«توسك» يطلب من تركيا مزيدا من الخطوات على صعيد الهجرة

الجمعة، 04 مارس 2016 03:11 م
«توسك» يطلب من تركيا مزيدا من الخطوات على صعيد الهجرة
دونالد توسك

سيطلب رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الجمعة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان القيام بمزيد من الخطوات لإبطاء تدفق المهاجرين الى اوروبا، وذلك قبل ثلاثة ايام من قمة اوروبية بالغة الاهمية حول هذا الموضوع مع تركيا.

من جهته، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في الاليزيه ان باريس وبرلين "تتحركان وفق الذهنية نفسها" في مواجهة ازمة الهجرة التي تثير خلافات داخل الاتحاد الاوروبي.

ويأتي هذا التصريح بعد ان وجه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في منتصف فبراير انتقادات حادة خلال زيارته لالمانيا لسياسة الباب المفتوح التي انتهجتها انغيلا ميركل ازاء المهاجرين.

ويواجه الاوروبيون العاجزون عن الاتفاق على رد منسق، معضلة كبيرة، فيما يتواصل تدفق المهاجرين الذين وصل اكثر من 130 الفا منهم الى اوروبا منذ يناير، كما تقول المفوضية العليا للاجئين، بعد مليون العام الماضي.

وقد قدم اكثر من 1،25 مليون اجنبي معظمهم من السوريين والافغان والعراقيين العام الماضي طلبات لجوء في الاتحاد الاوروبي، فسجلوا بذلك اعلى مستوى ورقما يفوق الضعف بالمقارنة مع 2014 (+123%)، كما اعلن الجمعة المكتب الاوروبي للاحصاءات (اوروستات).

ودعا توسك الخميس في اثينا الى تدابير جديدة للتخفيف من تدفق المهاجرين "الذي ما زال كبيرا جدا". وحاول ايضا ان يقلل من حماسة المهاجرين لاسباب اقتصادية، قائلا لهم "لا تأتوا الى اوروبا. لا تصدقوا المهربين. لا تعرضوا حياتكم واموالكم للخطر. كل ذلك لن يفيدكم بشيء".

وجعل رئيس المجلس الاوروبي مرة جديدة من العودة الى اجراءات فضاء شنغن، اي من دون مراقبة على الحدود الداخلية لوقف وصول المهاجرين، شرطا "مسبقا" من اجل ايجاد حل للازمة.

وكشفت المفوضية الاوروبية الجمعة خارطة طريق تهدف الى اعادة تفعيل اتفاقية شنغن وحرية الحركة بشكل طبيعي بين الدول الموقعة بحلول نهاية 2016، محذرة في الوقت نفسه من ان انهيار هذا النظام سيكلف مليارات اليورو.

وقالت المفوضية في بيان "الهدف هو ازالة اي مراقبة على الحدود الداخلية بحلول ديسمبر حتى نتمكن من العودة الى تفعيل فضاء شنغن بصورة طبيعية بنهاية 2016".

روح التضامن الاوروبي
وفيما تعتبر تركيا على نطاق واسع في اوروبا العامل الاساسي لايجاد حل لأزمة تقسم الاتحاد الاوروبي، استفاد توسك الخميس من لقاء مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، للتذكير بأن تدفق المهاجرين "ما زال كبيرا جدا".

وقال المسؤول الاوروبي ان "تدابير اخرى ضرورية"، مقترحا الاتفاق على "آلية سريعة وواسعة النطاق، لاعادة المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون الى اليونان".

واعلنت تركيا الاربعاء استعدادها لتوقيع اتفاق مع 14 بلدا لاعادة قبول مهاجرين سريين على اراضيها.

وقد وقعت في نوفمبر مع الاتحاد الاوروبي اتفاقا يحتم عليها ابطاء تدفق المهاجرين في مقابل مساعدة تبلغ ثلاثة مليارات يورو وتسريع اجراءات ترشيحها الى الاتحاد الاوروبي.

لكن هذا الاتفاق لم يسفر عن النتائج المرجوة واثار استياء الاوروبيين. وكرر داود اوغلو الذي تستضيف بلاده 2،7 مليون لاجىء سوري، القول الخميس ان بلاده عازمة "على القيام بكل ما هو ضروري" من اجل التصدي للهجرة السرية.

وحكم القضاء التركي الجمعة بالسجن اربعة اعوام على اثنين من المهربين السوريين اللذين حوكما بسبب غرق سفينة لاجئين وتسببت في سبتمبر بوفاة الطفل الكردي ايلان والذي اصبح رمزا عالميا لازمة المهاجرين.

وانتقد توسك الخميس التحركات "من جانب واحد التي يتخذها بعض البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي فرضت حصصا على دخول اراضيها، مؤكدت انها "تسيء الى روح التضامن الاوروبي".

والاغلاق الجزئي للحدود على طريق البلقان الذي يسلكه اللاجئون الراغبون في الوصول الى شمال اوروبا، حمل الاف الاشخاص على البقاء في اليونان، مما يهدد بحصول ازمة انسانية.

تخوف من الوباء
ويقول نائب وزير الدفاع اليوناني ديمتريس فيتساس، ان حوالى 32 الف لاجىء ومهاجر موجودون حاليا على الاراضي اليونانية. وكرر رئيس الوزراء اليوناني اليكيس تسيبراس القول الخميس، ان "اليونان لا يمكنها ان تعالج وحدها" موضوع الهجرة.

ومن اجل مساعدة دوله الاعضاء الموجودة في الخطوط الامامية على طريق المهاجرين، عرض الاتحاد الاوروبي الاربعاء مساعدة انسانية عاجلة قيمتها 700 مليون يورو.

وعلى الحدود بين اليونان ومقدونيا، ما زال الوضع متوترا، اذ تواصل سكوبيي التدقيق في عمليات الدخول الى ايدوميني، وقد سمحت ل500 فقط من المهاجرين السوريين والعراقين بالدخول منذ الثلاثاء.

وقد استيقظ الاف المهاجرين في مخيم ايدوميني صباح الجمعة وسط الاوحال بسبب الامطار التي لم تتوقف طوال الليل.

وقالت السورية تشرينة شريف التي تسافر مع طفليها اللذين يبلغان الخامسة والثالثة من العمر، "انه امر بالغ الصعوبة، لم يتمكن احد من النوم، والاطفال يبكون هذا الصباح".

وكان مئات المهاجرين الذين يحملون حقائب ظهر وخيام ويدفعون عربات اطفال او كراسي متحركة على وشك الانضمام الجمعة الى 12 الف شخص يقيمون في مخيم ايدوميني اصلا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق