المفوض العام للأونروا: اللاجئون الفلسطينيون تأثروا كثيرا بتعدد الأزمات

الأربعاء، 13 أبريل 2016 01:01 ص
المفوض العام للأونروا: اللاجئون الفلسطينيون تأثروا كثيرا بتعدد الأزمات
بيير كراهنبوهل

قال بيير كراهنبوهل المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" إن زيارته الحالية لمصر تأتي في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها مع الدول الاعضاء الداعمة لعمل وكالة الانروا وعلى رأسها مصر التي طالما التزمت تاريخيا بدعم اللاجئين الفلسطينيين، كما ان عضو باللجنة الاستشارية.

وأضاف كراهنبوهل، انه التقى امس بوزير الخارجية سامح شكري، كما أجرى اليوم مباحثات بمقر جامعة الدول العربية مع ممثلي الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين وخاصة مصر والاردن ولبنان، بشأن التحديات التي تواجهها الاونروا والصعوبات المالية التي تقابلها.

وتابع ، انه بحث ايضا خلال الزيارة الوضع الخاص باللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا، واطلاع الوزراء والمسئولين على تطورات الاوضاع على الارض وعمل الاونروا لدعم اللاجئين الفلسطينيين لمواجهة التحديات التي يلقونها في مختلف قطاعات عمل الوكالة.

وحول أهم التحديات التي تواجه وكالة الاونروا في عملها، قال بيير كراهنبوهل أن تاريخ اللاجئين الفلسطينيين بدأ بالنكبة ثم حرب عام ١٩٦٧ والحروب الأهلية في لبنان والانتفاضة، غير ان مجتمع اللاجئين الفلسطينيين يواجه اليوم ازمة وجود بعد نحو ٥٠ عاما متواصلة من الاحتلال، فضلا عن ان الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون منذ عقد من الزمان تحت حصار قاسي من جانب اسرائيل، ويضاف الى ذلك الصراع المأسوي في سوريا والذي أدى الى فقدان اللاجئين الفلسطينيين هناك لمنازلهم ووظائفهم وأصبح ٦٠٪‏ من اللاجئين الذين يعيشون في سوريا من النازحين.

وأضاف أن غياب آفاق التسوية السياسية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي يزيد من تفاقم الاوضاع التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون.
وأشار إلى أن الاونروا تسعى إلى ضمان إستمرارية الإهتمام بوضع اللاجئين الفلسطينيين لانه في عالم اليوم هناك الكثير من الناس يهتمون اكثر باللاجئين السوريين وبالوضع في اليمن وليبيا والعراق، ومن الأهمية بمكان بالنسبة لنا ألا ينسي العالم وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين يصل عددهم الي ٥ ملايين شخص اليوم، يعيشون في منطقة الشرق الاوسط التي تعيش العديد من الاضطرابات.
وأوضح أن هناك اللاجئين الذين غادروا اراضيهم بعد حربي ١٩٤٨ و١٩٦٧ واقاموا في غزة والضفة الغربية والاردن وسوريا ولبنان، وكذلك ابناؤهم، حيث يوجد ٢ر١ مليون لاجئ فلسطيني في غزة و١٠٠ الف لاجئ في الضفة الغربية ومليوني لاجئ فلسطيني في الاردن و٥٦٠ الفا في سوريا قبل الازمة و٣٠٠ الف لاجئ في لبنان، لافتا الي ان اجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين يماثل تعدد سكان دولة مثل النرويج على سبيل المثال.

وشدد المفوض العام للأونروا على أهمية ضمان إستمرارية الخدمات التي تقدمها الاونروا للاجئين الفلسطينيين حيث توفر الوكالة الخدمات التعليمية لنحو نصف مليون تلميذ من الفلسطينيين في ٧٠٠ مدرسة في سوريا ولبنان والاردن والضفة الغربية وغزة، بالاضافة الى تقديم الرعاية الصحية من ١٣١ عيادة طبية، فضلا عن اعمال الاغاثة العاجلة واعادة بناء قطاع غزة، وبالتالي نحتاج الى موارد كثيرة. وصحيح ان الاونروا دائما ما تعاني تاريخيا من صعوبات مالية، وبالتالي فإننا نبذل جهودا دائمة للحصول على الدعم المالي اللازم.

وأشار بيير كراهنبوهل الى ان القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين تأثروا بإندلاع العديد من الازمات في المنطقة، حيث أصبح هناك اهتمام أكبر وله اسبابه بالنازحين السوريين وهو الامر الذي يركز عليه المجتمع الدولي على الصعيد الانساني والسياسي ايضا، وبالتالي فقد قل الاهتمام باللاجئين الفلسطينيين. كما ان الاونرا ستدخل الشهر القادم عامها ال٦٦ ويدخل الفلسطينيون عامهم ال٦٨ كلاجئين.

وأعرب بيير كراهنبوهل عن اسفه من ان بعض الاطراف لم يعد لديها الطاقة للتفكير في اللاجئين الفلسطينيين نظرا لتطورات ما حدث في العالم منذ بداية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فقد تحول الانتباه الي العديد من الازمات الاخرى في العالم ، ولذلك تسعى وكالة الانروا دائما للتذكير باهمية عدم تجاهل مصير اللاجئين الفلسطينيين، محذرا من ان عدم استقرار هؤلاء اللاجئين يسهم في زعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط.

كما أبدى عدم تفاؤله إزاء غياب آفاق تسوية سياسية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، مشيرا الى ان وكالة الاونروا ستواصل العمل ودعم اللاجئين الفلسطينيين حتى التوصل الى حل سياسي ، مشيرا إلى انه يتعين على الاونروا تغيير استراتيجيات عملها لانه لا يقتصر على تقديم المساعدات الغذائية والطبية اليومية رغم اهمية ذلك، ولكن يتعين ايضا الاستثمار في البشر وخاصة الشباب من خلال تقديم الخدمات المدرسية لـ٥٠٠ ألف طفل كل عام حتى يكون لدى الشباب الفلسطيني بعض الامل في المستقبل، كما تعمل الاونروا على الاسهام في خلق فرص عمل للاجئين الفلسطينيين ،مشددا على انه بدون حل سياسي سيكون هناك اجيال واجيال من اللاجئين الذين يتعين احترام حقوقهم.

وأضاف المفوض العام للأونروا ، انه يستمع دائما لدى اللاجئين الفلسطينيين من مخاوف أن تختفي الاونروا يوما ما أو الا يعود هناك اموال او اهتمام بهم، غير اننا نلقى دعما سياسيا كبيرا بما في ذلك من جانب مصر للتفويض الذي نعمل بمقتضاه، وكذلك الدعم المالي الهائل حيث انفقت الاونروا العام الماضي ٣ر١ مليار دولار لدعم هؤلاء اللاجئين البالغ عددهم ٥ ملايين شخص، وحتى لو كانت هذه المبالغ غير كافية الا انها ليست بالقليلة ايضا، فالمانحون والدول الاعضاء يدعمون الاونروا بشكل كبير وأثق في الاونروا لن تتخلى عن مسئوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار بيير كراهنبوهل الى أن مصر رغم ما مرت به من صعوبات خلال الفترة الماضية، فتحت ابوابها لعدد من الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في سوريا وقد عملنا مع الهلال الاحمر المصري وغيره من الجمعيات من اجل المساعدة في هذا الصدد واستطعنا ايجاد حلول جيدة، كما اننا نتعاون بشكل ممتاز مع وزارة الخارجية المصرية بشأن هذه القضايا.

وشدد على ان اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية واللاجئين لم يفتر، غير ان حجم التحديات في منطقة الشرق الاوسط اصبح هائلا، وبالنسبة للاونرا فإن التعاون مع مصر له أهميته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق