساكي يده على جانب من ثقافة الانتصار في كرة القدم كما في غيرها من أنشطة الحياة عندما يقول: "من سوء الحظ أنه ليس بمقدورك شراء لعب بطريقة جيدة لكرة القدم وإنما انت تبدعها باديء ذي بدء بالأفكار وبالعمل وبالالتزام ثم بلاعبين مناسبين لمشروع فني احترافي وسيكون خيرا وبركة لو لديهم الموهبة غير ان ذلك يأتي في مرحلة لاحقة".

ولفتت مجلة الأهلي إلى أن العلاقة بين المدرب واللاعب لها صلة بمسألة العلاقة بين الأجيال وهي ظاهرة لها تجلياتها على المستطيل الأخضر وفي عالم الرياضة على وجه العموم وقد تصل لحد الاشكالية كما حدث في مونديال 2010 بجنوب افريقيا وكانت دموع لاعبى منتخب فرنسا تعبيرا عن احزان الهزيمة وطلب الصفح من المدرب ريمون دومينيك بقدر ماتتمنى الساحرة المستديرة ان تساعد هذه الدموع فى تجسير فجوة الأجيال التى فعلت افاعيلها فى ذاك المونديال فاذا بالصراعات تحتدم والمشاجرات تدب بين اللاعبين والمدربين.

ويتحدث الكبار فى عالم كرة القدم بوجد وشجن وحنين عن "الأيام الخوالى" والأساتذة العظام الذين تعلموا منهم الكثير حتى باتوا من مشاهير الساحرة المستديرة دون ان يكون المال جل همهم..ولعل غرف تغيير الملابس للاعبين تحمل الكثير من القصص عن طبيعة العلاقة بين المدربين ولاعبيهم سواء في المونديال او المسابقات والبطولات المحلية.

وهاهو الكاتب الامريكى مايكل ليويس يقول "إن عصبية اللاعبين داخل غرف تغيير الملابس "وحالة النرفزة" التى تسود هذه الغرف فى المباريات الهامة وأجواء التوتر المخيفة وتأنيب المدربين أو ملاحظاتهم السريعة المفعمة بالقلق بين الأشواط كلها عوامل كفيلة بصد أى غريب عن محاولة دخول الغرف التى تشهد أدق اللحظات وأكثرها حرجا فى عالم الرياضة على اختلاف الالعاب.

ومع أن لويس انريكي المدير الفني الحالي لبرشلونة علاقته جيدة للغاية بلاعبيه سواء داخل غرف الملابس او خارجها فهو لايخفي قلقه من عدم وجود بدائل مناسبة لمهاجمي فريقه الكاتالوني اي ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز الذين يشكلون معا الآن اقوى خط هجوم في العالم !.

من هنا يخشى من تعرض أي منهم للاصابة او اي سبب قد يحول دون لعب أي منهم ويسعى لمزيد من التعاقدات مع لاعبين لتعزيز اقوى خط هجوم في العالم!..انها الرؤية الاحترافية والمستقبلية وقدرة المدرب العظيم لأفضل فريق في العالم على المكاشفة وتصور كل الاحتمالات بما فيها الأسوأ في ذروة النصر.

من هنا استحق انريكي جائزة افضل مدرب في العالم لعام 2015 التي توج بها في حفل للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"..انه مدرب يدرك أن "الصراع المستمر حتى اللحظة الأخيرة في المباراة" يشكل جوهر كرة القدم ولعله أكثر انفتاحا وتطورا ومرونة من لويس فان جال ولايكاد يضارعه سوى جوارديولا في التقاط المتغيرات الحادة على المستطيل الأخضر واهمية تنوع الحلول وتغيير الخطط بسرعة تواكب تغير المواقف في الملعب وتحقيق التناغم الأمثل بين المهارات الفردية للاعبين والتكتيكات الجماعية للفريق.

ولئن كان الناقد الانجليزي جلين هودل لم يجانب الصواب هذه المرة عندما قال :"بقى لويس فان جال ام ذهب فان لاعبي مانشستر يونايتد بحاجة لاعادة تجديد أنفسهم بسرعة والتكيف الخلاق مع كل ماهو جديد على المستطيل الأخضر في ظل منافسة رهيبة بين فرق متقاربة المستوى وأن يدركوا ان مانشستر يونايتد هو الباقي" فان هذه المقولة تنطبق على كل الفرق الكبرى التي لطالما صنعت الأمجاد على المستطيل الأخضر وكتبت صفحات مجيدة في ثقافة الساحرة المستديرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق