وعي المصريين يكسر حملات التشكيك.. الانتخابات تمضي بثقة والجماعة الإرهابية تُعيد رواياتها البالية
الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 12:50 م
مع كل محاولة لبث التشكيك في انتخابات مجلس النواب 2025، تظهر في المقابل موجة أعلى من وعي المصريين، لتغلق الطريق أمام أي روايات مضللة أو مقاطع مجتزأة تستهدف ضرب الثقة العامة.
فبينما تحاول جهات مشبوهة إعادة تدوير خطاب قديم يقوم على التشويه والصوت العالي، يتعامل الناخب المصري مع المشهد بثبات أكبر، وإقبال يعكس ثقة في مؤسسات الدولة وفي المسار الانتخابي نفسه.
على مدار الساعات التي تلت التصويت، ضجّت منصات التواصل بعدد من المقاطع والادعاءات التي حاولت التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية، إلا أن المشهد على الأرض كان مختلفًا تمامًا؛ لجان منظمة، متابعة من الأجهزة المختصة، ومواطنون يتعاملون مع الشائعات باعتبارها مجرد ضوضاء بلا جذور حقيقية.
السياسيون العاملون في الساحة وصفوا ما يجري بأنه «حرب نفسية قديمة» تُعيد إنتاجها الجماعة الإرهابية كلما شعرت بأن الاستحقاقات الوطنية تمضي بأمان وثقة. فهذه الجماعة، التي فقدت حضورها الشعبي منذ سنوات، تحاول أن تعوّض عجزها بإطلاق موجات من الشائعات عبر منصاتها الخارجية، أملاً في خلق ارتباك لا وجود له في الشارع.
وبينما كانت بعض الأصوات تحاول استغلال اللحظات الأخيرة قبل الفرز لإثارة البلبلة، جاء سير العملية الانتخابية ليُظهر عكس ذلك تمامًا؛ أجواء هادئة، تنظيم دقيق، وإجراءات واضحة تجعل أي محاولة للتشكيك بلا أرضية تقف عليها. الخبراء السياسيون يرون أن هذه الحملات لا تملك أدوات حقيقية، وأن هدفها الوحيد هو التشويش، خصوصًا بعدما ثبت أن الدولة تمتلك بنية تنظيمية قوية قادرة على إدارة الاستحقاقات الكبرى بثقة وثبات.
ويرى متخصصون في العلوم السياسية أن ما أثار قلق الجماعة الإرهابية هو حجم المشاركة الذي ظهر في عدد من المحافظات، وهو ما دفعها إلى تكثيف محاولاتها لخلق صورة مشوهة عن سير العملية. إلا أن هذا الأسلوب فقد تأثيره، بعدما بات الجمهور أكثر قدرة على قراءة الواقع بعيدًا عن التضليل، خصوصًا مع وجود آليات رسمية مفتوحة لتلقي أي شكاوى أو ملاحظات من المواطنين أو المرشحين.
وتشير تقييمات سياسية إلى أن الجماعة تعتمد في حملاتها على روايات جاهزة تُطلق مع كل استحقاق، بدءًا من الادعاء بوجود خروقات وصولًا إلى اتهام مؤسسات الدولة بعدم القدرة على إدارة المشهد، رغم أن الوقائع على الأرض تُظهر عكس ذلك تمامًا. الأجهزة الأمنية أدارت العملية في بيئة آمنة وهادئة، والهيئة الوطنية للانتخابات قدمت نموذجًا منضبطًا في التنظيم والمتابعة، وهو ما جعل الصورة العامة أكثر وضوحًا وحسمًا أمام المتابعين.
ويذهب آخرون إلى أن ما تبذله الجماعة اليوم ليس إلا محاولة لتعويض غيابها التام في الشارع، بعد أن فقدت ما تبقى من قواعدها الاجتماعية وقدرتها على التأثير. لذا تتعامل مع الانتخابات باعتبارها فرصة لبث الفوضى النفسية، رغم أن التجربة تُظهر أن المصريين أصبحوا أكثر قدرة على كشف هذه الأساليب وإسقاطها قبل أن تبدأ.
وبينما تتوالى المؤشرات على نجاح الجولة الانتخابية، يقدم المشهد رسالة واحدة: الوعي الشعبي ما زال السدّ المنيع الذي يحمي العملية السياسية من محاولات التخريب، وأن الثقة المتراكمة بين المواطن ومؤسسات الدولة باتت قادرة على إفساد أي حملة تشويه مهما ارتفع ضجيجها.