إيطاليا تودع تشيزاري مالديني

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 03:09 ص
إيطاليا تودع تشيزاري مالديني
تشيزاري مالديني

وأوضح نادى إي سي ميلان على موقعه حين تدخل إلى قاعة المشاهير في النادي فإن أول ما ستشاهد هو تمثال كبير لتشيزاري مالديني... الشيء المتفق عليه بالنسبة لعشاق الكالتشيو أنك لن تجد شخصا يحظى بالحب في كامل التراب الإيطالي كما كان يحظى به تشيزاري.

عاش تشيزاري المولود عام 1932 معظم حياته كلاعب مع ميلان فقضى 12 عاما بين جدارن الروسونيري (1954- 66) وأصبح رمزا للفريق بعدما كان أول قائد لميلان يحمل كأس دوري أبطال أوروبا عام 1963، ليفتح الطريق أمام ميلان الذي أصبح أكثر فريق إيطالي يحصل على البطولة الأوربية الأهم (7 مرات).. كما حصل على الدوري الإيطالي أربع مرات.

تشيزاري مالديني كان صاحب بصمة لا تنسى في فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم 1982 فكان المساعد الأول للمدرب إنزو برزوت، وهي اول بطولة كأس عالم تلعب ب24 فريقا بدلا من 16 فريقا، ما فرض صعوبات أكثر على الكل، ولا ينسى أحد في إيطاليا أنه كان صاحب فكرة الدفع بماركو تارديلي في المباراة النهائية واستطاع إقناع برزوت بذلك، وبالفعل، لم يخيب تارديلي ظنه فسجل هدفا ضمن 3 أهداف... كما سجل أليساندرو ألتوبيلي هدفا أيضا، وتكفل باولو روسي بالثالث.

مالديني الذي تبكيه كل إيطاليا اليوم كان يتعامل مع الكل ليس كنجم كبير بل كأب حنون، حتى في اختياراته التدريبية، قرر أن يدرب منتخب شباب إيطاليا لعشر سنوات كاملة، منذ عام 86 حتى 96، كان يعتبر الكل في إيطاليا كابنه باولو، الذي أصبح أفضل مدافع في تاريخ كرة القدم .

تشيزاري ساهم في تقديم نجوم لإيطاليا كان لهم الدور في الحصول على كأس العالم، ففي منتخب الشباب كان يؤمن بقدرات باولو مالديني، وفرانشيسكو توتي، وجانلويجي بوفون، ونيستا، وآخرين.

قاد مالديني (أبناءه) للفوز ببطولة أوروبا 3 مرات متتالية، كإنجاز إيطالي لم يتحقق قبلها أو بعدها (1992-1994-1996)، كما قاد ميلان للفوز ببطولة كأس الكؤوس الأوربية 1972 وكأس إيطاليا 1973.

كان تشيزاري مالديني (مساعد المدرب) سببا رئيسيا بفوز إيطاليا بكأس العالم 82 بعد غياب ل50 عاما كاملة، وهو كذلك القائد الأول لميلان الذي يحصل على كأس دوري أبطال أوروبا.. ولا ننسى إعداده جيلا شابا مهد للمنتخب الأول الحصول على كأس العالم 2006.

بعدما خسرت إيطاليا كأس العالم أمام البرازيل 1994، وفشلت في التعويض بأمم أوروبا 1996، لم يجرؤ أي مدرب إيطالي على تولي المسؤولية.لكن تشيزاري كان شجاعا فقاد الآزوري وأهل المنتخب إلى كأس العالم 1998 في فرنسا لكنه خسر لسوء الحظ وضربة ترجيحية أبت إلا أن تصطدم بالعارضة أمام البلد المضيف، فانتهى حلم إيطاليا وتشيزاري مالديني وابتعد عن المنتخب.

قرر العجوز تشيزاري مالديني البعد عن هموم التدريب في نهاية المطاف، واتجه إلى تحليل المباريات في القنوات التليفزيونية، لتبدأ علاقة خاصة بين المتابع العربي للكالتشيو وبين الراحل المبتسم.

الكل في العالم العربي بكاه، ربما حزنا بنفس الدرجة الكئيبة التي عليها إيطاليا اليوم، تشيزاري المتواضع الذي فتح للمشاهد العربي الكثير من الخفايا في الكالتشيو، رأينا نعيه لدى كل المهتمين بكرة القدم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة