11 عاما على «الأربعاء الأسود».. تشابهات بين أزمة «صاحبة الجلالة» وذكرى الاستفتاء على المادة 76.. تحرش بـ«الصحفيات» واعتداء البلطجية على المتظاهرين بمباركات أمنية.. وغياب الإجراءات القانونية الأبرز

الأربعاء، 25 مايو 2016 02:46 م
11 عاما على «الأربعاء الأسود».. تشابهات بين أزمة «صاحبة الجلالة» وذكرى الاستفتاء على المادة 76.. تحرش بـ«الصحفيات» واعتداء البلطجية على المتظاهرين بمباركات أمنية.. وغياب الإجراءات القانونية الأبرز
الأربعاء الاسود

11 عاما مرت من عمر واقعة تمزقت فيها أقل مفاهيم الشرف والإنسانية، وتعرت فيها منظومة تزاحم فيها الفساد، وتفشى حتى تملك منها، وكأنه قسم ومنهاج أقسموا أن يسيروا عليه، لتحل اليوم الذكرى المشئومة المعروفة بـ«الأربعاء الأسود».

رواية الحادثة
«كانت أيديهم تعبث بصدري، ويتحرشون بكل المناطق الحساسة من جسدي، مزقوا ملابسي واعتدوا عليَّ بأيديهم.. وقعت بوجهي على الأرض، وفوجئت بعدد كبير من هؤلاء البلطجية فوقي، يتحرشون بي مرةً ثانية ويعبثون بكل مناطقي الحساسة.. بدأت في الصراخ طالبةً النجدة وظللت أصرخ إلى أن فقدت الوعي»، فهي الرواية الشهيرة التي سردتها الصحفية الراحلة نوال علي، التي رحلت أسر اصابتها بمضر السرطان، وعلى الرغم من انه مشهد صارخ بالانتهاكات والتعدي على حرمة وحرية المواطن، إلا أنه لن يشهد أي رد فعل قانوني تجاه المتورطين في الحادثة، وعلى غرار الواقعة سميت بالأربعاء الأسود نسبة إلى يوم وقوعها.

تعديلات المادة 76
وتتوافق ذكرى الاعتداء الدامي، مع ذكرى الاستفتاء الذي طرحه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في مايو 2005، على تعديل المادة 76 الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، بالتزامن مع طرحه تعالت الأصوات المعرضة له والتي كان على رأسها حركة «كفاية»، وهي الحركة التي احتلت مشهد المعارضة في عهد الرئيس المخلوع.

القوى السياسة تحتج
واعتبرت التعديلات التي طرأت على المادة جينها، أنها أفرغتها من مضمونها، وبالتزامن مع الدعوة للاستفتاء، أعلنت قوى سياسية احتجاجها وتنظيمها عدد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، أمام نقابتي الصحفيين والمحامين، وجزء منهم أمامم وأمام ضريح سعد زغلول بالتوازي مع الاستفتاء.

فصلها من عملها
وفي مشهد أشد قسوة، صدر قرار فصل في حق الصحفية الراحلة، بعد أسبوعين من الأعتداء عليها، وتوجيه اتهامات عبر شاشات الفضائيات، بأنها هي من قامت بتمزيق ملابسها، بينما تعاطف معها البعض الأخر.

ودافعت نوال عن نفسها، بعد سيل الاتهامات التي وجهت لها، مؤكدة على أنها كانت في طريقها لنقابة الصحفيين، لحضور دورة لغة إنجليزية، تزامن ميعادها مع تجمع عدد من المعرضين للتعديلات التي طرحها المخلوع، قائلة في تصريحات صحفية لها: «لم يكونوا يحاولون أن يضربوني، ولكنهم كانوا يعتدون عليَّ جنسيًّا، وكانوا يمزقون ملابسي بكل وضوح، وانتهى بي الأمر وأنا عارية تقريبًا، سحلونى وألقوا بي على الرصيف أمام جميع الضباط.. كان منهم إسماعيل الشاعر رئيس مباحث القاهرة آنذاك.. وكل من كانوا واقفين هناك».

حفظ التحقيقات
وتقدم عدد من الصحفيات والناشطات من ضحايا ما سمي وقتها «بالأربعاء الأسود» ببلاغ للنائب العام للتحقيق فيما تعرضن له، إلا أن النائب العام أصدر قراره بحفظ التحقيقات في الواقعة بدعوى عدم الاستدلال على الجناة.

حقوق الانسان

تقدم بعض الناشطين بإفادات إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الأفريقي، وعلى خلفيتها تقدمت 24 منظمة من منظمات المجتمع المدني المصرية، بالدعوي التي حملت رقم 323 لسنة 2006، والمقدمة نيابة عن 4 من الصحفيات والناشطات اللاتي تعرضن للاعتداء.

وفي 2013 أصدرت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان، قرارها بإدانة الحكومة المصرية في قضية الإعتداء على صحفيات وناشطات الأربعاء الأسود، والتي من بينهن نوال علي، وتطالبها بإعادة فتح التحقيقات في وقائع الحادث ومحاكمة المتهمين.

ولكن لم تشهد نوال لحظات الدفاع عنها، بعد موجة الاتهامات والانتهاكات التي تعرضت لها، وغيبها الموت في عام 2009، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

محاكاه لازمة نقابة الصحفيين
وتتزامن ذكرى الاربعاء الأسود، مع الأزمات التي تعانيها الصحافة المصرية، من انتهاكات لحقوق الصحفي وتعد على أصحاب القلم، بعد اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين، والقبض على الزميلين محمود السقا وعمرو بدر، وافساح المجال للبلطجية امام النقابة بالتعدي على الصحفيين بالسباب والضرب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق