أبو الغيط: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة العالم.. والعرب لن يكونوا خارج المشهد

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 12:24 م
أبو الغيط: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة العالم.. والعرب لن يكونوا خارج المشهد
هانم التمساح

 
شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في قمة «الذكاء الاصطناعي نحو المستقبل»، المنعقدة اليوم في تونس، بمشاركة مسؤولين دوليين رفيعي المستوى من الاتحاد الدولي للاتصالات، اليونسكو، البنك الدولي، ومنظمة «سمارت أفريقيا».
 
وأكد أبو الغيط، في كلمته أن العالم يشهد لحظة انتقال تاريخية من «مجتمع المعلومات» إلى «مجتمع الذكاء»، حيث باتت التقنيات الذكية محركاً رئيسياً لقطاعات الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والصناعة، والتنمية. وشدد على أن المنطقة العربية لن تقبل بدور هامشي في المشهد التكنولوجي العالمي المتسارع.
 
وحذّر الأمين العام من تسارع وتيرة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي بصورة تفوق قدرة المجتمعات على الاستيعاب، مشبهاً المشهد الحالي بـ«سباق تسلّح» بين القوى الكبرى والشركات العملاقة، وأشار إلى مخاطر تحول الذكاء الاصطناعي إلى سلاح مستقل قادر على اتخاذ قرارات القتل دون تدخل بشري، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً للأمن الإنساني العالمي، بالإضافة إلى احتمال نشوء «فقاعة اقتصادية» إذا لم تتحقق العوائد المتوقعة من هذه التكنولوجيا خلال فترة وجيزة.
 
وتساءل أبو الغيط حول غياب الضوابط الدولية التي تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي قائلاً: «من يحدد قواعد تشغيل هذه الأنظمة؟ وكيف نضمن ألا تتحول التقنية إلى أداة لتعميق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة؟»، وأكد ضرورة صياغة منظومة أخلاقية وقانونية عالمية تحمي المجتمعات من التداعيات الاجتماعية، وعلى رأسها فقدان الوظائف وتأثير ذلك على الاستقرار.
 
ورغم محدودية اللاعبين في هذا المجال عالمياً، شدد الأمين العام على أن الدول العربية تمتلك فرصة حقيقية لتأمين موقع متقدم، مستشهداً بالشراكات الضخمة القائمة حالياً، خصوصاً في دول الخليج التي تبني مراكز بيانات وبنى رقمية تُعد من الأكبر في العالم، ودعا إلى إعداد كوادر عربية مدربة وبرامج تعليمية واسعة تواكب متطلبات سوق العمل المستقبلي، حتى لا تتخلف المجتمعات العربية عن ركب الثورة الرقمية.
 
واستعرض أبو الغيط سلسلة من الخطوات التي اتخذتها الجامعة العربية خلال العام الجاري، من بينها:اعتماد الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي ،وإطلاق المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي خلال قمة بغداد التنموية ،وإقرار الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي،والمشاركة الفاعلة في مؤتمر تنمية الاتصالات العالمي بأذربيجان، وأكد أن هذه الخطوات تمثل رؤية عربية موحدة، لضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا في المنطقة.
 
واختتم الأمين العام كلمته بالتأكيد أن «المستقبل يتشكل الآن»، وأن غياب العرب عن مسار التطور التكنولوجي «غير مقبول»، ودعا إلى تعزيز الشراكات العربية – الدولية وبناء بيئة رقمية قادرة على استيعاب ثورة الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن التقنية تحمل آفاقاً تنموية غير مسبوقة إذا أُحسن استثمارها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق