كاتب بريطاني: سياسة المملكة المتحدة خرجت عن إطارها العتيد

الإثنين، 09 مايو 2016 03:37 ص
كاتب بريطاني: سياسة المملكة المتحدة خرجت عن إطارها العتيد
ديفيد كاميرون

رأى الكاتب البريطاني فيليب ستيفنس، أن "الانتخابات التي شهدتها المملكة المتحدة مؤخرا كشفت عن صورة سياسية متنوعة ومتباينة الألوان ثقافيا وإقليميا".
وأكد ستيفينس - في مقال نشرته "الفاينانشيال تايمز"- أن "لوحة السياسية البريطانية قد تجزأت .. وأن اختيار لندن لصديق خان، كعمدة قد استحوذ على العناوين، وهذا أمر طبيعي .. غير أن الانتخابات المحلية والإقليمية عبر المملكة المتحدة حملت رسالة أعمّ وأشمل، وهي أن السياسة البريطانية قد خرجت عن إطارها العتيد المتمثل في النظام ذي الحزبين .. ومثل معظم الدول الأوروبية، فإن النظم العتيدة باتت تشهد تمردا".
وقال الكاتب الريطاني إن "الأغلبية في برلمان ويستمنستر التي أمّنها المحافظون بقيادة ديفيد كاميرون في الانتخابات العامة السنة الماضية، تركت انطباعات بأن النظام القديم الثنائي الحزب ربما يمكن إنقاذه، لكن هذا كان سرابا؛ ذلك أن بريطانيا الآن تمتلك مزيجا سياسيا متشعب الأطر الثقافية والإقليمية على نحو مغاير للاختلافات الأيديولوجية القديمة المعهودة .. وان الأيام التي كان فيها أحد الحزبين الكبيرين يستطيع تأمين أكثر من نسبة 40 بالمائة من أصوات الناخبين – هذه الأيام قد انقضت".
وأضاف ستيفنس أن "اسكتلندا، التي حال انتعاش حزب المحافظين دون حصول الحزب القومي الاسكتلندي فيها على أغلبية صريحة، باتت الآن تشتغل على نظامها السياسي الإيكولوجي الخاص، وبات برلمان (هوليرود) يقرر معدلات الضرائب إضافة إلى أنه بات يقرر أيضا مستويات الإنفاق".
وتابع قائلا: "ومع استمرار غرق حزب العمال في الفوضى، يبقى المحافظون وحدهم حاملين راية المعارضة الموحدة ضد الحزب القومي الاسكتلندي المناصر لاستقلال اسكتلندا، لكن السياسة الاسكتلندية تبدو منفصلة بشكل متزايد عن ويستمنستر".
وأوضح ستيفنس أن "لندن إذْ اختارت سياسيا مسلما عمدة لها، فإنها أكدت بذلك عُمْق انفصالها عن امتدادها الجنوبي .. ولكن، كم من الوقت تحتاجه لندن لكي تطرح بجدية قضية استقلالها عن البلاد؟" .. مضيفا "هذه التجزئة باتت واضحة في صفوف الأحزاب؛ وأن الاستفتاء على مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قد قسّم المحافظين، فيما ساعدت قيادة المستر كوربين للعمال على نشوء تصدع بين أعضاء الحزب في البرلمان من جانب، ونشطاء القواعد الانتخابية في ذات الحزب من جانب آخر".
ورأى الكاتب البريطاني أنه "إذا ما كان ثمة نسقٌ هنا، فهو أن البراجماتيين المعتدلين من الوسط باتوا يواجهون تحديا من جانب الشعبويين القوميين والنشطاء اليساريين المتشددين".
وقال ستيفنس إن "تصويتا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم 23 يونيو المقبل كفيل بتحويل هذا التجزء إلى تمزق .. كل المؤشرات تقول إن لندن واسكتلندا ستصوتان بفارق لصالح معسكر البقاء في أوروبا .. وفي حال التصويت لصالح الخروج من الاتحاد، فستجد كل من لندن واسكتلندا نفسيهما خارج الاتحاد الأوروبي ولكن بأصوات إنجليزية أخرى غير أصوات الناخبين فيهما".
واختتم الكاتب البريطاني مقاله قائلا " إن لندن قد تجد صعوبة جمة في الانسحاب من انجلترا، لكن الحزب القومي الاسكتلندي سيكون لديه منصة يستطيع من خلالها الانطلاق لتأمين استفتاء آخر على الاستقلال ..وفي هذا الاستفتاء تبدو فرص مناصري الاستقلال أكبر مما كانت عليه في الاستفتاء الأول (الذي أجرى في سبتمبر 2014)".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق