ارتفاع مقلق فى وفيات العلماء الشباب بالصين وسط نقاش حول ضغوط النظام الأكاديمي
الإثنين، 08 ديسمبر 2025 11:22 ص
ظهرت بيانات إلكترونية جُمعت عبر منصة CSND الشهيرة بين المبرمجين حدوث ارتفاع لافت فى وفيات العلماء الشباب فى الصين خلال عام 2025، ووفق الملف الذى جرى نشره على المنصة ثم تبنته صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، تم تسجيل وفاة ما لا يقل عن 76 باحثا دون سن الستين خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، بينما كان العدد 44 فقط طوال العام السابق.
وجاء بين أصغر المتوفين، رعالم المحيطات دونغ سيجيا البالغ من العمر 33 عاما، والأستاذ المساعد فى جامعة نانجينغ، والذى عاد إلى بلاده بعد مسيرة واعدة فى الولايات المتحدة، ورغم ذلك، يشير متخصصون إلى أن هذه القاعدة غير مكتملة وقد تحتوى على أخطاء تصنيفية، كما تفتقر إلى خط أساس واضح للمقارنة، مما يجعلها غير صالحة كإحصاء نهائى، لكنه يكشف فى الوقت نفسه عن نظام مثقل بالضغوط حتى فى مسألة إحصاء الوفيات.
اتجاه مثير للقلق فى الأوساط الأكاديمية الصينية
يأتى الجدل الجديد بعد موجة اهتمام أثارتها وفاة 3 علماء شباب فى سبتمبر 2025 من جامعات مرموقة فى الصين، وقد سلط تحقيق صحفى الضوء على بيئة أكاديمية تتسم بالتنافس الشديد على التثبيت الوظيفى، وتراجع فرص التمويل، وزيادة أعباء العمل على الباحثين فى بدايات مسيرتهم، وذهب أحد الأساتذة الذين استشهدت بهم الصحيفة إلى أن معدل الوفيات المبكرة يبدو أعلى مما هو معتاد فى دول أخرى، رغم صعوبة إجراء مقارنة دولية دقيقة.
وتزامن ذلك مع دراسة نشرها فريق بقيادة عالم الاجتماع كارى وو، فى أبريل 2025، بمجلة تقارير الطب الوقائى، والتى جمعت بيانات مؤكدة لـ 130 حالة انتحار فى المجتمع العلمى الصينى بين عامى 1992 و2024، وأظهرت الدراسة أن الحالات ارتفعت بمرور الوقت وأن معظم الضحايا من الباحثين الأصغر سنا، ما يشير إلى ضغوط منهجية لا يمكن اعتبارها حوادث فردية معزولة، وفقا لـ interesting engineering.
ضغوط هيكلية ترهق العلماء الشباب
تشير الدراسات التى تناولت أساتذة الجامعات والباحثين الصينيين إلى تزايد مستويات الإرهاق والتوتر الناتج عن أعباء التدريس الثقيلة، ومتطلبات النشر المكثفة، والتقييمات البيروقراطية، إلى جانب العقود غير المستقرة، ويربط صحفيون ومحللون هذه الظروف بثقافة عمل واسعة الانتشار فى الصين تقوم على مبدأ الأداء مهما كلف الأمر، حيث تعد الساعات الطويلة والتفانى المفرط ضرورات مهنية لتحقيق التقدم الشخصى وخدمة التنمية الوطنية، وفى مثل هذه البيئة، يشعر العلماء الشباب بأنهم جزء أساسى من جهود الابتكار فى الصين، لكنهم فى الوقت ذاته معرضون للاستغناء إذا عجزوا عن مواكبة الأهداف المتغيرة باستمرار، مما يخلق حلقة ضاغطة تهدد استقرارهم المهنى والنفسى.
ضغوط تتجاوز حدود الصين وتكشف أزمة أكاديمية عالمية
ورغم غياب بيانات وطنية رسمية فى الصين، تشير المقارنات العالمية إلى أن الضغوط المماثلة تتكرر فى دول عديدة، فقد سجلت دراسات فى أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة ارتفاعا فى مستويات الاكتئاب والقلق بين طلاب الدكتوراه والباحثين الناشئين، نتيجة المنافسة الشرسة، ومسارات العمل غير المستقرة، ومقاييس الأداء التى تركز على الإنتاج قبل الرفاهية، ويعنى ذلك أن الوضع فى الصين، رغم كونه محور اهتمام إعلامى واسع، يمثل جزءا من أزمة أوسع فى المنظومة الأكاديمية العالمية، ولتحقيق استدامة الابتكار، تحتاج الصين وغيرها من الدول إلى ضمان ألا يتحول النظام الأكاديمى إلى عبء على من يُفترض بهم قيادة التطور العلمى، وأن توفر بيئات عمل تدعم رفاهية الباحثين وتضمن جذب المواهب والحفاظ عليها على المدى الطويل.