دي ميستورا يؤكد في دمشق اهمية جولة المفاوضات السورية
الثلاثاء، 12 أبريل 2016 06:34 ص
اعتبر الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الاثنين في دمشق ان جولة مفاوضات جنيف المرتقبة بعد يومين ستكون "بالغة الاهمية"، لان التركيز خلالها سيكون على عملية الانتقال السياسي، محذرا من هشاشة الهدنة اثر اشتعال العديد من الجبهات في سوريا.
وقال دي ميستورا بعد لقائه الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريح للصحافيين "ان الجولة المقبلة من محادثات جنيف ستكون بالغة الأهمية لأننا سنركز فيها بشكل خاص على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور".
واضاف "نأمل ونخطط لجعلها بناءة وواقعية".
وتأتي زيارة دي ميستورا الى دمشق قبل استئناف مفاوضات السلام بين ممثلين للحكومة والمعارضة في جولة جديدة تنطلق الاربعاء في جنيف، وبعد اسبوعين على انتهاء الجولة الاخيرة من دون تحقيق اي تقدم حقيقي باتجاه التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي تسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص منذ العام 2011.
ولا يزال مستقبل الرئيس بشار الاسد نقطة الخلاف الرئيسية، اذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق ان مستقبله ليس موضع نقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط.
واكد المعلم من جهته الاثنين "الموقف السوري بشأن الحل السياسي للازمة والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية ودون شروط مسبقة" وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وشدد على "جاهزية الوفد السوري للمحادثات اعتبارا من 15ابريل الجاري بسبب الانتخابات البرلمانية المرتقبة" الاربعاء.
وتجري دمشق الاربعاء انتخابات تشريعية هي الثانية منذ بدء النزاع، يتنافس فيها اكثر من 11 الف مرشح، بينهم خمسة من اعضاء الوفد الحكومي المفاوض، في وقت دعت المعارضة السورية الى مقاطعتها واصفة اياها بانها "غير شرعية".
هدنة هشة
وتزامنت زيارة دي ميستورا الى دمشق، مع تصعيد عسكري من المجموعات الجهادية في محافظات عدة، في تصعيد للعنف من شأنه ان يهدد وقف الاعمال القتالية المعمول به منذ نهاية فبراير.
وقال دي ميستورا انه بحث مع المعلم "أهمية حماية واستمرار ودعم وقف الأعمال القتالية الذي كما تعرفون لا يزال هشا لكنه قائم" مضيفا "نحن بحاجة للتأكد من استمرار تطبيقه على رغم بعض الخروقات".
ودخل اتفاق وقف الاعمال القتالية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة في 27 شباط/فبراير بموجب اتفاق روسي اميركي مدعوم من الامم المتحدة. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على اكثر من نصف الاراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات قوات النظام وروسيا او التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ميدانيا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "شنت جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها "ثلاث هجمات متزامنة على مناطق عدة في محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) حيث تخوض اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام". وتمكنت هذه الفصائل، بحسب المرصد، من السيطرة على تلة كانت تحت سيطرة قوات النظام في محافظة اللاذقية الساحلية.
واكد مصدر عسكري سوري لفرانس برس ان "الجماعات المسلحة تحاول شن هجوم ضد مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وحماة، لكنها لم تنجح في احراز اي تقدم".
وبحسب عبد الرحمن، "ياتي هذا الهجوم بعد اسابيع على تهديد جبهة النصرة ببدء عملية عسكرية واسعة في سوريا"، في اشارة الى ما اعلنه احد قياديي الجبهة غداة اعلان موسكو قرارها "سحب القسم الاكبر من القوات الجوية الروسية" من سوريا.
وعلى رغم ان جبهة النصرة مستثناة من وقف الاعمال القتالية، الا ان انخراط مقاتليها في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة موافقة مبدئيا على الهدنة، ومشاركة هذه الفصائل في المعارك وتوسعها، عناصر من شأنها ان تهدد الهدنة.
ويرى عبد الرحمن ان "لا مصلحة لجبهة النصرة او تنظيم الدولة الاسلامية في استمرار الهدنة او التوصل الى حل سلمي للنزاع السوري، لانه لن يكون لهما اي دور في حال انتهاء الحرب".
بحسب المرصد السوري، تسببت الاشتباكات المستمرة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها جبهة النصرة في ريف اللاذقية الشمالي بمقتل عشرة عناصر من قوات النظام على الاقل الاثنين.
وفي ريف دمشق، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "تنظيم الدولة الاسلامية تمكن الاثنين من اسقاط طائرة حربية تابعة لقوات النظام في محيط مطار الضمير العسكري بعد استهدافها بصاروخ مضاد للطيران".
واوضح بان "الطيار تمكن من الهبوط بمظلة والوصول الى نقطة تحت سيطرة قوات النظام".
وشن التنظيم قبل اسبوع هجوما على مدينة الضمير الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومترا شرق دمشق، وتمكن من التقدم فيما فشلت محاولاته للسيطرة على المطار العسكري القريب منها.
وتنطلق طائرات حربية من مطار الضمير لتنفيذ غارات تستهدف تحركات الجهاديين ومواقعهم في المنطقة في محاول لمنع تقدمهم، بحسب المرصد.
قصف تركي
على جبهة اخرى اعلن عبد الرحمن لفرانس برس مساء الاثنين ان " قوات النظام ارسلت تعزيزات عسكرية الى ارياف حلب الجنوبي والشرقي والشمالي تزامنا مع تعزيز جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها مواقعها".
وفي موسكو اعلن الجنرال سيرغي رودسكوي من قيادة اركان الجيش الروسي في تصريح صحافي الاثنين "نعلم بان هجوما واسعا يعد لقطع الطريق التي تربط بين حلب ودمشق" موضحا ان جبهة النصرة تهاجم دائما المناطق الواقعة جنوب وشمال حلب.
واضاف "في حال لم نوقف تحركات الارهابيين فان شمال سوريا قد يصبح محاصرا مرة اخرى" مضيفا "ان كل تحركات الجيش السوري والطيران الروسي تهدف الى احباط مخططات جبهة النصرة".
واكد من جهة ثانية انه "من غير المقرر شن اي هجوم على حلب".
ويتعارض كلام الضابط الروسي مع كلام لرئيس الحكومة السورية وائل الحلقي الاحد في موسكو قال فيه "نعد مع شركائنا الروس لعملية تحرير حلب".
وفي محافظة حلب ايضا، تمكن تنظيم الدولة الاسلامية صباح الاثنين، بحسب المرصد، "من استعادة السيطرة على بلدة الراعي قرب الحدود السورية - التركية بشكل كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة التي سيطرت على البلدة الخميس".
وتشكل البلدة وفق المرصد، "ابرز نقاط عبور الجهاديين الى تركيا".
ونقلت وسائل اعلام تركية الاثنين بعد سيطرة التنظيم على البلدة، ان المدفعية التركية قصفت مواقع للتنظيم الجهادي في سوريا، في منطقة قريبة من حدودها.
وقال عبد الرحمن "يظهر عدم تمكن الفصائل من الاحتفاظ بسيطرتها على الراعي انه من الصعب احراز اي تقدم على حساب تنظيم الدولة الاسلامية من دون غطاء جوي مساند".
ولا تحظى الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام السوري والتي تخوض في مناطق عدة معارك ايضا ضد الجهاديين باي دعم جوي.
وحققت قوات النظام في الاسابيع الاخيرة، تقدما على حساب تنظيم الدولة الاسلامية بدعم جوي روسي كثيف في مناطق عدة ابرزها خلال الفترة الاخيرة في محافظة حمص في وسط البلاد.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة خصوصا من مقاتلين اكراد حققت تقدما مماثلا في شمال وشمال غرب سوريا بدعم من غارات التحالف الدولي بقيادة اميركية.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" من جهة أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري واحياء عدة في المدينة وفق المرصد.