الأنبا مكاريوس يرفض جلسات الصلح العرفية في «حادث المنيا».. يطالب أجهزة الدولة بمحاسبة المتورطين في الحادث.. ويؤكد: المسئولين يهربون من المواجة بـ«الملاطفة».. ويرفض استقبال لجان البرلمان
السبت، 28 مايو 2016 10:41 ص
منذ أن بدأت أحداث قرية "الكرم" بمركز أبو قرقاص بالمنيا، وقام الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا، برفض محاولات لعقد جلسات عرفية بقرية الكرم فى بوقرقاص، وانه لا سبيل لانهاء مثل هذه الازمات سوى بالقانون.
وأضاف مكاريوس، " أن الكنيسة ترفض رفضًا باتًا تحويل قضية الكرم إلى جلسات الصلح وتطييب الخواطر قبل قيام أجهزة الدولة بدورها في محاسبة المتسببين الحقيقيين، وبعد ذلك يأتي الدور المجتمعي"، مؤكدًا على رفض الكنيسة متاجرة البعض بالقضية، والبحث عن أدوار والصعود على الأحداث، والبحث عن بطولات على أشلاء المتألمين.
وتابع أسقف المنيا، أن "طريقة الملاطفة وحلو الكلام أفسدت جميع القضايا، وأوجدت الفرصة للمسؤولين للهروب من المواجهة والقيام بمسؤولياتهم، وجعلت من كل كارثة مقدمة لكارثة أكبر في زمن قصير.
وفي السياق ذاته، ارسل الأنبا مكاريوس، رسالة الى كهنة الابراشية يحظر عليهم المشاركة فى أى جلسة صلح عرفية وان اى كاهن يشارك فى مثل هذه الجلسات فهو لا يمثل الكنيسة.
دخول بيت العيلة خاطىء
فيما أكد الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا أمس، أن توقيت دخول بيت العائلة للمشهد كان خاطئًا، وأشار إلى انهم من الممكن أن ينفردوا بناس بسيطة يقولوا لهم أي كلام ويطلعوا يقولوا أنهم قابلوا رجال القرية وجاري اجراءات الصلح بين الفريقين، نافيًا مشاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى جلسة الصلح العرفية التي نظمها بيت العائلة المصرى، على خلفية أحداث قرية الكرم بمدينة أبو قرقاص.
وأضاف: انة ليس من المقبول أن تقوم مثل هذة المؤسسات بدور الدولة والقانون، وهو الأمر الذى قد يضر بالقضية ويعود بنا إلى السيناريوهات السابقة التي ثبت فشلها فشلا ذريعًا، والدليل على ذلك تكرار الحوادث مع تصعيدات خطيرة،كما أكد أننا نرحب بكل من يمد يده إلينا ولكن في التوقيت المناسب.
فانة لم يكن اختيار البابا تواضروس، المتواجد حاليًا فى النمسا، للأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، لحل أزمة سيدة المنيا، والتحدث باسم الكنيسة فى هذه القضية، نابعا فقط من ثقة البابا، فانة بدأ البابا تواضروس يعتمد على الأنبا مكاريوس بشكل كبير فى حل العديد من الازمات، حيث تعرضت محافظة المنيا لأعمال عنف وشغب، وتدمير بعض المنشآت العامة والخاصة والكنائس، من بينها تدمير 19 كنيسة، بمراكز المحافظة، وذلك ردًا على استخدام الأمن للقوة في فض اعتصام رابعة والنهضة الذي قتل فيه المئات وأصيب الآلاف في اغسطس 2013.
وكان البابا تواضروس كلفه رسميًا منذ شهور بالإشراف الروحى على دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان بعدما استجابوا لمبادرة المهندس إبراهيم محلب، فقرر البابا أن يمنح الأسقف مهمة الإشراف على الدير الملتهب بما لديه من حكمة وروية واتزان فى إدارة الأزمات.
صلاة القداس
ومن جهة أخرى، قام الأنبا مكاريوس بتراس صلاة القداس فى الخيمة المحترقة بالمنيا يوم 15 مايو وقام بطمئنة الأقباط بأن أجهزة الدولة في المحافظة تولي الأمر اهتماما كبيرا، وأن الأجهزة المعنية تبذل جهدا كبيرا من أجل الخروج من الأزمة، وأن جهات كثيرة من مصر وخارجها أجرت اتصالات بالمطرانية للوقوف على التفاصيل مبدية تعاطفها، مشيرا إلى أنه يثق كثيرا في سرعة الإجراءات التي تتخذها الدولة الآن لفتح المكانين المغلقين، رحمة بالشعب من جهة ومن جهة أخرى تلبية لحق شرعي له في ممارسة الشعائر داخل مكان آمن.
لجنة من البرلمان
وبالرغم من كل الضغوط التى تمارس على الانبا مكاريوس فى حل الازمة بالصلح العرفى ومنها اتصال النائب مصطفي بكري بالانبا مكاريوس عارضًا عليه استقبال لجنة من البرلمان المصري للتفاهم معه حول اجراءات المصالحة، إلا ان الانبا مكاريوس رفض مقترحات مصطفي بكري قائلا له:"لن استقبل أحد قبل القاء القبض علي باقي المتهمين ومحاكمتهم"، حيث لم يفرط الأنبا مكاريوس فى حق السيدة المهدور كرامتها ولم يقصر تجاه الأقباط الذين تعرضت منازلهم للحرق وحاول تهدئة جميع الأطراف،ورفض لاى جلسة من جلسات الصلح العرفية،وطالب ان القانون يتخذ مجراة،واستطاع ان يقف امام الجميع بشجاعة.