«داعش» واختراق ليبيا

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015 01:27 ص
«داعش» واختراق ليبيا
صورة أرشيفية
سوزان حسني

«داعش» .. سرطان فشلت الدول العربية والعالمية في تحجيم آثارة، لاسيما وأن الأنظار تتجه دومًا إلى سوريا فقط بإعتبارها أهم ما يدور على الساحة العربية، إلا أن هذه الغفلة أوقعت ليبيا في يد من لا يرحم، بينما أنشغلت القوى بالمعارك السياسية على طاولة المفاوضات كانت هناك قوى أخرى منشغلة بمعارك خاصة على الأرض.

بداية «داعش»

قبل إنفصال تنظيم «داعش» الإرهابي عن القاعدة، كان هناك إرتباط واضح بين الشباب الليبي الذي يدعى الجهادية وبين التنظيمات المندرجة تحت أمرة القاعدة منذ عام 2003، خاصة وأن الكثير من الليبين توجهوا إلى العراق ضد الغزو الأمريكي، حيث إنضم العديد من هؤلاء الشباب إلى مجموعات قتالية مختلفة ومن بينها فرع القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، والتي تحولت فيما بعد إلى ما يعرف بتنظيم الدولة في العراق خلال الوقت الراهن.

كما ظهر ارتباط آخر عزز مشاركة الشباب الليبي في تنظيم «داعش» مع إندلاع الأزمة السورية، حيث توجه العديد من الليبيين إلي سوريا للقتال ضد النظام السوري تحت أمرة تنظيمات مختلفة أبرزها «داعش» وجماعات أخرى، وبرزت أسماء العديد من القيادات الليبية في صفوف داعش خلال ذلك الوقت.

ومع بروز اسم تنظيم «داعش» فعليًا في سوريا والعراق العام الماضي عندما توسعت عملياته العسكرية وبدأ في السيطرة على مناطق ومحافظات عديدة بالدولتين السابقتين، تباينت في ذلك الوقت ردود أفعال العناصر المتطرفة في ليبيا تجاه هذا التنظيم فمنهم ظل مرتبطًا بالقاعدة وأعلن عدم مبايعته لخليفة «داعش» أبو بكر البغدادي، خاصة بعد الخلافات التي برزت على السطح بين الظواهري والتنظيم، وتنظيمات أخرى أعلنت ولائها في ديسمبر الماضي لتنظيم «داعش» بعدما نظم مجموعة من المتطرفين في مدينة درنة حدث كبير ليعلنوا فيه مبايعتهم لما يعرف بتنظيم الدولة في العراق.

«مناطق سيطرة»

تتواجد «داعش» في ليبيا بشكل واسع في مدنتي درنة وسرت بشكل خاص، وكان دائمًا ما تعرف مناطق شرق ليبيا خاصة درنه بمعقل العناصر الإرهابية المتطرفة على خلفية ظهورها في تسعينات القرن الماضي، إلا أن حكومة القذافي كانت تتصدى لهم في ذلك الوقت.

أما فيما يخص انتشارها في سرت فقد جاء بعد فراغ كبير شهدته المدينة عقب الثورة الليبية، وهروب العديد من أنصار القذافي التي كانت الحصن الأخير له ولعائلته، حيث سيطر تنظيم «داعش» على مدينة سرت الليبية بشكل كامل في نوفمبر العام الماضي، وأوقف الدراسة في جامعتها بعد سيطرته على كافة المقار الحكومية في المدينة.

«العمليات الإرهابية»

نفذ تنظيم «داعش» في ليبيا العديد من العمليات الإرهابية، كان أبرزها ذبح 21 عاملًا مصريًا في مدينة سرت شهر فبراير الماضي، حيث نشر التنظيم فيديو صادم لذبح العمال المصريين وذلك بعد اختطافهم في وقت سابق.

وبخلاف هذه العملية الإرهابية، ارتكب تنظيم «داعش» في المناطق الغربية القريبة من مدينة سرت والتي يسيطر عليها داعش عمليات أخرى، ففي عام 2014 شهدت بوابات القوات العسكرية في مدينة «ترهونة» هجومًا قتل فيه قرابة 12 جنديًا، وبعد تصاعد العمليات الإرهابية نهاية عام 2014 الماضي ومطلع العام الجاري، شن عناصر التنظيم هجومًا آخر على بوابة عسكرية في مدينة "سوكنة" الواقعة إلي جنوب سرت قتل فيها 11 جنديًا ذبحًا، بعدها هاجمت «داعش» حقل المبروك النفطي الواقع في وسط ليبيا قتل فيه 11 جنديًا من حرس المنشآت النفطية، حيث أعلن التنظيم في مجلة دابق التابعة له مسؤوليته عن هذه التفجيرات.

قوة «داعش»

لم تتوافر معلومات كافية حتى الأن حول قوات «داعش» في ليبيا وعن عناصرها الموجودة في مدينتي درنة وسرت، رغم أن مجلة دابق التابعة لداعش نشرت صورًا تظهر استعراضًا عسكريًا قامت به في درنة، لكن المؤكد حتى الآن أن «داعش» ليس لها قدرة أن تدخل في حرب مثلما يفعل التنظيم في سوريا والعراق، ويعتمد على العمليات النوعية فقط في ليبيا.

«الجماعات المسلحة»

وضع تمدد «داعش» في مدينتي درنة وسرت، مسلحو فجر ليبيا وأنصار الشريعة في موقف صعب، حيث أدى صعود تنظيم «داعش» إلى تنامي خطر الصراع بين قوات فجر ليبيا و«داعش» وأنصار الشريعة، كما شهدت بعض أحياء وضواحي العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات مسلّحة عنيفة بين «داعش» وبين قوات فجر ليبيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق