«داعش» يواجه هجومين واسعين في سوريا والعراق.. روسيا تعرض التنسيق على واشنطن لشن هجوم مشترك.. مقتل 22 عنصراً من التنظيم المتطرف.. ومفلحي: يطُالب بخروج آمن للعائلات المحاصرة وسط الاشتباكات
الثلاثاء، 24 مايو 2016 06:13 م
يواجه تنظيم الدولة الاسلامية هجومين واسعين ضد اثنين من أهم معاقله في العراق وسوريا، الاول يقوده الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، والثاني اطلقه تحالف كردي عربي في الرقة السورية، وذلك بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
والهجومان هما الاهم في سوريا والعراق منذ اعلان التنظيم المتطرف «الخلافة الاسلامية» في صيف العام 2014.
وفي سوريا، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، اطلاق عملية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من شمال محافظة الرقة، معقله في سوريا.
واكد المتحدث باسم الجيش الاميركي الكولونيل «ستيف وارن» من مقره في بغداد هذه المعلومات. وقال: «إن قوات سوريا الديموقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطا على الرقة»، مؤكداً ان الجيش الاميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.
وكتبت قوات سوريا الديموقراطية على موقع التواصل الإجتماعى «تويتر» نقلا عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات «نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سوريا الديموقراطية» وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتمهيدا لتقدم قوات سوريا الديموقراطية، بدأت منذ صباح أمس الثلاثاء، طائرات التحالف بقصف مواقع الجهاديين في ريف الرقة الشمالي كما في مدينة الرقة واطرافها الشمالية، بحسب ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
واسفرت الغارات، وفق عبد الرحمن، عن مقتل «22 عنصرا من التنظيم المتطرف على الاقل».
ويأتي الهجوم بعد ثلاثة ايام على زيارة قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال «جوي فوتيل» الى شمال سوريا للتحضير للهجوم على الرقة.
نهاية الاسطورة
وترى واشنطن ان قوات سوريا الديموقراطية هي الطرف الاكثر فعالية لقتال تنظيم الدولة الاسلامية، خاصة انها نجحت بطرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا منذ تأسيسها في اكتوبر الماضي.
كما ان قوات سوريا الديموقراطية تضم في صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية، التي كانت خاضت معارك شرسة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وطردته من مدن استراتيجية عدة بينها كوباني (شمال حلب) وتل ابيض وعين عيسى (شمال الرقة).
ولم تحدد قوات سوريا الديموقراطية ان كان الهدف النهائي من استعادة ريف الرقة الشمالي هو السيطرة على مدينة الرقة نفسها.
وعرضت روسيا بدورها التنسيق مع واشنطن في هجوم الرقة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «اقول بكل ثقة اننا مستعدون لمثل هذا التنسيق».
وكانت واشنطن رفضت سابقاً اقتراح روسيا بشن غارات مشتركة في سوريا.
واكد لافروف «بالطبع الرقة هي واحدة من اهداف التحالف ضد الارهاب، تماما مثل مدينة الموصل العراقية»، وتعد السيطرة على الرقة الى جانب الفلوجة والموصل في العراق الهدف الاكبر للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال الخبير في الجغرافيا السورية والباحث الزائر في معهد واشنطن فابريس بالانش: «من الواضح انه في حال ارادت الولايات المتحدة القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، فعليها مهاجمته من جبهات عدة في الوقت ذاته»، مضيفاً «ان قطع طريق الرقة - الموصل ليس صعبا اليوم، وذلك سينهي اسطورة الدولة الاسلامية العابرة للحدود».
اعداد الجهاديين تتراجع
وفي العراق، شددت القوات العراقية الطوق على مدينة الفلوجة في محافظة الانبار وضيقت الخناق على تنظيم الدولة الاسلامية المتحصن داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم الجهاديون من الخروج.
ويقدر مجلس اللاجئين النروجي اعداد السكان العالقين بالفلوجة بنحو 50 الفا.
خروج آمن للعائلات
وقال المدير الاقليمي للمنظمة في العراق نصر مفلحي في بيان ان «العائلات التي عانت نقصا في الغذاء والدواء طوال الاشهر الماضية، اصبحت الان وسط الاشتباكات ومن المهم للغاية ان تمنح طرقا امنة للخروج لكي نتمكن من مساعدتها».
وافاد احد سكان الفلوجة خلال اتصال مع فرانس برس ان «داعش لا يزال يفرض حظرا للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج لكنه سمح للبعض بالوقوف امام ابواب منازلهم».
تقلص رجال التنظيم
واضاف الرجل الذي قدم نفسه باسم ابو محمد الدليمي ان «اعداد عناصر التنظيم في المدينة بدات تتقلص. لا نرى الا مجموعات من شخصين او ثلاثة في الشوارع، لا نعلم اين ذهب الاخرون».
وبدأت القوات العراقية الاثنين الماضي، هجوما واسع النطاق لاستعادة مدينة الفلوجة. واعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مساء الاثنين انطلاق «عملية تحرير الفلوجة» مضيفا «اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عاليا فوق اراضي الفلوجة».
ثلاثة محاور
وحققت القوات العراقية تقدما باتجاه المدينة، اذ قال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية لفرانس برس ان «القوات الاتحادية تقدمت باتجاه الفلوجة من الجهة الشرقية من ثلاثة محاور».
كما اعلنت قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل غالبيتها شيعية تدعمها ايران وتشارك القوات العراقية في العملية، انها تمكنت من السيطرة على مناطق في الاطراف الجنوبية للفلوجة.
وفي حال تمكنت القوات العراقية من استعادة الفلوجة، فلن يبقى سوى ثلاث بلدات اقل اهمية هي القائم وراوه وعانه لطرد الجهاديين من محافظة الانبار الحدودية مع سوريا بالكامل.
وقال الخبير في شؤون الجهاديين هشام الهاشمي «الفلوجة مهمة بالنسبة لهم، واذا خسروها لن يبقى من البؤر الصعبة الا الموصل والرقة».